الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
جامعة ذمار: التعليم بموارد ذاتية
الساعة 20:42 (الرأي برس - عربي )

ظهر مدرس الأدب الإنجليزي وهو يعمل في بيع الذرة، في أحد الشوارع، ويواصل محاضراته المجانية

تستمر العملية التعليمية في جامعة ذمار، العنوان البارز الذي يستقبل القادمين من صنعاء إلى المدينة، لكن الأوضاع الإستثنائية، فرضت نفسها على الطلاب والمدرسين ومستوى الأنشطة بصورة متفاوتة.
وأكد رئيس جامعة ذمار، الدكتور طالب النهاري، في حديث إلى «العربي»، أن «العملية التعليمية منتظمة ومستمرة في كل كليات الجامعة، وكذلك الأمر في ما يتعلق ببرامج الدراسات العليا»، لكنه استدرك بالقول «صحيح أن جامعة ذمار ومثلها باقي الجامعات اليمنية تضررت بفعل العدوان الغاشم على البلاد، سواء بالإستهداف المباشر لمباني الجامعة وإقلاق سكينة المجتمع الذي ينتمي إليه طلاب الجامعة، أو بتبعات الحرب الإقتصادية والإجتماعية والنفسية، لكن ذلك لم يثن صمودنا وعزمنا على مواصلة المشوار، على الرغم من كل الظروف، ومعنا كل المخلصين من الطاقم الإداري والأكاديمي في الجامعة». 


وكشف النهاري عن أن الجامعة تواصل عملها بموارد ذاتية، موضحاً «نحن حالياً نسير العملية التعليمية في الجامعة بمواردنا الذاتية البسيطة بعد نقل البنك المركزي اليمني إلى مدينة عدن وانقطاع الرواتب. فعملنا على ترشيد النفقات وضبط الإيرادات، واعتماد بدل مواصلات لأعضاء هيئة التدريس والموظفين لضمان إستمرارية عطائهم في الكليات والمراكز والمعاهد». 


وتعد الجامعة الصرح الأهم في ذمار، وعند زيارة «العربي» إليها، تبدو مظاهر البناء المتميز والمساحة الواسعة، أول ما يشد أنظار الزائر لأول مرة، بالإضافة إلى إستمرار العملية الأكاديمية في الجامعة بعد كل ما شهدته البلاد، إلا أن الطلاب المتواجدين ونسبة الحركة العامة داخل أسوار الجامعة، كانت أقل من المتوقع، لكن السبب كان إستثنائياً، وهو انعدام الوقود، بالتزامن مع الزيارة قبل أكثر من أسبوع، وفقاً للطالبة سهام، التي تدرس في كلية طب الأسنان.


وخلال الحديث مع الطلاب في الجامعة، كان واضحاً أن تأثير الحالة المعيشية للمواطنين على التعليم في جامعة ذمار، هو النقطة الأبرز التي أثرت على سير التعليم، وتروي سمية، التي تدرس مع سهام في الكلية ذاتها لـ«العربي»، أن هناك طلاباً وطالبات يغيبون عن المحاضرات المقررة في الجامعة، لعدم إمتلاكهم أجرة باص النقل من منازلهم إلى الجامعة، التي يدرس فيها طلاب من مديريات مختلفة ومن خارج المدينة وحتى من مديرية يريم التابعة لمحافظة إب. 


أزمة الراتب 
وكغيرها من الجامعات الحكومية والمدارس التي تعرضت لأزمات في السنوات الأخيرة، فإن جامعة ذمار، تأثرت بالحرب ولم تسلم من أضرار القصف لغارات «التحالف»، لكن التأثير الأكبر كان منذ بدء أزمة الراتب، التي انعكست على سير العملية الأكاديمية داخل الجامعة، بسبب تدهور الوضع المعيشي لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم والذين تغيب بعضهم أو واجهوا صعوبات في الحضور، ولا يزال بعض الطلاب، يشكون من تأخر إعلان نتائج الإمتحانات لبعض المقررات الدراسية، بسبب ما قيل للطلاب إنه امتناع مدرسي بعض المواد عن تسليم دفاتر الإجابات، كنوع من الضغط للمطالبة بمستحقاتهم المالية، فيما كانت إدارة الجامعة، وفرت منذ مطلع العام الدراسي الحالي، بدل مواصلات لأعضاء هيئة التدريس للحضور. 


مدرس يبيع ذرة
وكمثال على الوضع الذي يعيشه المدرسون، ظهر مدرس الأدب الإنجليزي في كلية الآداب، الدكتور فؤاد جعدان، في مقطع فيديو جرى تداوله في مواقع التواصل، وهو يعمل في بيع الذرة، في أحد الشوارع، ويواصل محاضراته المجانية، ويعتبر في حديثه إلى «العربي»، أن ذلك يعبر عن وضع الأكاديمين في اليمن، حيث «أوقفت الحرب كل مظاهر الحياة من دون أن تقف هي»، وفق تعبيره.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً