الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
«كلاسيكو صنعاء» يمر بسلام: «الشريكان» يُفشلان رهانات الخصوم؟
الساعة 20:16 (الرأي برس - عربي )

التهدئة المتبادلة بين «أنصار الله» و«المؤتمر» لا تعني أن الطرفين عادا إلى الوفاق التام

تراجع التوتر بين حزب «المؤتمر» وبين «أنصار الله» إلى أدنى مستوياته، وخابت آمال خصومهما الذين انتظروا خطاباً مغايراً من صالح، وافتراقاً نهائياً بين طرفي تحالف صنعاء، لكنه فاجأ الجميع بكلمة قصيرة حيا فيها أنصاره، ووجه الشكر لـ«أنصار الله» و«حزب الله» اللبناني وأمين العام، حسن نصر الله، معلناً «(أننا) سنرفد جبهات القتال ضد العدوان بعشرات الآلاف من منتسبي الجيش وعلى الحكومة توفير العتاد والرواتب»، ليعود غالبية ناشطي «الشرعية» إلى كيل الشتائم لصالح، وإرجاع بوصلة النقد صوب «التحالف» الذي راهن على صراع دموي في صنعاء.


الكاتب والمحلل السياسي، سامي عطا، قال، «تتوالى الدروس السياسية من صنعاء، وأثبت أنصار الله والمؤتمر أنهم يديرون خلافاتهم سياسياً وبامتياز. فألف تحية لهم على تفوقهم الأخلاقي». ووافق عطا الباحث، يحيى أبو الرجال، بقوله: «في صنعاء نتعلم ثقافة الإختلاف والقبول بالآخر رغم الحرب وقتامة الصورة».


خيبة أمل
رئيس مركز «مدارات» للدراسات، عبد السلام محمد، المقرب من حزب «الإصلاح»، علق على مهرجان السبعين بالقول: «لمن صدمه مشهد السبعين... لقد سيطرت الهاشمية السياسية على المؤتمر وسيطر الحوثي على الحرس الجمهوري»، مضيفاً: «‏سيكتب التاريخ أن مهرجان صالح في 24 أغسطس 2017 هو مهرجان تسليم حزبه المؤتمر للميلشيات الحوثية، كما كان يوم 21 سبتمبر 2014 مهرجان تسليمه للحرس الجمهوري». وتابع رئيس «مدارات» أن «صالح سلم للحوثي لأن معركته ليست مع الإمامة لاستعادة الجمهورية بل معركته مع السعودية لصالح إيران».


من جانبه، اعتبر الناشط في صف «الشرعية»، منير المحجري، أنه «بتخطيط إماراتي مول التحالف حشود عفاش إلى السبعين، على أمل أن يصبح أداة للتخلص من الحوثي ويخرجهم من مأزق الحرب، لكنه خدعهم وطالب أنصاره بالتوجه لجبهات القتال، فهل ستعقل المملكة وتعيد رسم أولوياتها وفقاً لمصالحها؟».


ورداً على ذلك، قال الإعلامي في قناة «المسيرة»، التابعة لـ«أنصار الله»، حميد رزق، إن «الإصلاحيين وأذيالهم من مرتزقة العدوان نكسوا رؤوسهم اليوم، بعد أن كانوا قد دخلوا على خط المزايدة باسم المؤتمر والزعيم ليضاعفوا التوتر والاحتقان، فخابت ظنونهم وطارت أمانيهم». وعلق الكاتب المحسوب على حزب «المؤتمر»، عبد الفتاح البنوس، بدوره على فعاليات اليوم بقوله: «لقد مر الخميس بسلام، ولم يحصل إلا ما كنا ننشده جميعاً، وهو الصمود في وجه العدوان وتعزيز الجبهة الداخلية ورفد الجبهة بآلاف من المقاتلين وقوافل العطاء، ولا عزاء لأبواق الفتنة». أما الكاتب والناقد، الدكتور صادق القاضي، فقد لخص المشهد بالقول: «الفقراء في السبعين، والأغنياء في تركيا، والفرسان في جبهات القتال».


وفاق نسبي
التهدئة المتبادلة بين «أنصار الله» و«المؤتمر» لا تعني أن الطرفين عادا إلى الوفاق التام. فصالح، ولأول مرة منذ الذكرى العاشرة للوحدة اليمنية عام 2000م، يخاطب أنصاره في ميدان السبعين من خلف زحاج مضاد للرصاص؛ إذ لا يزال بيان «اللجان الشعبية» الذي اتهمه بالغدر يتردد صداه في مسامعه. كما أن الأمين العام لحزب «المؤتمر»، عارف الزوكا، انتقد في كلمته «أنصار الله»، وقال إن «حزب المؤتمر لن يكون مجرد ديكور في أي شراكة». كما رفض تخوين الحزب وقياداته من قبل «أنصار الله» بقوله إن «المؤتمر هو التنظيم الذي كلما تآمر عليه المتآمرون تأوي إليه قلوب اليمنيين».


في مقابل ذلك، أكد عدد من قيادات «أنصار الله»، لقناة «المسيرة»، عقب فعاليات الخميس، أن أولويات المرحلة المقبلة «تصحيح مسار الشراكة مع حزب المؤتمر، ومحاسبة الفاسدين، ومحاكمة الخونة وعملاء العدوان». وقد دشنت «أنصار الله» أولى خطواتها هذه بتوجيه النائب العام، القاضي عبد العزيز البغدادي، للنيابة الجزائية، بمحاكمة كل من سلطان البركاني، أحمد عبيد بن دغر، عثمان مجلي، صغير عزيز، أحمد الميسري، محمد الشايف، رشاد العليمي بتهمة «الخيانة الوطنية»، في وقت لا يزال فيه صالح وحزبه على وفاق مع البركاني والشايف وعزيز ومجلي، ويرفض اتخاذ إجراءات عقابية بحقهم.


إستعادة قطاعات
الكاتب والباحث، الدكتور معن دماج، رأى أن «هدف صالح من حشده في السبعين استعادة قطاعات شعبية من قاعدته كانت قد انضمت وتواءمت مع الحوثيين، إضافة إلى تقديم نفسه للقوى الإقليمية والدولية باعتباره الأقوى شعبياً، على الأقل حتى الآن». وأضاف دماج: «نجح صالح في شد عصبه الشعبي، وبان للجميع أنه الأقوى والأكبر في صفوف جمهور الثورة المضادة، وأكثر من يدرك ذلك الحوثيون ورعاتهم الإقليميون. ومن يفهم طبيعتهم يدرك أنهم لن ينتظروا طويلاً قبل كسر هذه المعادلة، ﻷن انتظارهم يعني انتقال صالح إلى مرحلة أخرى من تكريس أولويته داخل الحلف الرجعي».


خذلان السعودية وقرقاش
أما الكاتب والصحافي، محمد عايش، فقد وصف اليوم الخميس بأنه «يوم عظيم»، لافتاً إلى أن «حشوداً عظيمة خرجت لتثبت أن اليمن لا يزال هنا، لم يمت، رغماً عن كل من أراد له الموت عبر حرب فظيعة مخيمة فوق رأسه من عامين ونصف العام. وكانت صنعاء عظيمة إذ تثبت للمرة الألف أنها، لا سواها، مركز صناعة الحدث في اليمن، لا الرياض ولا أبو ظبي، ولا أي عاصمة أخرى من عواصم العدوان».


واعتبر عايش، في منشور على صفحته في «فيسبوك» أن «صنعاء أفشلت رهان التحالف الذي تقوده السعودية». وكتب: «تحالف عالمي يؤيده ثلثا الكرة الأرضية، ينتهي به اليأس من إمكانية النصر إلى الرهان فقط على صراعٍ بين حليفين محليين يحاربهما ثلثا الكرة الأرضية، ومع ذلك خذلتهم صنعاء مجدداً وخذلتهم الحشود اليمنية».


وتابع عايش أن «ذروة الخذلان كانت للسعودية ولدولة أنور قرقاش (الذي غازل المؤتمر قبل الفعالية كثيراً) لكن بيان الفعالية - خطاب صالح - توجه في واحدة من أذكى رسائله بالشكر لحزب الله وحسن نصر الله لموقفهما الداعم لليمن ضد العدوان». وختم أن «كل يمني حر في الحشدين، حشد القتال وحشد السياسة، كان عظيماً، وأن فعاليات الخميس بصنعاء «ليست رسالة لدول العدوان فحسب، بل هي رسالة لكل القوى السياسية اليمنية، ورسالة إلى صالح نفسه، ومفاد الرسالة: ليس عليك أن تكون في السلطة، أو أن تستخدم إمكانات الدولة والجيش والمال العام لكي تكون حزباً كبيراً وجماهيرياً... يكفي فقط أن تكون قريباً من الناس كي تكون أقواهم».

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص