الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مرضى الصرع فى تعز تفاصيل المعأناة والإهمال
الساعة 18:33 (الرأي برس - المشاهد )

بفعل الحرب الظالمة على مدينة تعز، ونتيجة لتدهور الوضع العام للمدينة. تعيش تعز وضع مزري فى الجانب الصحي حيث تضرر الجانب الصحي بتعز من الحرب بشكل كبير حيث دمرت الكثير من المنشأت الصحية الحكومية والاهلية وغادر اغلب الكادر الصحي المتخصص الى خارج المدينة فالوضع الصحى بتعز غاية فى الصعوبة ونحن هنا فى المشاهد نتطرق الى جانب من ما احدثته الحرب فى تعز على الخدمات الصحية وفى هذا التقرير نتاولنا   مرضى الصرع والضمور الدماغي الذي تتزايد حالاته بشكل يومي بسبب الحرب.

وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 50 مليون في العالم يعانون من الصرع من ضمنها أكثر من 676 حالة في تعز حسب إحصائية أخيرة لمؤسسة رصد للتنمية الإنسانية، حيث أن عدد الحالات الناتجة عن الحرب تزيد عن 25% من إجمالي الحالات المتواجدة في تعز.

نحتاج مبادرات

حول هذا الجانب تحدثت د. إيلان محمد عبد الحق وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية  لــ” المشاهد”عن تدهور الوضع الصحي في المدينة قائلة: ” خلال هذه الفترة نفتقر لعدد من المبادرات للنهوض بالصحة، خاصة مرضى الصرع أو ما يسمى بالمرض الصامت، والذين هم يتألمون ويعانون بصمت تام دون أن يشعر بهم أحد خاصة فترة الحرب بعد أن تغلقت كل السبل في وجوههم، وأسعار العلاجات الفتاكة لأهاليهم؛ مما يجعل حالتهم تزداد سوء يوميًا بسبب القصف العشوائي على المدينة الذي يلعب دور كبير في زيادة عدد الحالات.

حمدي عبد الكريم ثمان سنوات أصيب بالصرع قبل ثلاث سنوات بسبب الحرب تحدثت والدته لــ” المشاهد” قائلة: ” بداية الحرب ضرب الطيران بالغلط على منزل قريب مننا وقتها سارعت بتفييق أطفالي؛ للهروب أتيت لأصحي حمدي بصوت مرتفع وهلع فلم يصحو سوى بخوف كبير أصابه حتى اليوم آثاره ما زالت عليه.. بعد أسبوع من الحادثة بدأت تظهر عليه حالات تشنجية ومن خلال متابعة الطبيب اتضح أنه أصيب بالصرع وكل يوم تأتيه النوبة ويغيب عن الوعي لساعات طويلة وأحيانًا أيام “.

وأضافت بعبرات تخنقها ” يا بنتي إحنا فقراء والعلاج سعره غالي بعنا كل شيء معانا حتى الدبة الغاز بعناها ما عاد معانا إلا الله بعدكم.. ابني خسر طفولته وشبابه وحياته بهذي الحرب مش كفاية الوضع اللي إحنا فيه بالبيت زاد ربي بلاني بالصرع ببيتي.. الحمد لله بس والله تعبنا “.

مركز” تقييم ومعالجة مرضى الصرع والضمور الدماغي “أول مركز متخصص في اليمن عامة وفي تعز خاصة مؤهل بالأجهزة والمعدات الحديثة، التي تساعد المريض على تقييم حالته بشكل جيد؛ مما يمكنه من تخطي مرحلة العلاج بشكل جيد المركز هذا أقامته مؤسسة رصد للتنمية الإنسانية في تعز بدعم ذاتي.

من جهته أفاد فارس الأثوري رئيس مؤسسة رصد حول المركز ” نحن في مؤسسة رصد تابعنا عدد من الحالات المتواجدة في تعز ومن خلال عملية المسح الميداني الذي أجريناه خلال الفترة السابقة وجدنا الحاجة الماسة لمساعدة هذه الشريحة المهملة والتي تتزايد يوميًا بفعل الوضع العام للمدينة، وكما هو معروف أن علاجات الصرع غير متوفرة بشكل كبير وإن تواجدت تكون بأسعار باهضة.. حاولنا في المركز توفير مستشفى مصغر للمريض من خلاله يتمكن من تشخيص حالته والحصول على العلاج بشكل مجاني بإشراف طبي وكادر متخصص.

وأضاف الأثوري الآن بدأنا ببدء استقبال الحالات والتسجيل للإستعداد لمباشر للعمل وبدء عملية الصرف للعلاجات ومتابعة الحالات مستهدفين 200 حالة

إقرأ أيضاً  إفتتاح مركز العظام بهيئة مستشفى الثورة بتعز
واضاف الاثوري ومن جهتنا نحاول نبذل جهدنا في مساعدتهم وتوعيتهم من خلال عدد من الأنشطة ولكن نحتاج مساعدة المجتمع ونناشد فاعلين الخير والجهات المختصة بالتعاون مع هذه الحالات فحياتهم حياتنا.

هديل عشر سنوات تسكن في شارع الثلاثين خط التماس منذ بداية الحرب حتى اليوم منزلهم عبارة عن متارس خوفًا من رصاص القناص.. هي الأخرى تركت لها الحرب ذكرى الشحنات الكهربائية رافقناها لمركز الصرع وتتبعنا خطاها هناك وحين سألناها عن إصابتها تبسمت بحرج ودموع وقالت: “كانوا الحوثة كل يوم يضربوا قذائف جنب بيتنا وكل يوم الطائرة السعودية تضرب صواريخ وأني أتفجع أحس أذاني يتقارحين وأحس ببرد بجسمي ورعشة أدوخ وأقوم وقد في ضرب مرة ثاني وناس يبكوا والآن كل يوم القناص يقتل واحد واني قدني أخاف من كل شيء أني أدوخ بالشارع مقدرش أروح المدرسة ولا أسوي شيء الحرب هذي بدأت قتلت أبي بسبب الفجائع جابت له السكر وحرقت بيتنا والآن أنا بس هم خبثاء خلوني أمرض الحرب أتعبتنا وهم ما تعبوش ”

شحة العلاجات

د. أمل الشرعبي أوضحت أن الأدوية التي يستخدمها المريض تتغير بين فترة وأخرى بحسب الحالة، وبالعادة يحتاج المريض لجرعة شهرية أو دورية وهذا لا يتم صرفه إلا بروشته بحسب الحالة والوزن والعمر، وأحيانًا ينعدم العلاج الذي اعتاد المريض له فنضطر لاستبداله بعلاج آخر بنفس الفاعلية للعلاج الآخر.

زرنا الطفل محمد عبد القوي سبع سنوات لمنزله ووجدناه حتى الساعة 12 ظهرًا بدون علاج؛ لعدم توفر طعام بالبيت وقالت وقالت سونيا أخت محمد لــ” المشاهد”أنه أغلب الأوقات يضطرون يشترون له ” بسكويت ويفر ” بعشرين ريال؛ ليأخذ علاجه وثواني ويغمى عليه مضيفة ” نحن لا نملك ما نأكل فالعشرين ريال نوفرها له ليأكل بها الحاصل وأمي تقول بأن الويفر فيه غذاء أحسن من الروتي  “.

د. عادل ملهي أخصائي أمراض صرع وضمور الدماغ حدثنا عن سبب تراجع بعض الحالات للخلف لعدم مقدرة توفير العلاج وهذا يعود بالضرر على المريض، والبعض يواضب على العلاج ويهمل الجانب الغذائي وينسف مفعولية العلاج تمامًا؛ كون العلاج قوي جدًا ويحتاج لمكملات غذائية حسب العناصر التي يفتقدها الجسم ويفترض ألا يتم صرف العلاج إلا بنظام غذائي دقيق لتفادي الأضرار المقبلة، والبعض الآخر يتجه للخرافات والشعوذة اعتقادا منه أنها ستعافيه وتعمل مالم يستطيع فعله الأطباء وعقاقيرهم وهذا ما يزيد الطين بلة.

صرع الصراع يقتل فاطمة

فاطمة 22 عامًا أصيبت بقذيفة هاون برقبتها أودت بحياتها للحضيض بعد أن كانت تتجهز لخطوبتها، القذيفة أثرت على النخاع الشوكي وفقرات العمود الفقري لفاطمة، بعد الإصابة قضت فاطمة 23 يوم في غيبوبة تامة في إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء تم نقلها بعد الإصابة بيومين؛ وبسبب الحصار المفروض على المدينة تأخرت يومين في الطريق فاقت من غيبوبتها في اليوم الـ 24 وبدأت تظهر عليها آثار الصرع بشكل خفيف ، بعدها ضرب طيران التحالف قريب المشفى التي ترقد فيه فاطمة فساءت حالتها أكثر وأصبحت ضحية طرفي الصراع ، وانتهت حياتها في الوقت الذي يبدأ المتصارعون حياتهم برفاهية ونعيم ، بقت فاطمة قرابة نصف سنة على هذا الحال ومن ثم توفت …

فاطمة وهديل ومحمد وحمدي وآلاف غيرهم صورة مصغرة لمعاناة مرضى الصرع في تعز ويصرخون في وجه المتصارعين والحرب والمنظمات الحقوقية والإنسانية كفى فحياتنا حياتكم …

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص