الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
المعركة على «منابر» عدن... من التصفية إلى السيطرة
الساعة 20:15 (الرأي برس - عربي )

تصاعد عدد ضحايا معركة السيطرة على منابر عدن خلال العامين الماضين إلى 23 قتيلاً جلّهم خطباء وأئمة مساجد، قتلوا وقيدت جرائم تصفيتهم ضد مجهول في محاضر واستدلالات أقسام الشرطة.


جريمة صمت الجهات الأمنية على تصاعد ضحايا الاغتيالات من رجال دين في عدن، أثار جدلاً واسعاً في أوساط العامة، واعتبره الكثيرون «تواطؤاً بضوء أخضر من الحاكم الفعلي لعدن».


تأهيل الأئمة... وإرشادهم
وما ضاعف تلك الاتهامات، قيام الإمارات مؤخراً، عبر مكتب «الأوقاف والإرشاد» في عدن، بتأهيل وتدريب خطباء وأئمة مساجد يسبّحون بحمد أبوظبي ويترحّمون على الشيخ زايد، عقب كل صلاة، ويدعون الله أن يديم الأمن والأمان، ويدعون بالصلاح لولاة أمورهم.


هذا ما علّق به العشرات من الناشطين على قيام مدير مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة عدن، محمد حسين الوالي، بتسجيل أسماء عدد من خطباء المساجد خلال الأيام الماضية. كذلك طلب الوالي منهم صوراً لجوازات سفرهم، وحثّ من لم يملك جواز سفر بالذهاب للحصول عليه استعداداً لنقلهم إلى الإمارات للقاء ولاة أمورهم وحضور دورة تدريبية في فن الخطابة والإلقاء، ومن ثم يتم إعادتهم إلى عدن للسيطرة على منابر المدينة وتوظيف مساجدها لصالح أبوظبي.


تلك الخطوة جاءت بعد معركة صامتة استُخدم فيها قتلة مجهولون للسيطرة على الخطاب الديني وتوجيهه لصالح من يسيطر على الجنوب، وكذلك لخدمة الأهداف والمطامع الإماراتية. وعلى مدى العامين الماضيين، وفق الرصد التالي، تم تصفية 23 خطيباً وإمام جامع في محافظة عدن وعدد من المحافظات بواسطة مسلحين مجهولين أو عبوات ناسفة، وبدأ مسلسل التصفيات الموجهة ضد رجال الدين من خطباء وأئمة مساجد في الرابع من يناير 2016م، ولاتزال العملية مستمرة.


تصفيات 2016
بدأت معركة السيطرة على المنابر باغتيال الشيخ علي عثمان الجيلاني، في الرابع من يناير 2016، أثناء خروجة لأداء صلاة الفجر، وسُجلت أيضاً آخر عملية اغتيال في عدن بحق خطيب وإمام «مسجد عبدالرحمن بن عوف»، الشيخ فائز فؤاد، في مدينة التقنية من قبل مجهولين.


مسلسل اغتيالات الخطباء وأئمة المساجد شملت كافة الرافضين للمارسات الإماراتية في عدن، من الشيخ علي عثمان الجيلاني، إمام وخطيب «مسجد القادرية»، إلى الشيخ السلفي عبدالرحمن العدني، مدير «دار الحديث» في الفيوش الذي قتل في لحج، إلى الشيخ السلفي ياسر الحمومي، القيادي بـ«المقاومة» في أبين، وخطيب أحد مساجدها، قتل في جعار. الشيخ عبدالرحمن الزهراوي، إمام وخطيب «جامع الرحمن»، الذي قتل في عدن بتاريخ 23 يوليو 2016. والشيخ عابد مجمل، إمام وخطيب «مسجد الفاروق»، قتل في الشيخ عثمان بـ25 يوليو. 


الشيخ ثابت الهلالي، إمام وخطيب «مسجد الحبيلين» في ردفان محافظة لحج، قتل في الثالث من أغسطس 2016. والشيخ صالح حليس، قيادي في حزب «الإصلاح» وخطيب «جامع الرضا» في المنصورة، والذي قتل في 15 أغسطس على يد مسلحين مجهوليين. 


الشيخ مروان أبو شوقي، قتل أثناء ذهابه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة في 29 إبريل 2016. والشيخ عادي عون قيادي في «المقاومة الجنوبية» ومدير سجن المنصورة، قتل في 6 مايو من العام نفسه. والشيخ السلفي فائز الضبياني، محاضر وداعية سلفي، قتل في الشيخ عثمان في 24 يوليو من العام نفسه. 


ضحايا 2017 
مسلسل الاغتيالات تواصل في العام 2017، حيث سُجل في 31 يناير 2017 مقتل الشيخ عبدالعزيز سمحان الراوي، إمام خطيب «مسجد ابن القيم» في عدن، عثر عليه بعد أيام من اختطافه مقتولاً.الاغتيالات بدأت منذ الشهر الأول لإعلان عدن عاصمة مؤقتة ودخول القوات الإماراتية 
وفي العاشر من أكتوبر قُتل الشيخ ياسين الحوشبي، إمام وخطيب «مسجد الصحابة» في المنصورة بعبوة ناسفة زرعت في سيارته. وفي 18 من الشهر نفسه قُتل الشيخ فهد اليونسي، إمام وخطيب «مسجد الصحابة» في المنصورة برصاص مسلحين مجهولين أثناء ذهابه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.


الموت المجهول طال أيضاً في الثامن عشر من أكتوبر الماضي‏ الشيخ مصطفى عبد الله الطيب، إمام أحد مساجد مدينة الغيظة بمحافظة المهرة، بعد يوم واحد من رفضه دخول قوات أجنبية إلى المهرة، وتحذيره من مخاطر إقحام المهرة في الصراع. 


وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه قُتل الشيخ عادل الشهري، إمام وخطيب «مسجد سعد وقاص» في مدينة «إنماء» السكنية برصاص مسلحين مجهولين في البريقة أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر. وفي الخامس من ديسمبر قُتل الشيخ عبدالرحمن العمراني، إمام وخطيب «مسجد الصحابة» في المنصورة برصاص مجهولين أثناء خروجه من منزله.


تواطؤ أمني؟
وتسارعت عملية الاغتيالات الموجهة ضد خطباء وأئمة المساجد، في ظل اتهام الأجهزة الأمنية بالتواطؤ مع القتلة. فقُتل الشيخ فائز فؤاد، إمام وخطيب «جامع عبدالرحمن بن عوف» في المدينة التقنية بالمنصورة، في 12 ديسمبر الماضي من قبل مسلحين اعترضوا سيارته أثناء عودته إلى منزله، وأطلقو النار عليه.


ودفعت المخاوف التي يعيشها خطباء مساجد عدن، الشيخ حسين الصوبي، إمام وخطيب «مسجد ابن عباس» في مديرية المعلا، إلى إلغاء إقامة خطبتي وصلاة الجمعة في الثالث والعشرين من فبراير الماضي، احتجاجاً على استمرار مسلسل الاغتيالات التي تستهدف أئمة وخطباء المساجد في المدينة منذ 3 سنوات، وذلك بعد يومين على اغتيال الشيخ عارف الصبيحي، إمام وخطيب «جامع الرحمة» في المنصورة، والقيادي في الحركة السلفية، والذي قُتل برصاص مسلحين في المعلا يوم 20 فبراير 2018.


وعلى الرغم من تصاعد المطالبات للأجهزة الأمنية بالقيام بدورها في حماية خطباء وأئمة المساجد في عدن، إلا أن القاتل المجهول ظل يحصد أرواح رجال الدين واحداً تلو الأخر بدون أي خوف، تارة يرتدي زياً عسكرياً، وأخرى يرتدي قناعاً أسود ليسفك دماء المزيد من الخطباء والأئمة.


وبعد الانتقادات الحادّة التي تعرّض لها أمن عدن الموالي للإمارات، قتل الشيخ شوقي محمد مقبل كمادي، إمام وخطيب «جامع الثوار» والقيادي في حزب «الإصلاح» وعضو المجلس المحلي في المعلا، برصاص مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، وذلك أمام مدرسة مأرب بتاريخ 14 فبراير 2018.


مسلسل اغتيال رجال الدين الذي حصد أرواح العشرات من رجال الدين السلفيين، وكذلك عدداً من رجال الدين المنتسبين لـ«الإصلاح»، امتد إلى مدينة تريم وداي حضرموت ليطال الحبيب العلامة الصوفي عيدروس بن عبدالله بن سميط، إمام وخطيب «جامع المحضار»، وذلك في الثاني من مارس الجاري، في عملية وُعت في إطار «إيجاد الذرائع للتوغل والسيطرة على وادي حضرموت، تحت مبرر الحماية ومحاربة تنظيمَي الدولة والقاعدة». 


محاولات فاشلة
وفضلاً عن عمليات الاغتيال «الناجحة»، تم رصد عدد من محاولات الاغتيال الفاشلة التي طالت رجال دين آخرين، تلك المحاولات بدأت منذ الشهر الأول لإعلان عدن عاصمة مؤقتة، ودخول القوات الإماراتية.


وكان أول الناجين الشيخ بشار السلفي، إمام وخطيب «مسجد قرية الحسني» في لحج، والذي تعرض لمحاولة اغتيال بتاريخ 25 يوليو 2015. كما نجا الشيخ محمد علي الناشري، إمام وخطيب «مسجد الرحمن»، الذي تعرض لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة في 22 اكتوبر 2015. يضاف إليهما الشيخ صلاح سالم الشيباني، إمام «مسجد الفرقان» في دار سعد، الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 5 يناير 2018 بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله. 


وآخر تلك المحاولات طالت الشيخ جلال المارمي، إمام وخطيب «مسجد آل البيت» في خور مكسر بعدن، والذي نجا من محاولة اغتيال في 14 فبراير 2018 حينما تعرّض لوابل من الرصاص أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة العشاء من قبل مسلحين مجهولين. 


ويرى مراقبون أن مرحلة تصفيات رجال الدين، التي بدأت في عدن فعلياً مطلع العام 2016، لا تزال تهدد خطباء وأئمة المساجد الرافضين للواقع المفروض من قبل الإمارات. ويلفتون إلى اتساع خارطة تصفية العلماء الدين لتشمل خمس محافظات جنوبية، احتلت فيها مدينة عدن المرتبة الأولى تلتها لحج وأبين وحضرموت والمهرة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً