- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لم يمر على إيداعه السجن أـسبوع .. ليتم الإعلان عن وفاته.. حدث ذلك في أحد معتقلات الحوثي بمحافظة عمران والضحية مواطن يمني يدعى " أحمد حمود الطميرة"..
وكانت أشهر العناوين الصحفية تتحدث عن غموض يلف واقعة وفاة شخص في أحد معتقلات الحوثيين الخاصة في عمران..
و"العميرة" ليس إلا واحد من المئات بل الآلاف ممن يقبعون خلق قضبان السجون الحوثية التي شيدتها الجماعة لكل من لا تروق لهم.. قصص وروايات تحكي تفاصيل وجع كرامة منتهكة.. وتستجدي الإنسانية..
السبت المنصرم توفي الطميرة في أحد سجون مليشيات جماعة الحوثيين في محافظة عمران، كان أودع فيه منتصف الأسبوع الذي سبقه, دون وضوح أسباب حادثة الوفاة.
وكان الطميرة- (55) عاماً- أقدم على قتل أحد أبنائه بمدينة عمران، بسبب شراء الأخير دولاباً لزوجته،
وأودع الحوثيون الذين يديرون السلطات في المحافظة الجاني في أحد معتقلاتهم الخاصة.
بعد الحادي والعشرين من سبتمبر فرض الحوثيون ما بات يعرف في المجتمع اليمني "سلطة الأمر الواقع"، وقدموا أنفسهم بديلا عن سلطة الدولة بحجة فرض الأمن الذي تنصلت الدولة عن القيام به.
وجد مسلحو الحوثي فراغاً أمنياً "متعمداً" في صنعاء وغيرها من المدن، فأغرتهم السيطرة في تصفية الخصوم بشكل متهور، فتطايرت شظايا عنفهم حتى طالت الأبرياء الذين هم في منأى عن الصراع،
وبزرت على إثر ذلك ظاهرة الاختطافات للمواطنين وزج بهم في السجون دون تهمة، سوى أنهم يؤمنون خلاف مذهبهم وفكرهم. وتناولت وسائل إعلام قصص وحكايات عن معتقلين خلف القضبان الحوثية.
مختطفون
يتحدث بعض المختطفين الذين افرج عنهم الحوثيون عن حالتهم الإنسانية التي عاشوها في سجون الحوثيين، ويكشفون لـ"البيان" الإماراتية مأساة ما يتعرض له المعتقل من إهانات تمس كرامتهم واستفزازات طائفية يتعمدون فعلها كحرب نفسيه على المعتقلين.
الشاب "أ-ع" أحد المختطفين والذي قضى في السجن 34 يوما يقول: "بعد خروجي من صلاة العشاء؛ أشهر مسلحون حوثيون في وجهي السلاح على أن اسلم نفسي، فصعدت معهم السيارة دون أي مقاومة".
لم يكن يعرف إلى أي مكان سيكون مصيره، وفجأة وجد نفسه في غرفة مغلقة وعليها حراسة أشعرته بمصير مجهول.
ويقول الشاب لـ"البيان": في الأيام الأولى خضعنا مع بعض المعتقلين إلى التحقيق، وتقدم لهم محققون لم يتسنى لهم معرفتهم نتيجة لخرقة كانت معصوبة على أعينهم.
ويضيف: بدأ التحقيق وسألني أحدهم إلى أي جهة تنتمي، فقلت له أنا "سلفي"، ثم سأل: هل تعرف " عبد المجيد الزنداني"؟. ما علاقتك بهزاع المسوري؟ يرد الشاب: ليس لي علاقة به هو إصلاحي وعضو مجلس النواب عن الإصلاح.
يستطرد المحقق في الأسئلة ويطرح سؤالاً -فيه نفس طائفي- ما رأيك بـ"يزيد"؟. يقول الشاب أنه لم يستغرب من هذا السؤال، ولكن حين سمع أن أحد المعتقلين سألوه ما الحكم في الشرع "المني الذي يخرج من ذكر الرجل"؟.
ويبدو من خلال هذه الأسئلة كما يقول "أ-ع" كمجال من الفرز المذهبي الذي يتكشف لهم ما يعتنقه المعتقل من مذهب، لأن مني الرجل في مذهب الزيدية يعد من النجاسات.
زنزانة انفرادية
ومع أن الحوثيين حاولوا تصفية حساباتهم مع خصومهم السياسيين إلا أن ظاهرة الاختطاف -في الغالب-لم تطال إلا المتدينين، ولم تقتصر على عامة المتدينين فحسب، بل تعدى إلى خطف أئمة المساجد الذين لهم تأثير في المجتمع.
حيث يقول الشيخ "م-أ" وهو إمام مسجد ولديه القراءات العشر في القرآن الكريم إن مسلحين حوثيين اعترضوه أثناء خروجه من المسجد وطلبوا منهم مرافقته للتحقيق" وهي نفس الطريقة التي يتعاملون بها مع المعتقلين، ومن يرفض طلبهم يأخذوه بقوة السلاح.
وجد الشيخ "م-أ" بعد ساعات نفسه في زنزانة انفرادية مظلمة ليس فيها نوافذ، ويقول في حديثه لـ"البيان" قضيت في زنزانة انفرادية ليس فيها أحد تكفي بأن تكون عامل ضغط نفسي على كل من يدخلها، إضافة إلى ذلك رفضهم أي تواصل مع أهلي وأسرتي طيلة 34 يوماً قضيتها في الزنزانة.
حرب نفسية
لم يكتفِ الحوثيون سلب حرية المعقلين في السجون, بل حاولوا تعريضهم لاستفزازات وحروب نفسية، استخدموها مع جميع المعتقلين الذين أدلوا بشهاداته لـ"البيان"، وهو أسلوب تقوم به الجماعة لانتزاع اعترافات من المعتقلين.
يقول "ح-ر" والذي قضى 35 يوماً في السجن، وقد أخذ نفساً طويلاَ "كانت تمر الخمسة أيام كالخمس سنوات نتيجة للضغط النفسي الذي تعرضنا له".
ويضيف: "حين يقرب الفجر يأتي مسلح غليظ ويفتح باب السجن بشراسة، ويُشغل السَّجان أناشيد حوثية ولا تنتهي إلا بالليل، وبين الفينة والأخرى يقومون بالصراخ "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.." الشعار الذي يرددونه دائما وعقب كل صلاة، إضافة إلى ذلك يقولون لنا كل يوم ستخرجون غداً، ثم يمضي اليوم ولا يخرج أحد، ويأتي اليوم التالي ويقول لنا كما قيل باليوم الأول وهكذا... وهذا ما أدى إلى إصابتنا بشيء من الحالة النفسية، حتى وصل أحد المعتقلين إلى محاولة الانتحار.
ومن الحروب النفسية يقول "ح-ر": "كان المسلحون الحوثيون يتقصدون إعلامنا بمنجزاتهم الميدانية، وغالبا ما يقولون لقد سيطرنا على مدينة إب و البيضاء ومنطقة كذا ووو إلخ، وهذه الأخبار كانت بالنسبة لنا جانب من الحرب النفسية، التي تعكس مستقبلاً يبدو فيه اضطهاد لنا كتيار سني وواقع بئيس سيقدم عليه مجتمعنا".
وفضلاً عن ذلك، يقول "منعنا الحوثيون من التعرض للشمس 15 يوماَ، ومنع إسعاف أي مريض، رغم تعرض بعض المعتقلين للأمراض والأوبئة".
شركاء في الانتهاكات
وفيما يتعلق بالمعتقلات التي يشرف عليها مسلحو الحوثي يكشف "ح-ر" عن معلومات جلبها إليه أحد المعتقلين الذين التقاء بهم وهو ضمن من كان يعمل مع الحوثيين، واعتقل بتهمة رفضه لبعض الأوامر
يقول: إن هناك شخصيات بارزة كانت ولا زالت تعمل في الحرس الجمهوري الذي كان يرأسه نجل الرئيس السابق علي صالح، ويدعى أبو يحيى وهو من يشارك في إدارة منازل بيت علي محسن الأحمر وحميد الأحمر التي تحولت إلى مقرات وسجون لزج كل معارضي الحوثيين، واعترف له أنه يعمل أيضا مع الحرس.
وبهذا الانكشاف، يجرنا إلى تساؤل مهم وهو: من يدير المشهد الأمني الذي بات هو الأقدر على فرض سياسة الأمر الواقع ويتحكم بصنع القرار السياسي؟ وما موقف الحكومة من الاختطافات التي تقوم بها جماعة الحوثي؟
منطق السلاح و القوة، بات هو الأقدر على صناعة القرار السياسي في اليمن، وبما أن جماعة الحوثي تمكنت من السيطرة بالقوة على مرافق الدولة فهي الآن القادرة على إدارة المؤسسات الحكومية والأمنية، وإن ظل الرئيس عبدربه في كرسي الحكم فهو أشبه بدمية تحركه جماعة الحوثي وتفرض قراراتها السياسية والأمنية.
انتكاسة سياسية
ولا يخفي هادي الواقع الذي فرضته جماعة الحوثي المسلحة، حيث أعلن منتصف نوفمبر الماضي أمام قيادات الجيش "بأن الحوثيين أصبحوا شركاء في الحكم"، وفي ذلك تمثل انتكاسة للمشهد السياسي في اليمن نتيجة لتنبي رئيس الدولة جماعة مسلحة فرضت نفسها بقوة السلاح، الأمر الذي سيفتح الباب للتمرد على سلطة الدولة كما صنع الحوثيون.
ولم يقتصر الأمر في إشراك الحوثيين في الحكم ومرافق الدولة فحسب، ولكن هناك سعي حثيث لترسيم مليشيات الحوثي في الجيش بصفة رسمية، وقد جاءت مقدمات ذلك حين أعلن وزير الدفاع اليمني نهاية نوفمبر "بأنه سيتم استيعاب ودمج مجاميع من شركائنا في العمل الوطني "الحوثيين" في القوات المسلحة والأمن لخلق التوازن الوطني المطلوب".
ويبدو أن الحوثيين الآن لا ينتظروا سوى تسليمهم "الزي العسكري" فقط، أما تحركاتهم فقط أصبحت باسم الجيش، الأمر الذي سيجعل اليمن في واقع شبيه بما حدث، ويحدث في العراق، لاسيما إذا استمر الحوثيون في تصفية الخصوم السياسيين، ومواصلة شن حروب على بعض القبائل السنية في المناطق الوسطى تحت ذريعة "الحرب على الإرهاب"، والاختطافات التي تُخَّرِج أفراداً ناقمين، وتعزز من حالة الفرز الطائفي مستقبلاً.
المصدر/أخبار اليوم
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر