الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الصباحاتُ مذبوحةٌ - محمود عكاد
الساعة 17:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

إهداء إلى الشاعر الكبيرالدكتور / عبدالعزيز المقالح

الصباحاتُ مذبوحةٌ
والترابُ غدا أحمرا، 
البروقُ هُنا قَاتَلَتْ نَفسها،
حَاصَرَتني المُعاناةُ، 
بَاعتْ ليَ الأغنيات الحزينة أوجَاعها 
يا أبي ،
رُبَّما جُثّةٌ أدخَلَتْ كُلّ أشلاءها فيَّ 
أو رُبّما كُنتُ وحدي أمامَ الدَمارِ أعيشُ انكساريْ ،

المُصاب بخيبتهِ كُنت،
أعرفُ أنّي تَعلّمتُ جُغرافيا الموت،
لكنّني في تَضاريسِ مَعناكَ
أحييتُ ألفاظَ حُبّكَ في موطني
وانتَظَرتْ،

الطريق الذي كُنتَهُ لمْ يَزلْ مُشرقاً ،
الحقيقةُ والحُلم قُدّام بَابكِ يا والدي يَرجوان الدُخول،
الحماماتُ طَارتْ من النبض نَحوكَ،
غَطّيتَني بالمَصابيحِ، 
أمْطَرْتَ فوقَ السماءِ التي كُنتَ عَلّقتَها فوق رُوحيَ، 
أزهارَ طيبكَ،

في عُمقِ رُوحكَ يَرتاحُ قَلبُ القصيدةِ، 
حتّى المَحبّة آخَتكَ
بنتُ الجراحِ
البيوتُ 
الحدائقُ

يا ضحكةَ الضَوءِ،
يا قَلبهُ، 
يا يَنابيعهُ الساريات إلى غابةِ الكلماتِ الجميلة ، 
أنتَ الوحيد الذي جاءَ مُمتطياً صَهوةَ الحُبِّ، 
صَوتُ الحياةِ التي تَشتري عُمرها من صداكَ،
المليءُ بعاصفة الشعرِ، صَبرُكَ،

كُنتَ احتَقرتَ الظلامَ ولا زلتَ،
غنّيتَ بالشعرِ للشعرِ لحنََ الخُلودِ ولا زلتَ، 
كَنزُ الكُنوزِ لنا أنتَ

يا والدي ،
مَنْ يُعالج هذا المَكان المَريض بحَسرتهِ،
مَنْ يُرمّم وَجهَ النَزيفِ اليمانيِّ،
مَنْ سوفَ يُمكنهُ أنْ يْحرّر آماليَ الميّتات من الخوفِ غَيركَ،

لا لنْ تُضاهيكَ هذي البحار،
السَموات ،
ماذا أُسمّي المَقيلَ الذي حفّنا واحداً واحداً، 
جَنّةً وَسْطَ هذا الجَحيمِ ،
بلاداً لأشعاريَ البِكر ،

ماذا أُسَمّيكَ،
قُلّيْ، 
ذراع البَساتينِ،
مَملكة الصدقِ،
نافورة التضحياتِ،
عميد السّلامِ ،

سَألتُكَ باللّهِ قُلّي إذاً
كَيفَ يَبدأُ فيكَ النهارُ ولا يَنتَهي؟

ها أنا الآن وحدي على ضفّةِ الحُزنِ
نَاديتُ للأبجَديّةِ،
هذا الذي منْ عَباءةِ إنسانهِ الحَيِ 
تَخرجُ شمسُ المحبّةِ،
هذا الذي وَزنهُ صَارَ أكثر مِنْ ألفِ فَجرٍ على هذهِ الأرض،

يا والدي ،
لا تَزالُ إلى الآنَ تَحفرُ هذا الجدارَ مَعي، 
إيهِ يا صَوتهُ الحُرّ ،
ها قَدْ فَتَحْتَ لنا ثَغْرَةً كَيْ نَرى ،
ثُمَّ ماذا،
أَشَارَتْ لنا ضِحكةٌ نَحوَكَ، 
ابْتَسَمَتْ 
ثُمَّ قالتْ لعينيَّ 
ها فَاتح النُورِ
يَمسَحُ خَدَّ انهياركِ في دَاخلي 
والكفاحُ الذي رَافَقْتهُ أصَابعهُ الخَمس حَيٌّ،
ولا زالَ لَون النضالِ يُشعُّ بداخلهِ الآنَ،ِ

شُكراً
لأنَكَ عَلَّمتَ أحلامنا كيفَ تَمشي بأقدامها العَاج،

لا عُمرَ للعُمرِ ،
لا عُمرَ للصَبرِ، 
يَبقى على ظهرِ هذا الزَمان كفاحكَ
يا فاتح النُورِ، 
يا سَيّداً للكفاح

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً