- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
للفنان التشكيلي والنحات وليد دلة مكانة بارزة في المشهد الثقافي اليمني كواحد من أبرز النحاتين والفنانين التشكيليين، فبالإضافة إلى لوحاته الفنية التي تعكس البيئة المتنوعة والتراث الثقافي اليمني، فإن التنوع البيئي يمثل حالة إثراء للفنان الذي يختزل التداعيات بكل القيود التي تثقله.
وعلى الرغم من لوحاته التشكيلية الغنية بمقومات الإبداع الفني إلا أن منحوتاته منحته الحضور الأبرز في مجتمع لا زال النحت فيه محاصرا بالقيود الدينية التي تنظر له أمرا محرما، غير أن دلة تمرد ضد هذه القيود وقدم منحوتات إبداعية تفيض بالدهشة والإبهار.
من اعمال الفنان التشكيلي وليد دله
ولد “وليد دلة” في العام 73 في حارة المدينة القديمة بتعز والتي تعد من أثرى المناطق اليمنية بالفنانين التشكيليين، ومن بوابة الحب والرغبة والشغف ولج منذ صباه إلى عوالم الفن الشاسعة التي يتعاظم الوله بها مع كل لوحة أو عمل نحتي، وترتقي الروح مع كل تناول وبحث وإنغماس بسيل جمالي يتدفق إلى تساؤل يغمره ويرويه.
هكذا لدى هذا الفنان كان التتابع المتواصل للمتابعة والتكوين الذي ما زال قائما حتى اليوم بداءً بالمحاكاة ووصولا للتجريب والخلق بحثا عن الهوية والدهشة التي يعد بهاء شاسعا من أفق تتراص أدواته وأفقه في ماهية الجمال المطلقة التي يسعى إليها الفن منذ الأزل.
كان الفنان التشكيلي اليمني هاشم علي هو الملهم لابداعات دلة في الأعمال التشكيلية من خلال تأثره بأعمال هاشم علي الفنية التي دائما ما ترتبط بالبيئة اليمنية بكل تفاصيلها الدقيقة والتي يلاحظ فيها الاهتمام بحياة الناس البسطاء وبأعمالهم وحرفهم وملابسهم التقليدية والعادات والتقاليد، وهي صفات ظلت ملازمة للأعمال الفنية لــ”دلة” والتي تمتاز بالتنوع في أفكارها ومضامينها.
حبه وشغفه بالشاعر
شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني ألهمه وقاده إلى عالم النحت، ليكون وجه “البردوني” هو أول تمثال نصفي قام “دلة” بنحته مجسدا فيه ملامح الشاعر التي عجزت عن وصفها القصائد والمرثيات والبكائيات واللوحات الفنية، فجاء التمثال النصفي معبرا عن صورة الشاعر الكبير في مخيال النحات الكبير، ومن خلال هذا العمل فاز “دلة” بجائزة رئيس الجمهورية 2002 ولا يزال التمثال يزين قاعة قصر الشباب بصنعاء.
من اعمال الفنان وليد دله
قبل تنفيذه لهذا العمل الذي يعد أبرز أعماله كان انشغاله بعمل دراسات حول اعمال مايكل انجلو الذي حاكاه في عمل “العذراء والطفل” وقبل هذه الأعمال كان لــ”دلة” العديد من المنحوتات التي ارتبطت بالغالب بمواقع أثرية يمنية مثل “دار الحجر” و”قلعة القاهرة”.
كأي فنان ثوري ومتمرد عاش “دلة” ثوريته وعبر عنها بأعماله من خلال العديد من الأعمال الفنية رسما ونحتا لعل أبرزها عمل “الثلايا” وهو قائد ثورة 1948 بالإضافة إلى عمل “الثائر” الذي يجسد ملحمة الصدور العارية المرتبطة بالثورة الشبابية الشعبية فبراير 2011 وهي الثورة التي شارك فيها “دلة” من خلال مرسمه الخاص في خيمته بساحة التغيير بصنعاء حيث قدم العديد من اللوحات للكثير من شهداء الثورة الذين سقطوا برصاص الأمن التابع للمخلوع صالح.
من اعمال الفنان وليد دله
عام 2004 الذي شهد احتفالية “صنعاء عاصمة الثقافة العربية” كان بمثابة محطة مهمة وفعالة في مسيرة “دلة” وفي المشهد الثقافي اليمني، وهذه المحطة مثلت نقلة نوعية للثقافة اليمنية بشتى صورها منذ توحد البلاد في العام 1990 الذي كان حافزا وشهد ذوبان كبير للكثير من الترسبات المغلوطة لذا فإن “دلة”يصنف العام الثقافي بانفجار إبداعي تشكل باحتواء القيادة الثقافية النوعية التي تبنت الدعم اللوجستي للإبداع فكان نقلة مهمة أخذت بالوعي من دهاليز الاهمال والإلغاء والتغييب إلى الخلاص والتغني والزهو، بل والتحرر نحو الخلق لإبداع جديد تلو إبداع حتى مهدت للمحطة التالية بسبع سنوات ثورة تحدد ملامح التكافؤ والمساواة والعدالة الكاملة بمعنى التحرر والخروج من السياق أو منطق المماثلة والإنسياق، وتجاوز الإختلاف المزيف المبني على الجهل إلى إختلاف حقيقي تتسع فيه المفاهيم ولو باضطراب في التقدير أحيانا والتقييم والرؤية لدى البعض لأنها مرحلة تأسيس على كيفية التحرر في بيئة تجاوزت المعقول للتسلط إلا أنها تظل قفزة لكل مخاوف الماضي وللقيود التي تهشمت بفعل الوعي والشعور الجمعي، فالفن شعور وحياة وتجربة وتعبير لهذه التجربة وهذه هي أركان تكريس الفن في إطار المجتمع والثقافة بحسب الفنان دلة.
من وجهة نظر دلة فالمشهد الثقافي اليمني بسلبياته وإيجابياته هو ترجمة للصراع القائم في ديمومة الواقع وتحولاته المتسارعة والتداعيات التي تنهال على البلاد من كل صوب والضغوط المجيشة بفرضها الإلزامي من التسلط لهو حراك كاف من البحث والشعور بحقيقة التقرير للعديد من المفاهيم التي تنشئ حراك تمردي للسياق وللحرية المصدومة، وهذا وحده يعكس تفاعل بالوعي الثقافي ونقل نوعي نحو ديناميكية توعوية للإبداع باعتباره تفكير خلاق يتحرر من أشكاله النمطية الجامدة ويرقى نحو مفاهيم وتأويلات ترى أن كل جهد بشري يحمل قيمته معه بإتجاه الحقيقة والإبداع”.
ويرى “دلة” أن الوضع الثقافي في ظل الحرب والهتك الملبد والقتل الجماعي لهو تفنيد منطقي ووجودي للحقيقة بتصوراتنا المختلفة وقناعات التذوق المتباينة، تفنيد يمشي بسريان حركي للتكوين الإبداعي نحو منهجة الإنتماء والتصور الإبداعي الخلاق المتحرر من كل استبداد بشري أو نوعي، وهذا بفضل التعرية المتجددة لشتى أساليب القمع والإلغاء”.
يعيش “دلة” اليوم في حارة المدينة القديمة في تعز وقد قام بتحويل منزله إلى مرسم حيث تتوزع اللوحات والمنحوتات والألوان على كل زوايا المنزل الذي أعلن عن ميلاد فنان جديد اسمه “إياد دلة” النجل الأكبر لدلة الأب، فمنذ صباه بدأ إياد باللعب بألوان والده محاولا تقليده في إبداع لوحات فنية ليتعلم أبجديات الرسم إضافة إلى الموهبة التي يمتلكها، ومع اكتشاف الجميع لموهبته بدأ اياد بممارسة الرسم وليصقل موهبته أكثر من خلال التحاقه بقسم الفنون الجميلة بكلية الآداب بجامعة تعز.
في كل معرض فني تقيمه جامعة تعز يتصدر اسم اياد دلة أسماء الفنانيين التشكيليين من خلال تقديمه لعدد من لوحاته المتنوعة والتي تجسد تفاصيل ومشاهد الحياة اليومية بالإضافة إلى الوجوه واللوحات التعبيرية.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر