السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن …...والقلم
واحد كبده يا ليد …. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

كنت كلما دنوت الى شارع 26 سبتمبر بتعز من حارتنا حارة (( العدينه )) ، ومن ركن مدرسة ناصر، فأشتم رائحة طباخة العم عبد الكريم ، والعم عبد الكريم كان طباخ العم طه عبد الله ثابت الرجل الذي جميله يغطيني من راسي حتى قدمي ….

أظهر من جنب الزجاج ، يراني : إ دخل وإجلس هناك نصطبح سوى ، فأجلس واظل اتملى في وجوه الزبائن ، كلمة واحده تتردد : ماشاء الله ….

بين شارعي بغداد والشارع المؤدي إلى عمارة عذبان، ثمة مطعم طالما حججنا اليه ، وقريبا من مؤسسة الحبوب حيث كنت ترى الأصحاب هناك على رأسهم صديقي الاعز حسن الدوله ، الذي كنت مارا معه بمعية صديقنا عبد المجيد ياسين المحامي ، انا كلما ادنوا من مطعم السامعي ، فاتنهد ، اتذكر ذلك الرجل العصامي من يقف على (( الرصه )) ، يخيل إليك أن من يقف هو صاحب (( كنتاكي))، بشنبه المميز ، الفارق بين الشنبين أن شنب السامعي كان اسود كثيف ، وشخصية الرجل طاغيه ….

السامعي لا يضحك ابدا رحمه الله ، لكنه يعمل ويعمل ، وولديه يعملان بصمت ...والزبائن يأتون ويذهبون …..(( واحد كبده ، واحد لحم زغار، واحد فاصوليا ، واحد فول ، واحد شاهي احمر ، ابيض ))…..والسامعي يقود المسيره بكل الحب للعمل ، وعرقه يستكب على خديه كرامه ….

السامعي رحمه الله واحد من الرجال ملح الارض ، من لا ينتظرون ، بل يسعون في مناكبها يؤسسون للكرامة والعمل دولا لا تنقرض ، بل تسود ولا تندثربالتقادم ابدا، لسبب بسيط هو أن العمل قيمه أخلاقية ، وحدهم المتنطعون من يذهبون ، ولا يعد احدا يتذكرهم الا باللعن ، بينما تقف الدنيا اجلالا للعاملين ، عمالا وفلاحين ، وكل شريف محترم يأكل من ناتج عرقه ، لا يمد ابدا يده إلى حق الآخرين……

اصبح ذلك الشارع يتيما ، بعد وفاة السامعي ، ولا ادري هل ما يزال زبائنه يذهبون !!!، لكن الرجل ترك أثرا في الأنفس عالية الهمه ، من تأكل من الرأس ، ولا تمد يدها الى ما بين الاقدام …..

امثال السامعي ملح الارض كثيرون ، في طول البلاد وعرضها، يسكبون عرقهم ، الى الارض ، يتحول الطين الى سبائك من ذهب …..

بالمقابل فمن ينهبون ، ويخطفون اللقمة من أفواه المتعبين كثيرين ايضا ، لكنهم لا ينالون احترام أحد، وان بدا أن لهم هيبة ما ، فهي هيبة الظل التي تتوارى خلف الجدران …..

السامعي أحد قيم العمل الساميه ترك دنيانا بعد أن تعب ، وأوفى ….
ظل طوال عمره خارج قائمة (( الذين قضوا حياتهم في خدمة الوطن ))...

لله الامر من قبل ومن بعد .

25 فبراير 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً