الثلاثاء 03 ديسمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
عبده يحيى الدباني: دولتان ناجحتان خير من دولة فاشلة
الساعة 21:41 (الرأي برس - عربي )

مرّ المواطن في عدن بظروف صعبة جداً بعد حرب 2015م، ولم يكن الأدباء بعيدين عن تلك الظروف، بل كانوا حاضرين فيها بقوة، ولم يسلم مقرهم من تحوله إلى ثكنة عسكرية، ولم يسلم من تعرضه للقصف أيضاً. في هذا الحوار الذي يلي، يتحدث الدكتور عبده يحيى الدباني، نائب فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - فرع عدن، بصراحة وشفافية، عن وضع الأدباء في عدن، في ظل ما يمر به البلد عموماً وما تمر به عدن خصوصاً، وما تشهده حالياً من قلق وتوتر، يوضح فيه كثيراً من النقاط التي يراها الأديب غامضة حيناً وملتبسة حيناً آخر، بشأن مستقبل الأديب في عدن والمثقف عموماً، وهو مستقبل يراه زاهراً، وسيشكل الأديب فيه عنصراً مشاركاً في رسم وجه عدن المستقبلي، ويضع لبنات الغد المشرق جنباً إلى جنب مع المواطن والسياسي والفنان... وفيما يلي حصيلة الحوار:


تعرضت مدينة عدن منذ العام 2015 لأزمات سياسية متعددة. كيف انعكست تلك الأزمات على الأديب والمشهد الثقافي في هذه المدينة؟
لم تتعرض مدينة عدن منذ 2015م لأزمات سياسية، فذلك مألوف في تاريخها، ولكنها تعرضت لغزو بربري قدم من صنعاء نظمه تحالف «الحوثي وعفاش»، لم يقتصر على عدن، ولكنه أراد الجنوب كله. أما أوضاع الأدباء خلال ذلك الغزو فهم مثل غيرهم تعرضوا للقتل والموت والتشريد، لقد ودعنا خلال الحرب الزميل العزيز الشاعر عبد الرحمن السقاف «رحمه الله» الذي توفي من جراء النزوح والتشرد وانقطاع الكهرباء لأنه كان مصاباً بمرض السكر وأمراض أخرى. وكل ما حدث لعدن من دمار للعمران وقتل وتشريد للإنسان فقد مس الأدباء والكتاب فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، فهم ضميرها الحساس وقلبها النابض.


يرى كثيرون أن فرع اتحاد الأدباء في عدن تعرض كثيراً للإقصاء والتهميش من المركز في صنعاء، حتى أنهم لم يكونوا يتذكرونه إلا وقت التحصيل ودفع الإيجارات... ما رأيك في ذلك؟
إتحاد الأدباء والكتاب كان مهمشاً بشكل عام من قبل نظام الحكم، لأنه محسوب على قوى اليسار والمعارضة، ولكن النظام في صنعاء نجح في نهاية المطاف من الوصول إلى قيادة الاتحاد من خلال أساليب عديدة يجيد استخدامها، حين ذاك ضعفت العلاقة بين الاتحاد في عدن والأمانة العامة في صنعاء، ولكن الأمور المالية والتنظيمية كانت تأخذ مجراها، وقد غضبت الأمانة العامة من البيان الذي أصدرناه في العام 2009 تضامناً مع حقوق الجنوب. أما ما يخص الإيجارات، فهم لم يكونوا يستلمونها من قيادة الاتحاد في عدن، ولكنهم يستلمونها من المستأجر للمقر نفسه.


كيف تبدو العلاقة بين أدباء عدن والمجلس الانتقالي الجنوبي من زاوية نظرك؟
إتحاد الأدباء والكتاب في عدن مؤيد للمجلس الانتقالي ومبارك لما تحقق من إنجازات في سبيل انتصار القضية الجنوبية العادلة، فهو يقدر إرادة الشعب خاصة بعد فشل الوحدة التي كانت حلماً لدى الأدباء فتحولت إلى كابوس. وهناك في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ممثل من الأدباء في عدن، وهي الأديبة القاصة منى باشراحيل.


في ظل الظروف التي يمر بها البلد... ترى هل ستنفرج هذه الأزمات قريباً؟
البلاد تمر كلها في حرب، تقوى وتضعف، تنأى وتقترب، على حد تعبير البردوني «رحمه الله». ذلك حين أصر اليمنيون على ألا يتفقوا بعد أن تحاوروا عاماً كاملاً، كأطول حوار في التاريخ. القوى الحاكمة والمتنفذة لا يهمها إلا مصالحها وليس مصلحة الوطن والشعب، لقد قفزوا على القضية الجنوبية ولم يعدلوا في حلها وغيرها من القضايا، فكانت الحرب هي النتيجة لهذا الاستكبار والصلف وبطر الحق وعدم التنازل للآخر. الآن مصير البلاد معلق لدى القوى الخارجية بعد أن تفرقت أيدي سبأ وفلت الأمر من يد اليمنيين بسبب الاستئثار وعدم الاعتراف بالآخر.


ترى هل سيشارك أدباء الجنوب في أي مستقبل سياسي قادم؟
الأدباء في الجنوب مشاركون في الحراك الجنوبي وفي كل مسيرة النضال في الجنوب، سواء كانوا أعضاء في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أم لم يكونوا، وقد أدى الأدب دوراً مشهوداً في خدمة قضية الجنوب العادلة، لا سيما الشعر الشعبي والأناشيد الحماسية. أما مستقبل الجنوب فأراه متجسداً في استعادة دولته المستقلة حسب إرادة أغلبية شعب الجنوب. ويطمح الأدباء في الجنوب إلى تحقيق هذا الهدف المشروع بأقل تكلفة، وألا يؤثر على العلاقات الأخوية بين أبناء الشعب في الجنوب وأبناء الشعب في الشمال، وأن تستمر المصالح تنساب بيسر بين الدولتين، وأن يلعب الأدباء والكتاب وسائر المثقفين في الشمال والجنوب دوراً تاريخياً في تطبيع الأوضاع بين الدولتين المنشودتين ويمهدا لذلك الإنجاز، فما لا يدرك كله لا يترك بعضه، ودولتان مستقلتان متجاورتان خير من دولة واحدة فاشلة ومتناحرة.


تعرض مقر الاتحاد في عدن لمحاولة السطو على أرضيته... هل انتهت هذه المحاولة؟ وما ملابساتها؟
مقر اتحاد الأدباء في عدن لم يحدث له أي اقتحام، ولكن تضرر في أثناء الحرب، وهو بحاجة إلى ترميم. أما المقر الذي تعرض للاقتحام فهو المقر الرئيسي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يقع في مدينة خورمكسر على ساحل أبين. هذا المقر الذي بنته الدولة الجنوبية السابقة للأدباء في مطلع الثمانينات هو الذي تعرض للاقتحام في ليلة عيد الفطر المبارك هذا العام، وقد استطاع الاتحاد في عدن أن يخلص المقر من المعتدين عليه بعد أن استنفر كل القوى المدنية في عدن ومتابعة أجهزة الأمن التي نفذت حملة أمنية في ثالث أيام العيد وطردت أولئك المستهترين بالحق العام وهدمت ما أحدثوا من بناء فيه.


ما سر اختفاء اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن المشهد في ظل هذه الظروف التي يمر بها البلد؟ وما سبب عدم قبوله لأعضاء جديد؟ وما سر عدم البت في قضية الأراضي الخاصة بالأدباء؟
الاتحاد في عدن ينشط وفق ما يستطيع أن ينشط في ظل انعدام أي اعتماد مالي من قبل أي جهة. أما سؤالك عن الاتحاد العام وأمانته العامة وعن وره الرهن فهذا السؤال يوجه إلى قيادة الاتحاد العام نفسه.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص