- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
وجدت دراسة أميركية حديثة أن زيارات الأطفال لحديقة الحيوانات بشكل دوري تخفف من توتّرهم النفسي وتقلل عدوانيتهم، وتعلّمهم أن الحيوانات في حياتها الواقعية غير ما يرونه في أفلام الكارتون وعالم الحيوان من صور في مواقع الإنترنت والتلفزيون، وأنَّها أكثر لطفا مما يظهر في أفلام العنف، وتنقلهم من عالم الخيال إلى عالم الواقع بألفته وهدوئه وصدقه.
وعمدت جيسكا بيرس، الباحثة في جامعة فرجينيا خلال هذه الدراسة إلى تقسيم 50 طفلا إلى فريقين، وهم بأعمار تتراوح بين سنتين ونصف السنة و12 سنة تم اختيارهم من بين الأطفال الذين وصفوا في تقارير الأطباء النفسيين بأنَّهم عدوانيون وسريعو الانفعال. واشترطت الباحثة أن يكون لكل طفل من هؤلاء، على الأقل، أخ أو أخت يعيشان معه في نفس المنزل.
ووصف الأطباء لعلاجهم العقاقير، كالحمض الدهني “أوميغا3” الذي يصفه المختصون بأنَه العلاج الناجع للحالات العدوانية، والتشنج العصبي لدى الأطفال.
وتتكون المجموعة الأولى من 25 طفلا زاروا حديقة الحيوان ثلاث مرات في الأسبوع الأول ولمدة ساعتين للزيارة الواحدة، وفي الأسبوع الثاني 4 مرات ولمدة ساعتين ونصف الساعة للزيارة الواحدة، وفي الأسبوع الثالث 5 مرات ولمدة 3 ساعات للزيارة الواحدة.
وسجلت الملاحظات التالية عن هؤلاء الأطفال: أنَّهم كانوا أكثر سعادة في قضاء وقتهم مع الحيوانات الأليفة في الحديقة من سعادتهم حين يمضون أوقاتهم مع أقرانهم. ولوحظ أنَّ عنادهم وعدم رضوخهم لأوامر الكبار قلاَ بشكل ملفت، وأنَّ عدد المشاجرات التي كانوا يفتعلونها انخفضت. وصاروا أكثر حنانا ودفئا مع من هم أصغر منهم في العمر، وأخذوا يعاملون الحيوانات الأليفة في البيت بألفة أكثر. أما المجموعة الثانية من الأطفال فقد أرسلوا إلى حدائق عامة خالية من الحيوانات ليمرحوا ويقضوا الوقت المماثل لأقرانهم من المجموعة الأولى.
فلوحظ أن عنفهم وعدوانيتهم قلا أثناء الزيارات لكنهم أظهروهما في بيوتهم على شاكلة تكسير متعمد لبعض المقتنيات التي يعتبرها الأب والأم من المقتنيات العزيزة عليهما. وتعاملوا بفظاظة مع إخوتهم ممن كانوا أصغر منهم أو أكبر، ولم تقل عدوانيتهم تجاه زملائهم في الروضة أو المدرسة.
واستنتجت الباحثة أنَّ الطفل العدواني يجد سعادته مع الحيوانات أكثر، لأنَّ علاقته بها خالية من الصراعات والمنافسات التي يجدها عادة مع أقرانه، كما أَّنه يحاول أن يكون لطيفا معها ليكسب ودها، مما يجعل ذلك ينمي لديه الرغبة في كسب وُدِّ الآخرين.
كما ذكرتْ أنَّ النشاط الذي يبذله الطفل أثناء زيارة حديقة الحيوانات يجعله أكثر هدوءا في المنزل، ميالا لطلب الراحة لبدنه المتعب، بدلا من افتعال الشجارات.
ووجد مارك بيكوف، الكاتب والباحث بجامعة كولورادو بمدينة بولدر الأميركية، في أحد بحوثه حول العلاقة بين الحيوان والطفل، تشابها في سلوكيات الحيوانات والأطفال، فبعض الحيوانات كالثدييات تشعر بالأسى والحزن وتبكي في حال تعرضها للخوف والقلق وعدم التواصل، كالقطط والعجول والأفيال. وتمتلك الدواجن والفئران مشاعر الانفعال لما يحدث أمامها وتتعاطف معه، مما يجعل الألفة تأتي سريعا بين الأطفال وهذه الحيوانات.
ويؤكد مات كاسيلز، من جامعة كامبريدج البريطانية في بحث له حول الألفة بين الأطفال والحيوانات، فيقول إنَّ ظروف عيشها تجعل الطفل يتأمل ما تعيشه من صعوبات، إضافة إلى عدم استطاعتها التعبير عن نفسها، فيعتقد من خلال تلك التجربة أنَّه محظوظ بالحياة وعلاقته بأبيه وأمه وإخوته. فهو يستطيع التعبير عن نفسه، كما أنَّه يعامل بمشاعر المودة والحب، فتتحول علاقته بحيوانات المنزل إلى مشاعر ودّ ولطف معها ومع الآخرين.
وفي هذا الصدد جاء في دراسة للباحث النفسي الأميركي كانديس الفانو من جامعة هيوستن حول أفضل السبل لكبح جماح العدوانية لدى الأطفال، أنه لا بد من إتاحة الأهل الفرصة للأطفال للعناية بحيوانات المنزل والعمل في حديقة المنزل وسقي أصص الأزهار، إضافة إلى اصطحابهم في زيارات منتظمة لحديقة الحيوانات وتمضية أوقات العطلات في الأرياف.
وارتأت نجاة الحبيب (30 سنة)، معلمة بمدرسة خاصة في الرباط، ضرورة توفر شروط في زيارة الأطفال لحديقة الحيوانات لتحقيق الفائدة، فقالت لـ“العرب”، “علينا الاهتمام بما يرتديه الطفل يوم الزيارة، وأن تكون الملابس عملية لا تعيق حركته والاعتناء بوضع صدرية فوقها، لكي يتم نزعها في ختام الزيارة، وقبل أن يصعد الطفل إلى السيارة للعودة إلى المنزل، لكي لا تنتقل المكروبات من الحيوانات إلى السكن عن طريق الملابس”.
وقالت نجاة الطالبي (27 سنة) موظفة لـ”العرب” عن زياراتها الأسبوعية برفقة طفليها نزار (10 سنوات) وسهام (12 سنة) لحديقة الحيوانات بمدينة الرباط “صباح كل أحد اصطحب نزار وسهام إلى حديقة الحيوانات في المدينة، فهي نزهة ورياضة وزيادة للمعلومات لطفليّ”.
وتضيف الطالبي “اليوم الذي نمضيه في الحديقة يكون من أيام الأسبوع، التي لا تنسى للطفلين، ويبقيان بدلا من التنافس بينهما والشجار واختلاق المشكلات يمضيان وقتهما بالحديث عن الحيوانات التي شاهداها. وأنا استثمر هذا بالطلب منهما تسجيل ملاحظاتهما حول الزيارة وما لاحظاه فيها، وأن يسجلا نوع كل بيت شاهدا بداخله الحيوان، ونوع الطعام الذي يتناوله، وأعمار الحيوانات، وماذا أعجبهما من تصرفات الحيوانات أثناء الزيارة؟”.
وقال عبدالكريم عطا، الباحث النفسي في سلوك الأطفال، “الكثير من نظريات علم النفس أكدت على أن تربية الحيوانات الأليفة في البيت، كالقط والكلب والسلحفاة والأرانب والدجاج والطيور كالببغاء والبلابل وطيور الحب وغيرها من الحيوانات الأليفة تؤثر بشكل إيجابي على الوضع النفسي للطفل، وتجعله أكثر حنانا ودفئا في علاقاته الأسرية”.
وأضاف عطا “على الأم تعليم أطفالها كيف يعتنون بالقطة وإطعامها وإطعام الطيور وأسماك الزينة. وكل ذلك يساهم في خلق نفسية منفتحة للطفل تقرّبه من فهم بسيط للاهتمام بغيره وإغداق الحب على المخلوقات من حوله، فيصير ذلك جزءا من طبيعته. وكل المخلوقات قابلة للتمرين، والتهذيب بمجرد بذل الجهد وخلق الأجواء المحيطة تكون مناسبة”.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر