الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
معتقلو غوانتانامو.. وجع العودة للديار
الساعة 17:30 (الرأي برس-وليد عبدالواسع)

ذات نهار رمضاني كانت الطفلة "عودة" تذرف وجعها بغزارة وهي تبكي وسط جمع من المحتجين من أمام السفارة الأميركية بالعاصمة صنعاء..

كان الأمل يحدوها وهي تذرف دموعها بعودة والدها المعتقل في غوانتانامو, ضمن أكثر من مائة معتقل يمني يقضون سنوات عمرهم القاسية خلف قضبان التعذيب البشعة..

فقبل أكثر من 12 عاماً اعتقل والدها المواطن اليمني عبدالرحمن الشباطي ونقل إلى جوانتنامو  ولا زال قيد الاعتقال حتى اليوم..

خرجت "عودة" للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام السفارة للمطالبة بإغلاق المعتقل والإفراج عن جميع المعتقلين.. كانت المعلومات حينها تفيد أن السلطات الأميركية ستسلم السجناء اليمنيين في شكل دفعات..

لكن حديثاً عن قيام واشنطن بنقل خمسة يمنيين من غوانتانامو, كاد يبعث الفرحة في حياة "عودة", بيد أنها لم تجد اسم والدها ضمن الخمسة.. وماتزال الطفلة تنتظر أبيها.. فهل يأتيها ليحضنها ويمسح دمعة حزنها التي سببتها من تدعي أنها راعية السلام في العالم..
 

الأسبوع الجاري أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن نقل خمسة يمنيين من معتقل غوانتانامو، حيث أرسلت أربعة منهم إلى سلطنة عمان والخامس إلى إستونيا.

وأعلنت الوزارة في بيان مساء أمس الأول الأربعاء أنها نقلت إلى سلطنة عمان كلاً من "الخضر عبد الله محمد اليافي وفاضل حسين صالح هنتيف وعبد الرحمن عبد الله أبو الشبتي ومحمد أحمد سالم، فيما نقلت أحمد عبد القادر إلى إستونيا".

وقال مسؤولون أميركيون إن اليمنيين الخمسة احتجزوا أكثر من 12 عاما في السجن، وقد تقرر الإفراج عنهم منذ نحو خمسة أعوام من قبل لجنة ضمت مسؤولين من المخابرات ودبلوماسيين وعسكريين.

وهذه أول عملية نقل لسجناء من غوانتانامو هذا العام، وكان نقل 28 سجيناً من غوانتانامو عام 2014. ولا يزال هناك 122 سجيناً في سجن غوانتانامو الذي بدأ باستقبال المشتبه بهم بالإرهاب بعد أربعة أشهر على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
غوانتانامو تقتلهم

في المعتقل تكشف الروايات المتواترة عن حالات بشعة تمارسها سلطات أميركية, من بينها وكالة الاستخبارات(سي آي إيه).. معتقل يمني في غوانتانامو كان مضرباً عن الطعام، روى الآلام التي يعانيها عندما يعمد حراس السجن إلى إطعامه بالقوة.. "يربطونني مرتين في اليوم إلى كرسي في زنزانتي."

في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، تحمل عنوان "غوانتانامو تقتلني", هي تسجيل لمحادثة هاتفية مع محاميه قال السجين، الذي يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره: "لن أنسى المرة الأولى عندما مرروا أنبوباً عبر أنفي لإطعامي. ولا أستطيع أن أصف الآلام الناجمة عن إطعامي بهذه الطريقة."
ا

لمعتقل اليمني سمير ناجي الحسن مقبل، المسجون منذ اكثر من 11 عاما في هذا السجن المثير للجدل في كوبا، نفذ إضرابات عن الطعام كغيره معتقين أخرين احتجاجا على عمليات التعذيب الوحشية..

"يربطونني مرتين في اليوم إلى كرسي في زنزانتي. يربطون ذراعي وساقي ورأسي بحزام. لا أعرف متى يأتون، وأحيانا لا يأتون إلا في الساعة (23,00) عندما أكون قد نمت." يضيف سمير.. ومثل سمير حالات كثيرة لأوجاع تستجدي الإنسانية تعذيب قاسي في معتقلات السي آي إيه
تعهدات

منتصف العام 2013م تحدثت الأنباء أن واشنطن تقرر تسليم معتقلي اليمن في غوانتنامو على دفعات وصنعاء تستعد.. وزير الخارجية حينها الدكتور أبو بكر القربي كشف أن السلطات الأميركية ستسلم السجناء اليمنيين في شكل دفعات، مشيراً إلى أنه سيتم البدء بالتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية حول كيفية الاستعداد لاستلامهم.

وكانت وزير حقوق الإنسان السابق حورية مشهور طالبت من الرئيس الأميركي باراك أوباما بالوفاء بتعهداته حول المعتقلين اليمنيين في معتقل "غوانتانامو "، بعد أن أعلن عزم الولايات المتحدة الإفراج عنهم وإعادتهم إلى بلادهم.

"وفاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعهداته التي سبق وأن أعلنها في برنامجه الانتخابي عام 2008 وكررها عدة مرات أصبح ضرورياً حتى لا يفقد الديمقراطيون ثقة ناخبيهم": قالت مشهور.

أوباما في خطاب له أفاد أنه قرر رفع الحظر عن نقل معتقلين يمنيين بغوانتانامو، والعمل على إغلاق المعتقل نهائيا وفقا لبرنامجه الانتخابي والضغط المتواصل من قبل منظمات حقوقية، كما تطرق إلى الإضراب عن الطعام بين نزلاء السجن قائلا إن إرغامهم على الطعام لا يتوافق مع الأخلاقيات الأمريكية.

اقتراح

الرابع عشر من يناير الجاري تقدم الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ومنهم السناتور جون ماكين باقتراح قانون لوقف إطلاق سراح معظم سجناء غوانتانامو وذلك لمدة عامين.
ويفرض اقتراح القانون الذي صاغته السناتور كيلي إيوتي تعليقا لمدة عامين على إطلاق سراح سجناء،

اعتبروا أنهم يشكلون خطرا كبيرا أو متوسطا، وكذلك على نقل أي معتقل يمني.
وبناء على أوامر الرئيس باراك أوباما، نقل البنتاغون إلى الخارج 28 سجينا عام 2014، وتأمل الإدارة الأميركية- حد قولها- بتقليص العدد المتبقي إلى النصف قبل نهاية العام.

وقالت إيوتي: "لا يجوز أن نطلق سراحهم في الإطار الأمني الحالي، والمخاطرة بعودتهم لمهاجمتنا" مشيرة إلى الاعتداءات التي وقعت في باريس الأسبوع الماضي.

ومن ناحيته أكد السناتور جون ماكين أن أوباما لم يقدم أبدا أية خطة "ملموسة" لإغلاق السجن. واعتبر السناتور ليندسي غراهام أن بعض المعتقلين يجب أن يبقوا وراء القضبان مدى الحياة. وقال إن "الفكرة التي تقول إنه يمكن إطلاق سراحهم ومراقبتهم هي وهم".
نكوث باليمن

وكان مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون قد صوت مرتين لمنع نقل معتقلين إلى اليمن..

وبحجة أن رجل تلقى تدريبا على أيدي عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن حاول تفجير طائرة ركاب كانت متجهة إلى الولايات المتحدة في 2009 بقنبلة أخفاها في ملابسه الداخلية. أوقفت الولايات المتحدة إعادة المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى بلدهم في 2010  

وتحدثت التقارير عن ترجيح أن يستأنف نقل المعتقلين من غوانتانامو إلى اليمن إذا رأت واشنطن أن سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي اتخذت إجراءات مناسبة ضد القاعدة وجعلت البلد مستقرا.

وفي كل جولة من الحوارات والمفاوضات اليمنية الأميركية, وعلى وقع كل نبأ يحمل أحاديث عن نقل أو الإفراج عن يمنيين تتراءى أمام الطفلة عودة الشباطي صورة والدها الغائب عنها لأكثر من اثنتي عشر عاماً..

وماتزال بانتظار عودته إلى الديار من غوانتانامو- المعتقل الأميركي سيء الصيت..
" عودة" كغيرها من أسر وعائلات المعتقلين اليمنيين هناك تظل تترقب عودة وجع الاعتقال والتعذيب والبعد القاسي.. فهل حان الأوان ليرون وجوههم ويأخذونهم في الأحضان بعد سنوات من الفراق القسري؟!..

سؤال توجهه كل عائلات المعتقلين في غوانتانامو إلى منظومة حقوق الإنسان الدولية.. وفي الصورة "عودة"..

///////////////

قائمة الوجع

في غوانتانامو تفيد المعلومات عن وجود 83 يمنيا من أصل 127 معتقلا، تخطط الإدارة الأميركية لنقل بعضهم وإطلاق سراح البعض الآخر.. والعام 2013م نشر موقع (26 سبتمبر نت ) أسماء المواطنين اليمنيين الذين يفترض انهم معتقلون في "غوانتنامو":

"عثمان علي عمر, إسماعيل علي الريمي, عبدالرحمن عبدالله, عبدالجليل العديني, علي يحيى مهدي الريمي, فاروق سيف الخوري, بشير المروله الحيمي, غالب ناصر, فهد الحيمي المطري, خالد محمد صالح إصباح, سالم احمد سالم حمدان, خليل يحيى مهدي, عبدالخالق البياضي, محمود عمر, محمد بن عاطف, احمد زيد الزهير, محمد عبدالله محمد الحميري, احمد الدربي, مصطفى الشميري, عبدالعزيز السويدي, طلال احمد محمد مجرد, صلاح محمد صالح الضبي, عبدالله يحيى يوسف الشبلي, محمد احمد الاسدي, محمد احمد صالح عبدالله, محمد احمد سعيد العداهي, محمد احمد سعيد حيده, محمد علي عبدالله باوزير, محمد علي حسين خنين, محمد ناصر يحيى عبدالله, محمد سعيد سالم بن سلمان, محمد حمزة احمد العديني, مختار يحيى, مياس محمد علي, مصطفى عبدالقوي, عبدالعزيز الشميري, هاني عبده مصلح شعلان, علي ناصر الكازمي, عبد القادر حسين علي, عمر سعيد الديني, فهمي سالم العساني, ايمن سعيد باطرفي, عبدالله باوزير, جلال سالم بن عمرو, محسن عبدالله البعسي, زاهر عمر بن حمدون, سعيد محمد صالح حاتم, شريف احمد محمد مسعود, سليمان وحيد سليمان بن عقيل, توفيق صبر محمد, ياسين قاسم محمد اسماعيل, عبدالملك احمد عبدالواحد, عبدالرحمن عبده قايد, عبدالرحمن عبدالله علي, عبدالرزاق محمد صالح, أبو بكر علي محمد الاهدل, صادق محمد سعيد, عادل أبو السمح, عثمان عبدالرحيم, ماجد حمود الازرق, رأفت الحبشي, خالد احمد قاسم, نصر عبدالله قريش, هاني صالح راشد, شرقاوي الحاج, سمير ناجي الحسن, محمد حمادي شارلي, سهيل عبده أنعم, عبدالمجيد المهاجري, فهمي الطولقي, محسن علي العسكري, عبدالرحمن بالغيث, عادل سعيد الحجي, احمد عمر عبدالله الحكيم, احمد يسلم سعيد كومان, الخضر عبدالله محمد علي, علي احمد ريزاتي محمد, علي حسين عبدالله, علي محمد ناصر محمد, علي محسن صالح, فضل حسين صالح, فايز احمد سليمان, فارس مسلم الأنصاري, عصام حميد علي بن علي الجايفي, خالد عبدالجبار محمد عثمان, محمد عبدالعزيز عبدالولي المجاهد, محمود محمد إدريس باسالم, عبدالله أمين الرحبي, عبدالملك عبدالوهاب الرحبي, علي عبدالله السلامي, صلاح عبدالله السلامي, عادل صالح احمد, علي حمزة بهلول, مجيد محمود عبده احمد, مشهور عبدالله مقبل الصبري, محمد احمد علي, محمد رجب صادق عبده خان, محسن احمد محسن مقبل, رياض عطية, علي عبده الحجي, سعيد احمد محمد عبدالله الصارم, طارق علي عبدالله احمد, ياسين محمد صالح باسردة, خالد مساح القدسي, أيوب مرشد, مصعب المضوني".
 

 

المصدر/أخبار اليوم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص