الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ورد الآن
تفاصيل مثيرة عن الفتاة التي عثر عليها مقتولة في إب وكيف توصل الأمن الى الجناة
الساعة 22:02 (الرأي برس- فواز اسكندر)

في غضون 150 ساعة عصيبة وحرجة، وكانت تمر ببطء شديد، حملت معها تفاصيل مثيرة جداً لجريمة قتل بشعة ،  تمكن خلالها رجال البحث الجنائي والأمن بمحافظة إب من كشف غموضها، والتي راحت ضحيتها امرأة عشرينة مجهولة الهوية، كان قد عثر عليها جثة هامدة مرمية بداخل شوالة في منطقة الظهرة بمديرية الظهار محافظة إب وتحديداً مغرب يوم الخميس الموافق 18 يناير/ كانون الثاني 2018 م في ظروف غامضة جداً .

يومها وعلى الفور  هرعت الأجهزة الأمنية للمكان وباشرت بإتخاذ الإجراءات اللازمة من معاينة وتحري وجمع استدلالات وغير ذلك،  ليتم بعد ذلك تشكيل لجنة من البحث الجنائي لكشف غموض الجريمة، وباشرت اللجنة المشكلة مهامها وسط ضغوطات كبيرة جدا،ً شعبية وأمنية، رافقها تهويل إعلامي لامثيل له من حيث التضليل الغريب من قبل البعض، و تلفيق التهم للآخرين في الوقوف وراء جريمة مقتل المرأة المجهولة .

المؤسف والجديد في ذلك هو نسبهم الجثة المجهولة لناشطة قالوا أنها تدعى/  أمل القليصي، ومع الساعات التالية لتلك الدعوات يتضح أنه لاتوجد ناشطة مؤتمرية أو غير مؤتمرية بذلك الاسم، سوى في مخيلتهم لاغير، بدليل أنه لم يصل أحد من أسرتها أو أقاربها للتعرف على الجثة ،كإجراء كان ينتظره رجال البحث ، كي ينزاح هم كبير ويساعدهم على كشف هويتها كي يتمكنوا من الانتقال للخطوة التالية والأهم في القضية في كشف ملابساتها وغموضها والوصول للجناة ومرتكبيها قبل أن تتلاشى خطواتهم في تعقبهم وكشف هويتهم .

مع مرور أكثر من 48 ساعة  من عملية العثور على الجثة، واصل كل من  يقف وراء زوبعة من تسمى أمل القليصي  في النشر وتوزيعهم التهم والاتهامات ومن خلال صفحاتهم ومواقعهم في شبكة التواصل الاجتماعي، والخطير أن حمى زوبعتهم وصلت لقنوات فضائية عربية وعالمية رغم التوضيحات والتصريحات الأمنية وغيرها عن عدم صحة تلك المعلومات وتأثيرها على سير الإجراءات وعرقلة رجال الأمن والبحث عن مهامهم و واجباتهم، الذين  كانوا على موعد مع خطوة مهمة جداً من خلال معلومات كانوا قد حصلوا عليها و كانت بمثابة بصيص أمل للنجاح والاكتشاف وليس أمل المزعومة  .

تلك المعلومات تخص إحدى الفتيات المبلغ سابقا عن هروبها من نفس المنطقة التي عثر فيها على الجثة المجهولة، ماجعل أجهزة الأمن تشتبه بأن تكون هي نفسها فسارعت باستدعاء والدة الفتاة التي حضرت برفقة شقيقها (خال الفتاة ) إلى المستشفى وعرض الجثة عليهم لتؤكد الأم يومها أن الجثة هي لابنتها " ت - ا - ب " وعزز كلامها خال الفتاة..

وقتها جعلت هذه التطورات أجهزة الأمن تجزم جل الجزم أنها نجحت في تحديد وكشف هوية الجثة بنسبة 70% لتعزز من إجراءاتها في الوصول لمكان الشخص الذي كان قد قام بوضعها لديه قبل أشهر وبعد فترة من هروبها...... تتحفظ أجهزة الأمن على بقية التفاصيل الخاصة بالهروب ومارافقها من تداعيات وإيواء الشخص الخمسيني للفتاة ؟؟؟

بدورها اللجنة المكلفة بالقضية برئاسة مدير البحث الجنائي العقيد الركن محمود الأسد وبإشراف مباشر من مدير عام أمن محافظة إب العميد الركن/ محمد عبدالجليل الشامي ، كثفت من الإجراءات بهدف الوصول للشخص لمعرفة مصير الفتاة على ضوء آخر النتائج المتمثلة بتعرف الأم والخال على الجثة المجهولة، نجحت اللجنة ومن خلال مصادرها، بينهم ضباط أمن و بحث  بالتوصل للشخص الخمسيني ...!!

 

 ليتضح بعد ذلك ومن خلاله أن الفتاة لاتزال لديه، وبالفعل أحضرها، وتقوم اللجنة من خلال العقيد/ محمود الأسد والعقيد/ عبدالعزيز الشعري بعرض الفتاة على الأم التي تعرفت وأكدت قطعاً بأنها ابنتها، وكانت سعادتها كبيرة جداً بمشاهدتها لابنتها حية ترزق.

 

 على الرغم من الارتياح الذي لوحظ على وجوه وملامح اللجنة ، والابتسامة التي سطرها موقف الأم وفرحتها بعودة ابنتها وأنها ليست تلك المقتولة، فلم تختفي ملامح الإحباط لديهم كون هذه النتائج أعادتهم لنقطة الصفر والبداية في القضية ، وعادوا للإجراء البدائي والأول ألا وهو كشف هوية الجثة ومن تكون مما يزيد من صعوبة المهمة ويعقدها نوعاً ما ، بعد أن كانت قوب قوسين أو أدنى من إنجاز القضية.

تلك النتائج المحبطة لم ولن تؤثر على عزيمة رجال البحث والأمن في مواصلة الجهود وتكثيف الإجراءات اللازمة، واستمرار التحري وجمع المعلومات بهدف كشف هوية الجثة، وتوسعت عملية التحري والتنسيق مع بعض الجهات منها فرع مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني بإب، وتمثلت بإجراء مطابقة بصمة الجثة بالبصمات الالكترونية في السجل المدني.

ناهيك عن تحركات أخرى كانت تقوم بها اللجنة والفريق ليلاً ونهاراً، ولم تتوقف لحظة بل كانت تزيد في ظل إصرار ومتابعة شخصية من جانب مدير الأمن العميد محمد الشامي الذي كان على تواصل مع محافظ محافظة إب اللواء.د/عبدالواحد محمد صلاح رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة وكذلك مع معالي وزيرالداخلية اللواء ركن/ عبدالحكيم الماوري، لاسيما وهما ينتظران الجديد والمستجدات ويشددان على أهمية كشف الحقيقة من جانب و القضية وضبط مرتكبيها من جانب آخر  .  

لم يكتفي البعض بالتضليل الإعلامي  والنشر المعلوماتي في القضية، بل وصل الحال للتشكيك بنزاهة وكفاءة رجال البحث والأمن الذين لم يهتموا بها بقدر سلبياتها عليهم، فكان همهم الوحيد هو كشف القضية و هذا ما تحقق بعد مرور 72 ساعة من ذلك الإحباط المتمثل بمعلومات الفتاة المشتبه بها ( ت - ا - ب ) ومارافقه من تداعيات  .

ففي عصر يوم أمس الأول - الأربعاء - تمكن رجال البحث من كشف هوية المرأة، بعد أن تم الاشتباه بأحد النساء بأن تكون هي صاحبة الجثة ليتم التحري عنها، ويتبين أنها مختفية وحينها تم استدعاء أسرتها وطلبهم للتعرف على الجثة والتأكد من مدى أن تكون هي ابنتهم المختفية منذ أيام.

تم عرض الجثة،  وأكدت الأسرة أنها جثة ابنتهم،  وتم التعرف عليها  من قبل والدها ووالدتها و شقيقاتها وأحد إخوانها، وقتها حرص العقيد/ محمود الأسد مدير المباحث والعقيد/ عبدالعزيز الشعري على  التأكد أكثر، من خلال بعض الأشياء في الجثة ليتضح و بنسبة 100% أن الجثة هي للمدعوة / كريمة صالح ش 25 عام مطلقة تسكن شرقي مدينة إب.

مع نجاح رجال البحث من كشف هوية الجثة، وكسب للوقت لم يكن أمامهم إلا الانتقال للمرحلة التالية في القضية ، وهي خطوة كشف ملابسات ماحدث لها وخطوة كشف من فعل ذلك بها ، و ارتبطت الخطوتين بمعلومات سابقة كانت قد قادت اللجنة لكشف هوية الجثة.

حينها التحمت الفرق العاملة في إطار اللجنة ببعضها البعض وركزت أكثر على خيوط هامة وذات صلة وارتباط بالقضية وأسبابها ودوافعها المحتملة بغية منهم في الوصول للجناة ، وكشف هويتهم من خلال تكثيف البحث والتحري عن المشتبه فيهم، وهذا ما شدد عليه مدير البحث وتم من خلال عدة تحركات قام بها فريق التحريات ممثل بزرياب التحري والمعلومة الرائد/ عبدالرحمن الطبيب ونائبيه الرائد/  فواد فرحان والرائد/ حسين الوشلي، وبمشاركة الرائد/ وليد حمود الجعشني والنقيب/ طه الفقيه والملازم /عبدالرزاق السماوي ومصادر أخرى كمحمد الحاج والعقاب وجميعهم كان يعمل كخلية نحل بغية جني ثمار حان قطافها  .

كانت النتائج مثمرة جداً حيث استطاع رجال البحث من كشف هوية عدد من المشتبه فيهم،و تحديد أماكن تواجدهم، ومن ثم انتقال مجموعة الضبط وبإشراف اللجنة للبحث عنهم، ونجحوا في القبض عليهم، وإيصالهم للبحث الجنائي ليتم مباشرة أخذ محاضر جمع الاستدلالات، وكان 2 منهم على رأس قائمة المشتبه بهم، وذلك من قبل فريق جمع الاستدلال والتحري ممثل بالمحقق الماهر وعضو اللجنة المتمكن العقيد/ عبدالعزيز علي الشعري رئيس قسم الاعتداء والقتل وبجانبه النقيب ماجد الصوفي     .

وحسب مايرويه لنا العقيد الركن محمود الأسد:  فإنه وفق نتائج الإجراءات الأخيرة والتحريات ومستجداتها تم التنسيق مع القاضي دكتور/  مروان المحاقري رئيس نيابة استئناف المحافظة بشأن طلب أوامر تفتيش لمنزل المشتبه بهما ، الذي بدوره وجه وكيل نيابة البحث والأمن القاضي/ محمد بن محمد المتوكل بإصدار تلك الأوامر النيابية الهامة جداً طبقاً للقانون .

وأضاف: أنه تم تفتيش منزل أحد المشتبه بهم وتم العثور على أدلة وقرائن مادية ذات علاقة وصلة بالجريمة وتم إثباتها وتحريزها من قبل فريق خبراء الأدلة الجنائية المشارك ضمن اللجنة ممثلاً بمدير الأدلة العقيد/ محي الدين عباس الفلاحي ونائبه العقيد/ محمد الشرعبي وبمشاركة الملازم/ فيصل الحميدي،  الملازم/ علي هادي عبيد ، الخبير النشط الملازم/ فهد الفلاحي .

وأشار أن تلك الأدلة مثلت بالنسبة لنا منحنى في غاية الأهمية،  ومنعطف مهم في القضية، وعلى ضوئها واصل فريق جمع الاستدلال والتحري في اللجنة إجراءاتهم في عملية استكمال محاضر جمع الاستدلال لصاحب المنزل المشتبه به .

من جانبه كشف الضابط المحقق العقيد عبدالعزيز علي الشعري عن تكثيفهم للإجراءات بإشراف من العقيد الأسد مع المشتبه به ويدعى ( ن - ص - ي - ر ) يبلغ من العمر 37 عام يسكن نفس مدينة إب،  الذي اعترف في محاضر جمع الاستدلال والتحري بمعلومات وتفاصيل تشير لعلاقته في ارتكاب جريمة مقتل المرأة ونقل جثتها ورميها للشارع في ظروف غامضة .

 

وقال الشعري أن اعترافات المشتبه به جاءت بعد أن فشلت محاولاته في المراوغة والإنكار ، إلا أن الأدلة تم تحريزها من منزله الكائن بمدينة إب كانت له بالمرصاد وعززتها أكثر المعلومات التي جمعها رجال البحث والتحريات ومواجهته بها ليقر ويعترف تفصيلاً بارتكابه للجريمة وقتله للضحية بداخل منزله ومن ثم نقلها للمكان الذي عثر عليها فيه  ورميه لها، وعلل ذلك نتيجة خلاف شخصي بينه وبينها........... مع العلم أنه لاتربطه أي صلة قرابة بالمجني عليها .

 

 وبالعودة لدينمو النجاح ومحركه الأول العقيد/ محمود الأسد مدير البحث الجنائي ليؤكد للجميع أن القضية مكتشفة و مضبوطة  تماماً ، وأن النتائج والأسباب والدوافع التي تقف وراء الجريمة  تثبت أنها جنائية بحته ، وليس كما يتم تداوله ويروج له منذ أول يوم للعثور على الجثة على أنها سياسية وهذا مالم يكن صحيحاً وأكدته النتائج الأخيرة ومستجداتها الهامة جداً التي تعد بمثابة نجاح أمني يهم الجميع  .

 

مؤكداً أن هناك معلومات تتحفظ عليها اللجنة ونشرها لا يصب في مصلحة القضية  ، وخاصة أن عمل اللجنة وفرقها يندرج في طور مرحلة جمع الاستدلال والتحري، التي لا تزال مستمرة و متواصلة على قدم وساق تحت إشراف مباشر واهتمام شخصي من جانب العميد الركن محمد عبدالجليل الشامي مدير عام أمن محافظة إب، الذي شدد على أهمية استكمال الإجراءات وضبط كل من يثبت ويتضح علاقته وضلوعة بالجريمة، ومن ثم سيتم إحالة القضية للنيابة العامة   .

 

سنكتفي بتلك السطور وإن أطلنا فالتفاصيل كثيرة والقضية مهمة جداً وأصبحت قضية رأي عام والكل مهتم بها ، وينتظر بفارغ الصبر للنتائج التي اليوم نكشف البعض منها ، وننتظر للجديد والتفاصيل كاملة التي من المتوقع إعلانها رسمياً من خلال مؤتمر صحفي سيعقده مدير عام أمن محافظة إب العميد الركن محمد عبدالجليل الشامي الأسبوع القادم، الذي نشكره على جهوده واهتمامه ومتابعته ونقترح عليه عند عقد المؤتمر أن يتم تكريم أبطال النجاح الأمني الكبير .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص