الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في كل غارة درونز.. أميركا تقتل "5" يمنيين وتجنِّد عشرة أضعافهم في"القاعدة"
الساعة 18:16 (الرأي برس -وليد عبدالواسع)


صباح التاسع عشر من أبريل العام 2014 كان المواطن سالم ناصر الخشم يستقل سيارة مع مجموعة من أبناء بلدته الصومعة التابعة لمحافظة البيضاء وإذا بشظايا صاروخ أطلقته طائرة بدون طيار على سيارة لتنظيم القاعدة تقتل أربعة من رفاقه وأُصيب هو مع عدد آخر..

كانت ضربة الصومعة واحدة من إجمالي "36" غارة لطائرات أميركية بدون طيار في اليمن رصدها محررو (أخبار اليوم) ضحاياها القتلى "183" شخصاً بعضهم مدنيون...

وتحدَّث الخشم ــ أحد الناجين والجرحى من الحادثة ــ عن تفاصيل الحادثة التي وقعت في وقت مبكِّر من صباح ذلك اليوم.

يقول الخشم الذي كان يستقل سيارة أخرى مع عدد من العمال: إن السيارة الشبح كانت تبعد عنهم قرابة 15 متراً وإذا بصاروخ من الجو يقصف السيارة الشبح.

ويضيف: «عندما قُصِفت الشبح وصلت شظايا الى سيارتنا ما اضطرنا إلى أن ننزل من سيارتنا "الهيلوكس" لنختبئ في عبَّارة مياه وإذا بالشبح المستهدَف يواصل انفجاراته المتوالية والتي استمرت قُرابة الساعة.. تفاجأنا وإذا بالطائرة تعود لتقصف بالقرب من سيارتنا على جانب الطريق وأدى ذلك الى مقتل ثلاثة من أصحابنا العمال وإصابتي أنا وعددٌ من أبناء عمومتي».

والولايات المتحدة هو البلد الوحيد الذي يملك طائراتٍ من دون طيار في المنطقة، إذ تم استخدامها بشكل مكثَّف العام الماضي لدعم السلطات اليمنية في محاربتها للقاعدة ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص يشتبه في انتمائهم إلى هذا التنظيم وكذلك مدنيين.

يوثِّق مكتب الصحافة الاستقصائية حصول ما بين 169 و259 ضربة أو عملية قصف بطائرات من دون طيار، وعمليات أميركية أخرى، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2002 حتى مارس/آذار2014، منها نحو 158-182 بالطائرات بدون طيار، وبين 12و77 قصف بطائرات أخرى أو صواريخ كروز.

وقد بلغت الضربات الموثقة بأخبار صحافية من مصادر موثوقة متعددة " 169" ضربة جوية أو قصفاً وغارةً في العام 2002، و9 غارات خلال عامي 2009 و2010م. وخلال العام 2011، وُثِّقت" 29 " ضربة أميركية، وخلال العام 2012 وُثِّقت" 87 "ضربة، وخلال العام 2013 م وُثِّقت" 31" ضربة. وأخيراً، منذ بداية العام الجاري، وُثِّقت "12" غارة جوية.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد القتلى بالغارات الأميركية للطائرات بدون طيار والعمليات العسكرية الأخرى، يتراوح بين" 752 و1306 "قتلى، بينهم نحو" 206" مدنيين، ونحو" 40" طفلاً، بينما يُقدَّر عدد الجرحى بـ"400".

وعلى الرغم من توثيق" 9 "غارات بين 2009 و2010م بحسب أكثر المصادر، إلا أن تصريحاتٍ لمسؤولين أميركيين نقلتها "واشنطن بوست" في 28 يناير/كانون الثاني 2010م، أشارت إلى وقوع عدد أكبر من هذه الغارات. وذكرت أنه منذ ديسمبر/كانون الأول 2009م حتى أواخر يناير/كانون الثاني 2010م، نفذت الطائرات الأميركية حوالى "24 "غارة خلال 6 أسابيع.

وكان 2012م، هو عام ازدهار الضربات الجوية الأميركية في اليمن ليتخطَّى عدَدُها عددَ الغارات الأميركية في باكستان, وتضاربت إحصاءاتها بين" 50" ضربة جوية، و"81 "غارة جوية بحسب إحصاءات منظمة "هود" الحقوقية، ووصلت بعض الإحصاءات الصحافية إلى 109 غارات، تراوح عدد قتلاها بين" 400 و500 "قتيل، وطبعاً، كان المدنيون ضحاياها الأبرز.

تشنُّ الولايات المتحدة هجمات بطائرات من دون طيار بشكل منتظم ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في حملة تواجه انتقادات من منظمات حقوقية تقول إنها تقتل المشتبه فيهم دون محاكمات وتتسبب في مقتل مدنيين.

في شهر مارس من العام 2014 م دافع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن استخدام الولايات المتحدة لطائرات من دون طيار ضد عناصر في القاعدة.

وقال: "إننا مضطرون لاستخدام الطائرات من دون طيار للحد من أنشطة القاعدة وتحركات عناصرها" في البلاد.

لكنه أقر بأن أخطاء محدودة في استخدام الطائرات من دون طيار سُجِّلت، موضحاً أن الخسائر أكبر عند استخدام الطيران اليمني ضد القاعدة.

وفي 12 كانون الأول/ديسمبر من العام 2013م أسفرت غارة بطائرة من دون طيار عن مقتل عدة مدنيين في وسط اليمن وأثارت انتقادات منها من منظمة العفو الدولية.

وبعد غارة الثاني عشر من ديسمبر 2013 على موكب عرس بمحافظة البيضاء صوت البرلمان اليمني على قرارٍ بحظر الغارات بطائرات من دون طيار؛ لكن محلِّلين رأوا أن النواب يمكنهم بصعوبة منع مثل هذه الضربات, غير أن العمليات مازالت قائمة.

ويوحي تتابع عمليات القتل المستهدَف عبر الطائرات بدون طيار في اليمن بأن ثمَّة توجهاً في الجيش الاميركي نحو تكثيف الغارات داخل الاراضي اليمنية.

وتثير عمليات الطائرات بدون طيار غضباً في الشارع اليمني، وقالت ليتا تايلر الباحثة في برنامج مكافحة الإرهاب بمنظمة "هيومن رايتس ووتش " : إن إخفاق الولايات المتحدة الأميركية في معالجة أي ضرر يقع على المدنيين يُخاطر أيضاً بتحويل الحلفاء اليمنيين إلى أعداء.

وأعربت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن قلقها إزاء عدم التزام القوات الأميركية بسياسة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بعمليات القتل المستهدف عبر الطائرات الاميركية بدون طيار.

وبدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار ضرباتها داخل الأراضي اليمنية، في نوفمبر" تشرين ثاني" 2002م ، بموجب اتفاق وقَّعته الإدارة الأمريكية مع الحكومة اليمنية إبان عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

يُشار الى أن البرلمان الأوروبي أدان يوم قبل نحو أسبوعين عمليات القتل المستهدَف التي تنفذها طائرات بدون طيار بشكل سرِّي في العديد من البلدان مثل اليمن وباكستان؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين. وصوَّت البرلمان الاوروبي لصالح قرار يدعو الدول الأعضاء الى معارضة وحظر الممارسات المتعلقة بالقتل المستهدف غير القانوني عبر الطائرات بدون طيار.

يناير
8 يناير مقتل شخصين يُعتقد انتماؤهما لتنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار استهدفت سيارة كانت تُقلهما، في مدينة القطن بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن.

15 يناير مصرع أحد عناصر تنظيم القاعدة وإصابة اثنين نتيجة غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار استهدفت سيارة على متنها 3 من عناصر تنظيم القاعدة في منطقه قيرون الواقعة بين شبام وسيئون بمحافظة حضرموت (شرق اليمن ).

31 يناير سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف نفذته طائرة أمريكية بدون طيار، على مواقع يُشتَبه في تواجد عناصر للقاعدة بها بمديرية المحفد محافظة أبين جنوبى اليمن ولم يُحدَّد عدد القتلى بسبب تحرك عناصر القاعدة لنقل المصابين.


فبراير

3 فبراير طائرة أمريكية بدون طيار تشن غارات جوية على مواقع لتنظيم القاعدة، في منطقة الحِيض مجومرة بمديرية المحفد محافظة أبين جنوبى اليمن دون توضيح عن سقوط ضحايا.

3 فبراير مقتل شخصين من القاعدة في غارة جوية أميركية على مركبة خاصة بعناصر مسلحة يشتبه في انتماءها لتنظيم القاعدة في الطريق الواصلة بين ميفعة ورضوم بمحافظة شبوة.


مارس

3 مارس مقتل القيادي في تنظيم القاعدة مجاهد جابر الشبواني بصاروخ أطلقته طائرة أميركية بدون طيار على سيارته في منطقة العرق الأوسط بمديرية الوادي محافظة مأرب.

5 مارس مصرع أربعة اشخاص من تنظيم القاعدة, بينهم شخصٌ يُدعى "علي جريم" يُعتقد أنه قيادي بارز في التنظيم من الذين عادوا من العراق, ــ لقوا مصرعهم بصاروخين في غارة نفَّذتها طائرة أميركية بدون طيار على منطقة الخلقة بمحافظة الجوف شمال اليمن.

10 مارس مقتل أربعة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم القيادي عباد عبد الله مبارك جابر الشبواني بثلاثة صواريخ لطائرة أميركية بدون طيار في عرق الشبوان بمنطقة وادي عبيدة محافظة مأرب.

12 مارس مقتل قيادي ومرافقه في تنظيم القاعدة , في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار على سيارة تُقل عناصر مفترضة من التنظيم في جبل جامع منطقة المهاشمة بمديرية خب والشعف محافظة الجوف على الحدود اليمنية السعودية. والقتيلان هما: معجب محمد عزيز هضبان , وعلي حسن هضبان.


أبريل

19 أبريل مقتل عشرة من عناصر تنظيم القاعدة و"4 " مدنيين وجرح "5" آخرين في غارة جوية لطائرة أميركية بدون طيار على سيارة للتنظيم في منطقة «الحازمية» بمديرية الصومعة محافظة البيضاء.

20 أبريل غارة جوية لطائرة بدون طيار استهدفت تجمُّعاً يشتبه بأنه لعناصر من تنظيم القاعدة في مديرية المحفد بمحافظة أبين، جنوب اليمن.

20 أبريل سقوط 40 قتيلا من القاعدة بينهم أجانب في غارة جوية استهدفت معسكرات للتدريب تابعة لعناصر القاعدة في المناطق الجبلية بين المحفد بمحافظة أبين وعزان بمحافظة شبوة

20 أبريل مصرع 34 عنصراً قاعدياً بينهم القياديان في التنظيم مصطفى لشعب بن خميس المقرومي الكازمي وخالد مقروم الكازم وعدد من الأطفال وصغار السن في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار استهدفت تجمعا لعناصر القاعدة بوادي ضيقة في المحفد بمحافظة أبين بعدة صواريخ جنوب اليمن

20 أبريل مقتل سبعة أشخاص من أبناء إحدى القبائل وجرح آخرين في قصف جوي لطائرة أميركية بدون طيار استهدف سيارتين تقلان عناصر من تنظيم القاعدة في منطقة ظليمين بمديرية مرخة محافظة شبوة.

21 أبريل مقتل 3 مواطنين في غارة أميركية لطائرة بدون طيار استهدفت سيارة على متنها ثلاثة مواطنين بمديرية المحفد, كانوا في طريقهم إلى بعض الأودية بمديرية المحفد محافظة أبين لمعاينة القصف الذي خلفه الطيران الأميركي على مواقع القاعدة.

21 أبريل طائرة أميركية بدون طيار تقصف بصاروخين سيارة صالون على الخط العام الرابط بيحان عتق في منطقة ظليمين بمحافظة شبوة وطائرة عمودية تنقل جثث الضحايا.


مايو

12 مايو مقتل 4 أشخاص من عناصر تنظيم القاعدة في قصف لطائرة بدون طيار على سيارة في محافظة مأرب.

يونيو

4 يونيو مقتل 3 من عناصر القاعدة بغارة نفذتها طائرة من دون طيار سيارة واستهدفت جعفر الشبواني واثنين من مرافقيه في منطقة "العرق ال مشعل" قبيلة عبيدة بمحافظة مأرب.

13 يونيو مقتل 6 من عناصر تنظيم القاعدة باستهداف طائرة بدون طيار سيارتين تابعتين للقاعدة في مفرق السعيد محافظة شبوة.

21 يونيو غارات بطائرة بدون طيار على مواقع متفرقة للقاعدة تحصد عدداً من القتلى في محافظة البيضاء.


يوليو

لم تُسجَّل أي ضربات

 

أغسطس
9 أغسطس مقتل 4 من عناصر القاعدة بينهم سعوديان في غارة طائرة بدون طيار في محافظة مأرب "وادي عبيدة".

16 أغسطس مقتل 3 يشتبه في أنهم من القاعدة في غارة طائرة بدون طيار في محافظة حضرموت.

17 أغسطس مقتل 3 يشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة بصاروخين أطلقتهما طائرة بدون طيار على عربة كانوا يستقلونها على طريق صحراوي بمحافظة حضرموت شرق اليمن.

سبتمبر

11 سبتمبر مقتل 5 أشخاص يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم القاعدة في غارة لطائرة من دون طيار استهدفت سيارة "هيلوكس" على الطريق المؤدي الى مديرية عسيلان في مديرية بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن.

25 سبتمبر مقتل 5 مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار في منطقة الكردوم بمديرية نصاب التابعة لمحافظة شبوة جنوبي اليمن.

26 سبتمبر مقتل اثنين يشتبه في انتمائهم للقاعدة وإصابة 3 أطفال في غارة جوية لطائرة بدون طيار استهدفت سيارة في محافظة الجوف قادمة من مأرب.

29 سبتمبر مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 أطفال أشقاء بجروح خطيرة أثناء لعبهم في فناء منزلهم بصاروخ درونز لطائرة أميركية بدون طيار بمحافظة الجوف.

أكتوبر

23 أكتوبر طائرة بدون طيار تضرب أهدافاً للقاعدة في منطقة رداع محافظة البيضاء التي كانت تشهد مواجهات مع مسلحي جماعة الحوثي.

26 أكتوبر قصف للطيران اليمني وطائرات أميركية بدون طيار تجبر عناصر تنظيم القاعدة انسحبت وقبائل رداع الانسحاب من المناسح في رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

نوفمبر

3 نوفمبر مقتل ثلاثة أشخاص يُعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة في هجوم بصاروخ على سيارة كانت تقل عناصر من التنظيم نفَّذته طائرة بدون طيار أمريكية في منطقة "يكلا " شمال مدينة رداع محافظة البيضاء وسط اليمن.

5 نوفمبر مقتل القيادي في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء نبيل الذهب جراء قصف جوي نفذته طائرة أمريكية من دون طيار وذلك أثناء مواجهات مع الحوثيين في رداع محافظة البيضاء.

6 نوفمبر مقتل اثنين في غارتين لطائرة بدون طيار أميركية استهدفت قرية “قرن مدوة” في أرض آل فطحان ” الجزع – مودية” محافظة أبين، وأدى القصف الى مقتل اثنين من انصار الشريعة الاول يدعى : صدام عوض الصالحي، والآخر محمد عوض سالم الفطحاني.

15 نوفمبر مقتل 4 من عناصر تنظيم القاعدة بينهم قيادي في غارة جوية لطائرة بدون طيار استهدفت سيارة كان يستقلها أعضاء التنظيم في قرية بن عساف ضواحي بلدة جول الريدة محافظة شبوة.

24 نوفمبر غارة جوية لطائرة بدون طيار أمريكية استهدفت سيارة تقل عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في منطقة العبيلات بمديرية عسيلان محافظة شبوة جنوب شرق اليمن.

ديسمبر
4 ديسمبر مقتل 20 مسلحاً ينتمون لتنظيم "القاعدة" في غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار بحسب موقع للتنظيم في منطقة رداع في محافظة البيضاء.

5 ديسمبر مقتل 4 أعضاء من تنظيم القاعدة بينهم القياديان البارزان في التنظيم أحمد ناصر الذهب وشوقي البعداني في غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في البيضاء وسط اليمن.

القضاء على الخطر بالقتل

ربما أسفرت غارات جوية مكثفة على مدى يومين استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن عن مقتل وإصابة بعض قادة التنظيم لكن من المُستبعَد أن تقضي الضربات الجوية وحدها على الخطر الذي تمثِّله القاعدة على اليمنيين والغرب ــ تقول وكالة رويترز.

فقد تضافرت عدة عوامل تتمثل في ضعف الحكومة المركزية وسوء تجهيز القوات الأمنية وتفشِّي الفقر والفساد لتجعل من اليمن ملاذاً مثالياً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه أنشط الجماعات التي "تتآمر على وطننا."

واستخدمت واشنطن الطائرات دون طيار لقتل أعضاء التنظيم وقادته سعيا لمنعه من التخطيط لمزيد من الهجمات مثل محاولته تفجير طائرة أمريكية في ديسمبر/ كانون الأول عام 2009.

يقول محللون: إن الضربات الجوية لا تلحق بالقاعدة إلا ضرراً محدوداً, وإن التنظيم سيظل مصدر خطر جسيم ما لم تستطع الحكومة معالجة تحديات, مثل: الفقر وعدم كفاية القوات الأمنية وتحد من الخسائر البشرية التي تتسبب فيها بين الحين والحين تلك الضربات الجوية ممَّا يُغذي المشاعر المعادية للولايات المتحدة.

وقال ليتا تيلر الباحث المتخصص في الإرهاب ومكافحته بمنظمة (هيومن رايتس ووتش): "لا يمكن للولايات المتحدة ببساطة أن تقضي على خطر الارهاب بالقتل."...

وأضاف: "على الولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية أن تعالج كل العوامل المحركة للإرهاب بما في ذلك الفقر والأمية والتهميش السياسي وانعدام الفُرص للشباب."

الطائرات دون طيار وحدها لن تُنهي الحرب, هكذا يؤكد المراقبون والنجاح الرئيسي الذي حققته الطائرات دون طيار هو الحد بدرجة كبيرة من تحركات تنظيم القاعدة وقدرته على الاحتفاظ بمكاسب على الأرض مثلما كان الحال عام 2011م.

وقال مصطفى العاني المحلل الأمني الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية: "عندما ينتقلون من النقطة /أ / إلى النقطة /ب/ فعليهم أن يفكروا 100 مرة. فقد فقدوا حريتهم."

وأضاف: إن الهجمات الجوية بطائرات دون طيار "ذات فاعلية كبيرة لكنها لن تعالج المشكلة؛ فلهؤلاء الناس من يحل محلهم دائماً. يمكنك أن تقتل عشرة منهم وستجد عشرة آخرين في الطريق؛ (لذلك) فهو نجاح لن يُنهي الحرب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب."

وقال ماجنوس رانستورب خبير الإرهاب بكلية الدفاع الوطني السويدية: "الضربات بالطائرات دون طيار ليست الحل على الاطلاق. فهي وسيلة إسعاف تكتيكية لكنها من الممكن أن تصبح في غاية الأهمية إذا كنت لا تريد أن تشاهد الطائرات وهي تتساقط من السماء في الغرب."

وأشاد الرئيس عبد ربه منصور هادي بوحدة مكافحة الارهاب في القوات الخاصة اليمنية للضربة التي وجهتها في شبوة والتي قال إنها استهدفت عناصر قيادية خطرة في تنظيم القاعدة ووصف العملية بأنها تمثل رسالة قوية "لعناصر الشَّر والإرهاب".

لكن استخدام الطائرات دون طيار تتسبب حتماً في سقوط ضحايا من المدنيين وباعتراف الحكومة. ويشير أستاذ العلوم السياسية عبد الغني الإرياني إلى الزيادة الحادة في عدد عناصر القاعدة منذ بدأت حملة الضربات بالطائرات دون طيار عام 2003 من بضع مئات إلى عدة آلاف ــ حسب بعض التقديرات الآن.

وقال الارياني لرويترز: إن هناك أسباباً عديدة للزيادة في عدد أعضاء تنظيم القاعدة وإن كان من الصعب استبعاد الأثر العكسي الناتج عن استخدام الطائرات دون طيار ما أدى إلى زيادة فرص تجنيد أعضاء جُدد. وأضاف: إن من العوامل التي ساهمت في نمو القاعدة في اليمن اعتماد الحكومتين اليمنية والأمريكية اعتماداً كبيراً على استخدام الطائرات دون طيار كوسيلة مفيدة في تأجيل حل المشكلة بدلاً من انتهاج منهج سليم شامل لحل المشكلة.

حصاد مر
"لماذا قتلتم أسرتي؟".. جملة كُتبت على الجدار بالعربية والإنجليزية في أحد شوارع العاصمة صنعاء، حيث يُندد يمنيون بالغارات الأميركية بالطائرات بدون طيار التي يُفترض أن تستهدف أعضاء تنظيم القاعدة، لكنها أحيانا تطال أهدافاً أخرى.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه السنوي بشأن حالة الاتحاد العام الماضي: إن واشنطن ستواصل العمل مع شركائها من أجل إضعاف شبكات القاعدة في الصومال والعراق ومالي واليمن، والأخير هو الوحيد بين البلدان الأربعة الذي يشهد غارات وهجمات بطائرات بدون طيار.

ويثير استخدام هذه الطائرات غضباً شعبياً عارماً لدى أوساط كبيرة من اليمنيين، علاوةً على اعتراضات برلمانية أميركية.

فهذه الضربات التي كثيراً ما تخطئ أهدافها وتقتل مدنيين، أثارت الرعب والذُّعر في مناطق متفرقة من اليمن، وجعلت استقلال سيارة في أماكن معينة جنوبي اليمن مخاطرة غير مأمونة العواقب.

ورغم السخط الشعبي في اليمن من هذه العمليات، فإنها تحظى بموافقة على استحياء من الحكومة التي تعتبر الهجمات بدون طيار "شرا لا بد منه".

ومنذ عام 2009، نشطت وتيرة الهجمات الأميركية بدون طيار، وقتلت العشرات من اليمنيين أغلبهم لا ينتمون للقاعدة ــ حسب إحصاءات دولية.

ويبدو الناشط الحقوقي اليمني محمد ناجي علاو على يقين بأن هذه الهجمات سوف تستمر في اليمن، لكن الهدف منها في رأيه يتخطَّى بكثير القضاء على القاعدة.

ويضيف علاو ــ وهو رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) ومقرها صنعاء ــ قائلاً: إن "القاعدة مشروع استراتيجي بالنسبة لأميركا وذريعة للتدخُّل في اليمن وغيرها. إذا لم توجد القاعدة فستخلق واشنطن قاعدة أخرى.. لا أستغرب على الإطلاق تصريحات أوباما التي تعني مزيداً من الهجمات على اليمن تحت ذريعة محاربة القاعدة".

 وتشير الدراسات إلى انضمام "50-60 " يمنياً لتنظيم القاعدة مع كل غارة للبدون طيار. يقول آلان جرايسون، وهو عضو ديمقراطي في الكونجرس الأمريكي عن ولاية فلوريدا لوكالة "رويترز": إنه وفقا لمسؤول أمريكي خدم في اليمن "تؤدي كل غارة بطائرة بدون طيار إلى انضمام 50 إلى 60 عضوا جديدا للقاعدة." ووصف جرايسون الذي شارك مؤخراً في جلسة بالكونجرس ضمت أقارب ضحايا غارات طائرات بدون طيار هذه السياسة بأنها "غير فعالة".

ويقول تقرير لخدمة كريستيان ساينس مونيتر: "رغم حقيقة أن الحكومة اليمنية تسمح علناً بحملة الطائرات بدون طيار، فإن معارضتها تتجذر في مأرب. إذ يقول السكان المحليون إن الضربات ألهبت الاستياء من أداء الحكومة المركزية، ونشرت الخوف بين المدنيين، وأثارت المشاعر المعادية لأميركا".

وتُصرُّ إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن الضربات الموجهة ضد متشددين يُشتبَه في انتمائهم للقاعدة سلاح في غاية الأهمية, أما بالنسبة لكثير من سكان مأرب، فإنها تشكِّل انتهاكاً للسيادة اليمنية من شأنها تأجيج الغضب الشعبي، وزرع المزيد من عدم الاستقرار دون إحراز تقدم ضد تنظيم القاعدة.

سمح الرئيس صالح بتحليق الطائرات بدون طيار الأمريكية التي تُقلع من القاعدة الموجودة في جيبوتي فوق التراب اليمني للكشف والقضاء على المشتبه في مشاركتهم في العمليات الأخيرة باليمن.

منذ الضربة الجوية الأولى في نوفمبر 2002 إلى حدود شهر تموز/يوليو 2013م، قامت الولايات المتحدة بتنفيذ ما بين "134 و234 "عملية عسكرية في اليمن تتضمَّن ضربات جوية بالطائرات أو بالطائرات بدون طيار أو بالصواريخ التي تطلقها البوارج الرابضة في خليج عدن، لكن يظل العدد الدقيق لهذه العمليات مجهولاً نظراً للسرية التي تحيط بالتدخُّل الأمريكي في اليمن، وكذا بالنسبة لعدد الضحايا الذين سقطوا بفعل هذه العمليات. ففي دراسة حول الضحايا المدنيين للهجمات الأمريكية في اليمن، أشار الصحفي اليمني علي الشعباني إلى صعوبة الحصول على أرقام دقيقة حول عدد الهجمات والمصابين. وسجَّل 109 هجمات تمَّت في سنة 2012 في" 9 "محافظات خلَّفت "490 " قتيلاً, منهم" 390" مدنياً.

وبينما مكتب الصحافة الاستقصائية سجَّل حوالي "1150" قتيلاً سقطوا فيما بين 2002 ونيسان/أبريل 2013 م عقب الغارات الجوية الأمريكية، قدم دنيس كوسنيش أحد ممثلي الكنغرس الأمريكي خلال أحد تدخُّلاته أمام هذه الهيئة عدد 1952 قتيلاً في اليمن وأكد بقوله: «لم نعلن الحرب على أية من هذه الأمم (باكستان، اليمن، الصومال) لكن أسلحتنا قتلت مدنيين أبرياء، فقد أظهر باحثون مشهورون أن عدد المستهدفين القياديين الذين قُتلوا يمثل حوالى 2% من العدد الكلي للضحايا». وذكر أن رئيس الأمن القومي في اليمن، علي حسن الأحمدي، أعلن أنه خلال سنة 2012، تم القضاء على حوالى مائة من أعضاء القاعدة بواسطة غارات الطائرات الأمريكية ، خلال الهجوم العسكري على الجنوب الذي شاركت فيه الولايات المتحدة بقوة.

ربيع الدرونز في اليمن
لقد كانت سنة 2012 أشد السنوات فتكاً سواء بواسطة غارات الطائرات بدون طيار أو عبر الطيران الأمريكي، نظرا لارتباط الأمر بالهجمة العسكرية اليمنية انطلاقاً من ربيع 2012 على أنصار الشريعة الذين يسيطرون منذ حوالى سنة على قسم من جنوب البلاد، خاصة محافظة أبين والمناطق المحاذية. وعقب إزاحة هذه المجموعات بعد سقوط مئات القتلى وعشرات الآلاف من اللاجئين، بدأت مطاردة أعضائها في المناطق التي ينحدرون منها أو انسحبوا إليها، فتمَّ في الغالب استهداف العربات التي تقلهم، ممَّا يدفع إلى احتمال الاستعانة بمخبرين محليين يدلُّون على مواقعهم، وذلك رغم أن اعتقال بعض المطلوبين ومتابعتهم قضائيا كان مُتاحاً بسهولة، لكن يبدو أن السلطات الأمريكية واليمنية رجَّحت خيار التصفية الجسدية.

ويتبيَّن في النهاية أن عدداً قليلاً من قادة القاعدة أو أنصار الشريعة تم اغتيالهم بينما سقط عشرات المقاتلين المناهضين للحكومة والمدنيين، وهو ما ردَّدته وسائل الإعلام الأمريكية: «خلال الشهر الماضي (نيسان/أبريل 2012)، صادقَ البيت الأبيض على توجيهات أكثر مرونة في مجال التعرف على أهداف الضربات الجوية لـ"لسي. أي. إيه" وللجيش في اليمن. وبذلك، أصبح بإمكان الضربات الجوية الأمريكية أن تستهدف مناضلين لا تعرف أسماءهم لكن يمكن أن يشكلوا تهديدا لمصالح الولايات المتحدة». وتولَّد عن هذا انعكاسات خطيرة، إذ لم يعد من الضروري إجراء تحقيقٍ مُسبق أو التوصل إلى وقائع ملموسة أو اتهامات ثابتة ضد المشتبه بهم.

استهدفت غارتان بالصواريخ شمال صنعاء في نوفمبر 2009 وظل العدد الدقيق للضحايا غير معروف لحد الساعة. ففي 17 ديسمبر، أصيبت قرية المعجلة في محافظة أبين بصواريخ أطلقتها بارجة أمريكية وسقط أكثر من "50 "شخصاً، أغلبهم نساء وأطفال، وفي اليوم نفسه ، استهدفت طائرة بدون طيار منزلاً في أرحب بضاحية صنعاء مخلِّفة " 4 "قتلى . وفي 24 من الشهر نفسه ، تم تنفيذ هجومين، أحدهما في "رفض" بمحافظة شبوة سقط خلالها 34 قتيلاً والآخر في محافظة أبين دون أن تُعرف حصيلة ضحاياه، بينما تمَّت الغارات الأخرى في 12 و 15 و 20 يناير/كانون الثاني 2010.

وبعد هجوم المعجلة، ستمثل غارة 24 أيار/مايو 2010 فشلاً جديداً للسلطات الأمريكية، إذ أسفرت عن قتل مساعد محافظ مأرب، جابر الشبواني ومرافقيه. واتخذت السلطات الأمريكية الخيار الاستراتيجي باللجوء بوتيرة أكبر إلى الطائرات بدون طيار الموجهة عبر الأقمار الاصطناعية نظراً لدقة هذه الوسيلة حسب رأيها. وهو ما يشكِّل حسب الصحافي اليمني حكيم المسماري «تصعيداً ملحوظاً للحرب السرية التي تشنها الولايات المتحدة في اليمن وتوسعاً كبيرا لحرب الطائرات بدون طيار التي تنفذها الـ (C.I.A )

لكن هذه الهجمات توقفت سنة على الأقل بسبب ما ادعاه البعض من اعتراض الرئيس السابق صالح عليها؛ نظراً للأخطاء التي تم ارتكابها عند التنفيذ ولعدد الضحايا المدنيين الذين خلَّفتهم ونظراً ــ بصفة خاصة ــ للاحتجاجات الساكنة التي لم تتردد في بعض البلدات في اللجوء إلى عمليات تخريبية للبنى التحتية الاقتصادية؛ لكن يبدو أن السلطات أصبحت منذ انتخاب عبد ربه منصور هادي أكثر تواطؤاً من سابقتها وأكثر استعداداً لقبول التدخُّل العسكري الأمريكي.

وهو ما استنتجه الصحفي كريس وودز الذي يتابع عن كثب حرب الطائرات الأمريكية بدون طيار بقوله: «لكن يبدو أن المستبدين كانوا أكثر قدرةً من خلفائهم الديمقراطيين على مراقبة الهجمات السرية الأمريكية. فعندما قامت القوات الخاصة الأمريكية في أيار/مايو 2010 بقتل نائب محافظ مأرب- اليمن عن طريق الخطأ، تمكَّن صالح من إلزام السلطات الأمريكية بتوقيف حملة قصفها لليمن مدة سنة».

وفي أيار/مايو 2011، في خضم الحراك الشعبي الذي انطلق قبل ثلاثة أشهر، تأسست جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة وانتشرت في عدة مناطق خاصة جنوب اليمن. وتجنَّدت قوات الأمن اليمنية لحماية دولة أرهقتها الثورات، مركزة جهودها على الأماكن الاستراتيجية في العاصمة. ولمحاربة المجموعات المسلحة واستعادة سيطرته على المدن المحتلة، قام الجيش اليمني ابتداءً من ربيع 2011 باستخدام طيرانه مع لجوئه إلى المساعدة السعودية والأمريكية. غير أن الهجوم الأكبر لم ينطلق إلا في ربيع 2012 بعد أن نجحت الوعود بإجراء إصلاحات في تهدئة الانتفاضات الشعبية وبعد تعويض الرئيس السابق عبد الله صالح بنائبه عبد ربه منصور هادي، المرشح الوحيد للانتخابات المبكرة في 21 فبراير 2012 م والذي سيرسخ التعاون مع الإدارة الأمريكية.

فحسب المعلومات التي أدلى بها موظف في وزارة الدفاع فضَّل عدم الإفصاح عن هويته، نُفِّذ عدد هام من هجمات الطائرات بدون طيار خلال شهري أيار/مايو ويونيو 2011، بدأت في محافظة شبوة يوم 3 أيار/مايو وتوالت أكثر من 15 ضربة في بداية يونيو. ورغم أن هذه الوقائع لم يتم تأكيدها من طرف شهود في المكان عينه ، فقد زكَّاها بصفة غير مباشرة عبد الله لقمان، مساعد محافظ أبين الذي صرَّح في منتصف يونيو 2011 قائلا: «قتل 130 شخصاً من طرف الطائرات الأمريكية من دون طيار خلال الأسبوعين الأخيرين».

وحسب علي عبد الجبار، مدير مركز دار الأشرف للأبحاث، فقد استهدفت غارات الطائرات في أيار/مايو نقطاً في محافظة شبوة بينما استهدفت 80% منها في يونيو أبين. أما أحمد الخولاني رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين، فقد صرَّح بأنه منذ هذه الموجة الأولى من الهجمات، فر أكثر من 40000 شخص من محافظة أبين. وتُبرِز أرقامٌ أخرى أن النصف الأول من سنة 2012 شهد نزوح 142000 في أبين بحيث فرَّ معظم الأشخاص في مارس 2011 خلال غارات الجيش النظامي.

وبغضِّ النظر عن ضعف احتمال التمييز بين المقاتلين والمدنيين، فلابد من التسليم بأن العديد من الأشخاص المدنيين سقطوا بفعل هذه الغارات، سواءَ تعلَّق الأمر بهجمات فاشلة أو «بالأضرار المصاحبة لها» لغارة استهدفت أشخاصاً معنيين. فالمدنيون يجنون ثمار الأخطاء البشرية والتقنية التي يُبدي المسؤولون السياسيون والعسكريون استعدادهم لقبولها في سبيل مواصلة برنامجهم الخاص بالطائرات بدون طيار. وبذلك أصبح اليمن بعد باكستان مختبرا للطرق الحربية الجديدة التي تشكِّل ثورة حقيقية على المستوى التقني وكذا على المستوى السياسي والقانوني.

 

المصدر/أخبار اليوم

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص