الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الفن والموسيقى لا يلتقيان مع البيادة
الساعة 19:48 (الرأي برس - المشاهد )

“من لا يتذوق الفن ليس بإنسان”، قال الخبير اليمني في الموروث والتراث المعماري، ياسين غالب، الذي كان يتحدث لموقع (إرفع صوتك)، عن التراث السمعي والبصري في اليمن.


وقال الخبير في الهيئة اليمنية العامة للمحافظة على المدن التاريخية إن اليمن يشكل محطة بارزة وأساسية في الموروث السمعي والبصري منذ أقدم العصور، مشيرا إلى أن موقع اليمن بالزاوية الجنوبية لشبة الجزيرة العربية أعطاه تفردا وخصوصية غير مكررة في كثير من الأقطار العربية”.


بوتقة واحدة
ويذكر غالب (60 عاما)، الذي يعد حاليا دراسة “تجذيرية علمية دقيقة” للموروث السمعي والبصري اليمني، أنه “عندما تنظر لإيقاعات الموسيقى اليمنية، وتستحضر واجهات المعمار، تجد أنهما يخرجان من بوتقة واحدة”.


ويعتقد الخبير اليمني الحاصل على ماجستير في الهندسة المعمارية أن كل القيم الموجودة في الموسيقى والإيقاع موجودة في العمارة اليمنية. “موسيقى وإيقاع وتكتيل وألوان، فالعمارة هي موسيقى بالأحجار”، على حد قوله.


وأشار إلى عناية اليمنيين الكبيرة بالموسيقى منذ القدم، قائلاً إنه في عهد الدولة الرسولية (حكمت اليمن في الفترة 1229 – 1454م)، كان هناك قانون لكيفية ترميم آلة العود والآلات الموسيقية، ما “يعني وجود سوق لهذه الآلة جديد وقديم وإصلاح وورش وفرق موسيقية وغيرها”. شواهد
وصادف يوم الجمعة (27 تشرين الأول/أكتوبر) اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري. وقد أدت الحرب في اليمن إلى ضياع العديد من الوثائق السمعية البصرية، مثل الأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية. وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد حذرت من أن “التراث السمعي البصري للتسجيلات الصوتية والصور المتحركة في العالم يتعرض لخطر كبير نتيجة الإهمال والتحلل الطبيعي والتقادم التكنولوجي، فضلاً عن التدمير المتعمد”.


ويؤكد غالب أنه لاحظ بعض الصور لمنحوتات يمنية قديمة جداً عليها آلة طرب “الطربي” وهو آلة موسيقية يمنية شبيهة بالعود، مصنوعة من مواد بسيطة خشب وجلد وأوتار.


وحسب الخبير البارز بالتراث الفني والمعماري اليمني “لعبت المهاجل الشعبية والموسيقى دوراً هاماً في الحياة العامة والخاصة لدى اليمنيين منذ القدم في أفراحهم وأتراحهم وزراعة الأرض وجني المحاصيل الزراعية”.


وسيط أجنبي
وتشير مصادر تاريخية إلى أن العود اليمني القديم المسمى بـ“القنبوس” والمعروف في صنعاء بآلة “الطربي”، كانت متداولة في كثير من المناطق اليمنية منذ القرن الرابع عشر الميلادي.


ويقول ياسين غالب “صحيح تطرق كتاب يمنيون في كتبهم للحديث عن فن الغناء الصنعاني، لكن من كتب عنه بالطريقة التي تليق به ربما يكون الباحث الموسيقي الفرنسي جان لامبير.. للأسف الشديد حتى تراثنا نقرأه عن طريق وسيط أجنبي”.


ويعتقد أن غلبة البعد العسكري في اليمن غيّبت كل شيء جميل بما في ذلك الموسيقى والفن والرقص وغيره، مضيفا أن “الفن والموسيقى لا يلتقيان مع البيادة (حذاء العسكري)”.


ويؤكد أن التصاعد الملحوظ لنشاط الجماعات الدينية والمسلحة، ساهم بشكل كبير في اسكات صوت الفن والموسيقى والرقص، وبالتالي إهمال وطمر التراث السمعي والبصري اليمني.


نشاطات فردية
ويذهب ياسين غالب، الذي يتمتع بمعرفة واطلاع واسع بالتراث اليمني، إلى القول إن وزارات الثقافة اليمنية المتعاقبة لم تضع أي شيء في جانب ابراز أو توثيق أو الحفاظ على الموروث المسموع والمكتوب في التراث الشعبي اليمني، مقابل ما وضعه أو حققه الشاعر والسياسي اليمني عبدالله عبدالوهاب نعمان (1917-1982)، أو الأديب والشاعر مطهر الارياني (1933 – 2016)، أو الفنان أيوب طارش عبسي، أو الفنان الراحل علي الأنسي (1933 – 1981) وغيرهم.

ويرى أن ما هو موجود حاليا “مجرد نشاطات فردية لفنانين ورموز يمنية محددة”.
الحماية
ووفقا لياسين غالب، فإن هناك جملة متطلبات للمحافظة على التراث السمعي والبصري المهدد في اليمن، بدءا بالتسجيل الصوتي والمرئي والتوثيق وجمع الآلات والتسجيل الرقمي والأبحاث العلمية، وانتهاء بدعم الفنانين لاستمرارية نشاطاتهم التقليدية.


ويؤكد أن حماية التراث اليمني والمحافظة عليه تقتضي رؤية متبوعة باستراتيجية وطنية، ثم خطط مرحلية معتمدة على المنهجية العلمية في التأصيل والتجذير المعرفي لرصد كل أنواع وألوان الإبداع الثقافي اليمني بشقيه المادي واللامادي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص