السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إطلاق معرض للكتاب الالكتروني احتفاء بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر
الساعة 12:36 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

 

خلال السنوات الأخيرة ظهرت في اليمن مبادرات شبابية عديدة، هدفت إلى الاستفادة من ثورة التكنولوجية واستثمار ما تتيحه من إمكانيات هائلة في مجال نشر المعرفة والوعي، وأبرز هذه المبادرات هي تلك التي بدأ القائمون عليها في تحويل الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية حتى يصبح من السهل تداولها على نطاق واسع.
 

وتواصلا لهذا الزخم الذي بدأ يشهده الحقل المعرفي في اليمن، دشن مشروع الوعي الديمقراطي أمس نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، بإطلاق معرض للكتاب الإلكتروني، من خلال توفير نحو عشرين كتاب إلكتروني عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر والمسارات المتصلة بهما. ويعد مشروع الوعي الديمقراطي بحسب القائمين عليه، "أحد المبادرات الجديدة التي تسعى إلى كسر الركود القائم في المجال الثقافي والسياسي".
 

المعرض الذي جاء تحت عنوان #كتاب سبتمبر، كان بمثابة احتفاء بثورتي سبتمبر وأكتوبر، من منطلق لفت الانتباه إلى أهمية اعادة قراءة الثورتين في ضوء مسارها التاريخي وكذلك ما ترتب على تلك المسارات من معطيات لا تزال فاعلة الى اليوم.
 

يوفر المعرض إمكانية الحصول على الكتب المعروضة بعدة طرق، حتى يكون من السهل وصولها إلى أوسع الشرائح.
ويهدف بحسب ما جاء في بيان تدشينه، إلى "نشر وإيصال أكبر قدر ممكن من المعرفة بتاريخ ثورة سبتمبر والتي ظلّت مصادر المعرفة بها لعقود طويلة بالنسبة لكثير من المواطنين محصورة في الروايات الشفويّة والحكايات المنشورة في الصحف هنا وهناك خاصّة مع تكريس نظام صالح لهذا التجهيل عبر مناهج التربية الوطنية في المدارس التي لم تقدّم معرفة وتاريخًا علميًا لثورة سبتمبر ولم تفتح المجال أمام المواطنين للبحث عن مراجع وكتب حولها، واكتفت بنشر الإنشاء والكلام التمجيدي الذي فرّغ ثورة سبتمبر من مضمونها الإنساني والنضالي والتاريخي".

 

تحية الأجيال الجديدة
 أما الهدف الثاني، من تنظيم معرض للكتاب الالكتروني، فهو إرسال تحية لروح المناضل الشاب أمجد عبد الرحمن الذي يعد بحسب البيان أول من أستشعر مأزق الأجيال الجديدة "وحاجة النضال للوعي"، فقد كان من أول من بادر مع أصدقائه إلى تنظيم  معارض للكتب في مدينة عدن في محاولة لمقاومة مشاريع التخلف والثقافات الدخيلة على المدينة التي ظلت في محطات تاريخية مختلفة حاضنة للقيم الجديدة".

 

كان الشاب أمجد عبدالرحمن، قد اغتيل "على يد مجرمين معروفين بسبب نشاطه الثقافي والسياسي"، وهي الجريمة التي هزت الأوساط الثقافية والسياسية في مدينة عدن منتصف مايو/ ايار الماضي.
 

أضاف البيان بالقول، "لكي نعرف واقعنا ومجتمعنا علينا قبل كل شيء أن نفهمه ونفهم معهما تاريخنا عبر الاطلاع الواسع وقراءة مختلف المصادر والمراجع بخصوصها، وإذا كان هذا يصح على كل محطات تاريخنا وحاضرنا فإنه أصح ما يكون على ثورة سبتمبر: الحدث الكبير الذي أدخل اليمنيين إلى التاريخ". 
 

يعتمد المعرض في عملية إيصال الكتب لمن يهتم بالحصول عليها، على "آليات مرنة تأخذ على عاتقها رداءة شبكة الانترنت في أجزاء واسعة من البلاد, حيث يقاتل الأبطال ويكابد اليمني صنوف شتى من العذابات بفعل هذه الحرب التي شنها المخلوع صالح وجماعة الحوثي على اليمنيين".

 

 بحسب ما ورد في البيان.
أكد البيان أيضا أن هناك أنشطة متنوعة ومتعددة سيتم تدشينها خلال الأيام القادمة بالتزامن مع انطلاق أول معرض للكتاب الإلكتروني، لافتا إلى أن "معظم الكتب الحالية تتحدث عن ثورة سبتمبر لكن هناك كتب أخرى لا تزال ورقية تتحدث عن أكتوبر سنحرص على إخراجها وتحويلها إلى كتب الكترونية ونشرها كدفعة ثانية ابتداء من يوم 14 أكتوبر وحتى نهاية فترة المعرض".

 

 يسعى معرض الكتاب الالكتروني بحسب القائمين عليه "إلى كسر عزلة الكتاب التي فرضتها السلطات بالاستفادة مما توفره التكنولوجيا من ميزات جديدة", قال البيان أن التجاوب معها  "لن يتحقق سوى من خلال إشاعة ثقافة القراءة وإثارة الأسئلة المعبرة عن واقع شعبنا وتطلعاته المشروعة".
 

المعرض الذي نظمه مشروع الوعي الديمقراطي، بالتعاون مع فريق موقع أرشيف اليمن، ونقابة الموالعة، سوف يستمر شهر كامل حتى 26 أكتوبر القادم.

 

 كسر العزلة
كانت السنوات التي سبقت اندلاع ثورة فبراير في اليمن، عبارة عن سنوات قاتمة عندما يتعلق الأمر بالجانب الثقافي والسياسي، لكن بعد الثورة نشطت التوجهات التي آخذت تدعو إلى أهمية تنمية ثقافة القراءة واكتساب وعي جديد يواكب التحولات السياسية.

 

هذا البؤس المعرفي والثقافي كان نتاج طبيعي لعقود انحطاطية بامتياز. ولولا ثورة فبراير، لما كنا في اليمن سنعتقد أنه من المهم دعوة الناس للقراءة. ثم لولا 
يقول بعض القائمين على مبادرات نشر الكتب الالكترونية، أنه لولا "ثورة التكنولوجيا لم كنا نستطيع أن نحلم أنه يمكننا ردم تلك الهوة التي تشكلت خلال سنوات ما قبل الثورة".

 

سبب الهوة المعرفية التي تعاني منها الأجيال الجديدة كما بات يطرح كتاب وباحثين يمنيين، يقف وراءها نظام صالح الاستبدادي الذي قامت الثورة ضده، فقد ظل هذا النظام يخشى من دخول الكتب القيمة للبلاد وان توفرت فبأسعار خيالية. ليتم تعزيز هذا النهج بتعليم رديء ظل يتراجع كل يوم. وهي سياسة تجهيل متعمدة لإقامة عزلة بين اليمنيين وعصرهم.
 

فقد عمد نظام صالح على محاربة الثقافة بأشكال شتى، إلى تغيب الرموز الوطنية ودورهم النضالي ليصل الأمر إلى نتاجهم المعرفي والأدبي كما هو الحال مع الشاعر عبدالله البردوني الذي قامت السلطات بمصادرة عدد من كتبه قبل طباعتها ولا تزال ترفض إطلاقها إلى اليوم. لذا تعد المبادرات الشبابية بمثابة رد اعتبار لعقود من الانحطاط والتراجع كانت قد تحكمت بالمشهد الثقافي والسياسي في البلاد.
 

 يقول مروان الشريفي وهو أحد القائمين على مشروع الوعي الديمقراطي، أن فكرة تنظيم معرض للكتاب الالكتروني، تقوم على توفير كل الكتب التي تتمحور حول موضوع معين، طالما أنه موضوع أصبح من المهم دراسته وإعادة قراءة كل ما يتصل به من أحداث ووقائع". 
 

ويضيف في تصريح صحفي "أن الفكرة تفاعلية، فالجمهور الذي نحب الوصول إليه هو في الأساس جمهور نرغب في إشراكه بهذا العمل. وذلك من خلال الدعوة إلى توفير الكتب التي لا تزال ورقية وتحويلها إلى كتب إلكترونية، ليصبح من السهل نشرها، لكسر العزلة بين اليمني والعصر".

منقول من الاشتراكي نت...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص