- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
شهدت تجارة بيع الثلج بأشكاله المتعددة في اليمن ازدهاراً ملحوظاً منذ صيف 2015، بسبب ظروف الحرب التي أجبرت قطاعاً كبيراً من الناس على الإقبال على شرائه. وقد زاد عدد مصانع قوالب الثلج في عدد من المحافظات بشكل ملفت. ورغم ذلك، لم ينخفض ثمن الثلج المباع في الأسواق اليمنية هذا العام إلا النزر اليسير، لكن الناس يضطرون لشرائه بأي ثمن، خاصة في المناطق الساحلية التي تعاني من موجة حر جهنمية، يرافقها انقطاع مستمر للكهرباء. على أن الثلج اليوم بات يشكل مصدر قلق صحي عند عامة الناس بسبب تفشي وباء الكوليرا وازدياد حالات المصابين بالوباء، حيث تنعدم الرقابة الرسمية على جودة وصحة مكعبات الثلج المباعة.
قصف
الحديدة إحدى المحافظات الساحلية التي يعاني ساكنوها ارتفاع ثمن الثلج، رغم وجود عشرات مصانع الثلج فيها. يقول المواطن محمد الجاوي، في حديثه: «توجد في المحافظة مصانع للثلج منذ سنين عديدة، وفي العام الثاني للحرب قصفت طائرات التحالف العربي عدداً من مصانع الثلج في مناطق عدة بالحديدة، منها منطقة كيلو 16، ومنطقة الزاهر، ومنطقة القناوص، ومناطق أخرى قريبة من المدينة. وقد فاقم ذلك من معاناة الناس غير القادرين على شراء الثلج الذي ارتفع ثمنه، حيث يباع مكعب الثلج بـ1700 ريال (5 دولار أمريكي)، وبات سعر قارورة المياه، عبوة لتر ونصف، 200 ريال (دولار أميركي)، بعد أن كانت تباع في السابق بمائة ريال يمني».
ويضيف الجاوي: «ولا ندري هل كميات الثلج المباعة في أسواق الحديدة والمناطق المجاورة لها ملائمة صحياً أم لا. نعرف أن هناك مصانع تعمل منذ مدة وتتمتع بسمعة طيبة كمصانع السقاف وكريستال والوادي والمقرمي ودرهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة افتُتحت مصانع جديدة ولا ندري هل أصحابها ملتزمون بتثليج المياة النقية أم لا».
قلق صحي
الوضع في مدينة عدن والمحافظات المجاورة لها لا يقل سوءاً عن الحديدة من حيث درجة الحرارة، التي وصل ارتفاعها خلال شهر يوليو إلى 45 درجة مئوية، كما وصل عدد ساعات انقطاع الكهرباء فيها إلى 15 ساعة. ويعاني سكان المدينة المشكلة نفسها التي يعاني منها ساكنو الحديدة، وتتمثل المعاناة في ارتفاع ثمن الثلج بسبب تدمير الحرب لمصانع كانت تزود عدن والمحافظات المجاورة به، وكذلك مشكلة انعدام الرقابة على عمل المصانع.
وفي هذا الإطار، يقول عدنان قايد، وهو ناشط مدني مقيم في المدينة، إن مصنعَي «ثلوج عدن» و«معمر»، الواقعَين في محافظة لحج هما المصنعان الوحيدان اللذان يزودان عدن والمحافظات المجاورة لها بالثلج، منذ أن تعافت المدينة من آثار حرب 2015. ويشير عدنان إلى دور عدد من مالكي الثلاجات من التجار الصغار في توفير احتياجات الناس للثلج «إلى حد ما». ويضيف قايد، في حديث: «كان الثلج يباع بسعر جنوني بعد العام 2015، ومع ازدياد المصانع الصغيرة هبط إلى سعر مقبول حيث يباع القالب الواحد أو ما يسمى باللادي بـ1700 ريال بدلاً من 4500 ريال». ويرى قايد أن «شراء واستخدام الثلج اليوم في عدن بات يشكل مصدر قلق صحي عند عامة الناس، بسبب تفشي وباء الكوليرا، حيث لا رقابة على جودة وصحة مكعبات الثلج المباعة».
ويؤكد طبيب أمراض الباطنة في مستشفى الكويت الجامعي، الدكتور عزيز محمد، في حديث إلى «العربي»، وجود رابط بين انتشار الكوليرا وبين مكعبات الثلج المباعة في الأسواق اليمنية. يقول الدكتور محمد: «مما لا شك فيه أن قوالب الثلج المصنوعة من المياه المحلية المباعة وماكينات صناعة مكعبات الثلج غير النظيفة هي من ضمن مسببات انتشار مرض الكوليرا وأمراض الإسهالات المعوية الحادة. وقد أجرينا في ما مضى تحاليل على بعض مكعبات الثلج، ووجدنا احتواء المياه المصنوعة منها على بكتيريا تعرف باسم (أى كولاى) أو(البكتريا المعوية)، وهي بكتيريا ضارة تهاجم الإنسان وتعمل على إفراز سموم تهاجم الأغشية المبطنة للأمعاء الدقيقة، كما أنها تسبب الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة، وهي وراء الإصابة بالعديد من الأمراض، وأنا أنصح في هذه الأيام بشراء مياه معدنية مجمدة، ففي العادة غسل الثلج لا ينفع لأن الماء المثلج نفسه غير صالح للشرب».
أرباح طائلة
وعن دور السلطات في الرقابة على مصانع بيع الثلج، يتحدث منتصر الزبيري، وهو مسؤول في قطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة في صنعاء، عن أن أغلب أصحاب مصانع الثلج الجديدة تتهرب من تسجيل علاماتها التجارية في وزارة الصناعة والتجارة خوفاً من الرقابة. يقول الزبيري: «صحيح أننا نتلقى شكاوى من وجود شوائب كثيرة على معظم كميات الثلج المباعة في الأسواق، والتي تستخدم للشرب، (إلا أننا) بدورنا ليس لدينا إمكانيات لمتابعتهم والنزول الميداني لتلك المصانع بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها القطاع الحكومي بشكل عام، لذا المسألة متروكة للضمير الشخصي لصاحب المصنع».
ويشير الزبيري إلى أنه «تقريباً، يوجد اليوم في كل محافظة يمنية مصنع للثلج، حتى في صنعاء يوجد فيها اليوم ثلاثة مصانع كبيرة ومئات الثلاجات المتوسطة. لقد وجد التجار في تجارة الثلج أرباحاً طائلة، لذا فإن تجارة بيع الثلج في اليمن في تزايد ونمو منذ عامين، وقد فتحت المجال لمئات العاطلين للاشتغال بها سواء في المصانع أو في الثلاجات الصغيرة. فعلى سبيل المثال، مؤخراً افتتح في لحج أكبر مصنع لصناعة الثلج على مستوى الشرق الأوسط وبتكلفة 5000000 دولار، لينتج يومياً حوالي 18000 قالب ثلج، ويشتغل في ذلك المصنع حوالي 120 عامل. ولا توجد لدينا إحصائيات حول استهلاك الناس للثلج في المحافظات اليمنية، لكن كما قلت يجب أن تكون هناك رقابة ذاتية من قبل أصحاب تلك المصانع على جودة ما يباع، ومدى مطابقته للشروط الصحية المعمول بها في جميع أنحاء العالم».
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر