الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
البرعي: صوت الإذاعة الصدّاح
الساعة 19:56 (الرأي برس - عربي )

على مدى عقدين ونيّف من السبر في أغوار مهنة التعليق والعمل في المجال الرياضي، مثّل المعلّق الرياضي محمد يسلم البرعي، الجناح الآخر مع زميله الراحل بن شعيب، في التحليق في فضاءات المهنة وعالم الإبداع، الذي اختزن في ذاكرة الجماهير الرياضية أمداً بعيداً عبر موجات أثير إذاعة عدن، التي كانت تمثل النافذة الوحيدة لعشاق الكرة لنقل الصورة الجامدة، سواء من ملعب الشهيد الحبيشي أو الملاعب الأخرى، التي تنقلت في ساحاتها أجهزة لإرسال الصوتي في خدمة مجانية كانت تقدمها الإذاعة العريقة لجماهيرها المستمعة لأثيرها في الحضر والأرياف.


وحينها كان المعلّق صاحب الخبرة الكبيرة والصوت الصدّاح البرعي، حاضراً في كل ساحات الملاعب، واصفاً ما يجري لمستمعي الإذاعة في بطولات كرة القدم التي كانت تجري في ملعب الحبيشي، أوفي ملاعب المحافظات الأخرى بكل تفاصيلها الدقيقة، وبعد رحيل بن شعيب، تحمّل البرعي العبء الأكبر في قيادة مسيرة التعليق الرياضي وحيداً.


وفي ظل الفراغ الكبير الذي تركه بن شعيب في دنيا الإعلام الرياضي بشكل عام والإذاعي على وجه الخصوص، كان لا بد للمعلق الكبير محمد يسلم البرعي، من فتح نافذة للمعلقين الشباب حتى يتسنى أمامهم الظهور عبر إثير الإذاعة، والتعليق في بعض المباريات، كتشجيع منه على صقل مواهبهم في هذه المهنة، وتجهيز هذه المهارات للتحدي المقبل بروح وثابه بالعزيمة والإصرار على النجاح.


ويحسب للبرعي تدريب العديد من المواهب الشابة التي ظهرت في العقد الآخير، وأخذت مكانتها في كبينة التعليق الرياضي في السنوات الأخيرة. كما برز اسم البرعي، عبر البرنامج الأسبوعي الشهير «المجلة الرياضية»، والذي كان يقدم في التاسعة وخمس دقائق من مساء كل جمعة، وعلى مدى ساعة كاملة، يطوف مكرفون البرنامج عبر شبكة مراسليه في المحافظات، راصداً كل ما يدور فيها من أخبار ونشاطات على مدار أسبوع


كما قدّم البرعي على مدى مسيرته الإذاعية العديد من البرامج المتخصّصة في شؤون الشباب والرياضة، إضافة إلى أنه يعد صوتاً طبع قراءة لنشرات والتقارير الإخبارية في إذاعة عدن، بنبرة تأسر ألباب المستمعين وتستحوذ كل حواسهم.


وبعد الحقبة الطويلة في خدمة الإعلام الرياضي الإذاعي، يقف البرعي، متألماً من وطن خدمه طيلة عمره، ورماه للنسيان بعد سنوات طويلة من العطاء الكبير، حيث يعاني المعلق الخبير من تجاهل الجهات المختصة، وعدم اهتمامها تجاه ما قدمه طيلة ثلاثة عقود من العمل في الإعلام الرياضي، وكأنه ينتظر أن يشرب من كأس الإهمال، التي سقي منها زميله بن شعيب. ويبقى أكثر ما يمكن تقديمه من تلك الجهات، المتاجرة باسمه وتاريخه الحافل بالعطاء، وهي الحسنة الوحيدة التي يتلقاها مبدعو هذا الوطن من فاسديه، إعلامياً لا أكثر ولا أقل.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً