الاربعاء 21 مايو 2025 آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025
ن …...والقلم
واحد كبده يا ليد …. - عبد الرحمن بجاش
الساعة 17:21 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

كنت كلما دنوت الى شارع 26 سبتمبر بتعز من حارتنا حارة (( العدينه )) ، ومن ركن مدرسة ناصر، فأشتم رائحة طباخة العم عبد الكريم ، والعم عبد الكريم كان طباخ العم طه عبد الله ثابت الرجل الذي جميله يغطيني من راسي حتى قدمي ….

أظهر من جنب الزجاج ، يراني : إ دخل وإجلس هناك نصطبح سوى ، فأجلس واظل اتملى في وجوه الزبائن ، كلمة واحده تتردد : ماشاء الله ….

بين شارعي بغداد والشارع المؤدي إلى عمارة عذبان، ثمة مطعم طالما حججنا اليه ، وقريبا من مؤسسة الحبوب حيث كنت ترى الأصحاب هناك على رأسهم صديقي الاعز حسن الدوله ، الذي كنت مارا معه بمعية صديقنا عبد المجيد ياسين المحامي ، انا كلما ادنوا من مطعم السامعي ، فاتنهد ، اتذكر ذلك الرجل العصامي من يقف على (( الرصه )) ، يخيل إليك أن من يقف هو صاحب (( كنتاكي))، بشنبه المميز ، الفارق بين الشنبين أن شنب السامعي كان اسود كثيف ، وشخصية الرجل طاغيه ….

السامعي لا يضحك ابدا رحمه الله ، لكنه يعمل ويعمل ، وولديه يعملان بصمت ...والزبائن يأتون ويذهبون …..(( واحد كبده ، واحد لحم زغار، واحد فاصوليا ، واحد فول ، واحد شاهي احمر ، ابيض ))…..والسامعي يقود المسيره بكل الحب للعمل ، وعرقه يستكب على خديه كرامه ….

السامعي رحمه الله واحد من الرجال ملح الارض ، من لا ينتظرون ، بل يسعون في مناكبها يؤسسون للكرامة والعمل دولا لا تنقرض ، بل تسود ولا تندثربالتقادم ابدا، لسبب بسيط هو أن العمل قيمه أخلاقية ، وحدهم المتنطعون من يذهبون ، ولا يعد احدا يتذكرهم الا باللعن ، بينما تقف الدنيا اجلالا للعاملين ، عمالا وفلاحين ، وكل شريف محترم يأكل من ناتج عرقه ، لا يمد ابدا يده إلى حق الآخرين……

اصبح ذلك الشارع يتيما ، بعد وفاة السامعي ، ولا ادري هل ما يزال زبائنه يذهبون !!!، لكن الرجل ترك أثرا في الأنفس عالية الهمه ، من تأكل من الرأس ، ولا تمد يدها الى ما بين الاقدام …..

امثال السامعي ملح الارض كثيرون ، في طول البلاد وعرضها، يسكبون عرقهم ، الى الارض ، يتحول الطين الى سبائك من ذهب …..

بالمقابل فمن ينهبون ، ويخطفون اللقمة من أفواه المتعبين كثيرين ايضا ، لكنهم لا ينالون احترام أحد، وان بدا أن لهم هيبة ما ، فهي هيبة الظل التي تتوارى خلف الجدران …..

السامعي أحد قيم العمل الساميه ترك دنيانا بعد أن تعب ، وأوفى ….
ظل طوال عمره خارج قائمة (( الذين قضوا حياتهم في خدمة الوطن ))...

لله الامر من قبل ومن بعد .

25 فبراير 2018

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص