الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
صباح دامي - سهير السمان
الساعة 10:14 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لست أرى شيئا من تلك الأحلام التي تركتني بقاياها انتفض في ساعة متأخرة من الليل، سوى وجوه متبتلة تنظر إلى السقف للوصول إلى السماء، كم هي بعيدة تلك السماء، كم ستبقى هذه الأذرع ممتدة إلى الغيب؟ 
تنهار ساعات الليل ليبقى الدخان الأسود عالقا في الجو، يبدو أنه بقايا انفجارات . كيف للمكان أن يستضيف هذا الألم والشوق والحنين 
و ذلك الماضي حين يأبى أن يستكين ،ألوذ بكرسي وطاولة لا تفهم غربتي 
اجلس وكأن الجلوس يستحث الارتحال ،وجهي الذي يسترجي الاختباء خلف ظلال الناس ،وسحب الدخان .. 
في الصباح افتح التلفاز وعند نشرة الأخبار تخبرني المذيعة وهي بكامل أناقتها أن الدماء لم تتوقف وأن الجبال مرهقة من استقبال الجنود وأنا اقف بعيدا عن رصاصة الرحمة الأخيرة 
هل ستكون هناك أخيرة لست أدري هل أركز في وجه المذيعة الحسناء وهي تلوك بكل سهولة وطنا لم يبق منه سوى أنين متقطع. أيعلم الجنود أنهم منسيون ولن يكون لأهلهم نصيب في تراب أجسادهم ؟
وهل عليهم أن يؤدوا القرعة بينهم من سيطلق الرصاصة الأخيرة ؟ وهل سيبقى ظل جندي يروي الحكاية ،حكاية الجنود الذين كانوا معه دون رجاء ،دون أحذية حين كانوا يختبئون في الكهوف.
ومازالت المذيعة تعلن الرقم الخاطئ للقتلى وتنهي النشرة بابتسامتها كالعادة 
ولكنها تنسى دائما أن تقول صباحكم دامي أيها المشاهدون

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص