الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
يمني يواجه أمير «السوابق» وعدالة ساديّة
الساعة 19:45 (الرأي برس - عربي )

موجة الغضب التي أثارها اعتداء أمير سعودي على مواطن يمني كان «تويتر» منصّتها. وتفاعل معها النشطاء السعوديون بهاشتاج «أمير-يعتدي-على-مواطن». في الوقت ذاته، كان «الفيسبوك» ساحة جدل محتدم بين النشطاء اليمنيين الذين تتوالى عليهم صور الوليمة العامرة التي أقامها العميد عسكر زعيل، بمناسبة زفاف نجله في الرياض. كرامة يمني مهدورة ولفيف من «الشرعية» يتقدمهم مستشار الرئيس هادي، وأمين عام حزب «الإصلاح» عبدالوهاب الآنسي، يتحلقون على الموائد المثقلة بـ«الكبسة» ولحم الإبل.


المغترب اليمني جمال سنان، الذي اعتدى عليه الأمير سعود بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، الضرب وكَيل الألفاظ النابية بسبب ركن سيارته أمام قصره، لم يتوجه الى مقرّ إقامة الرئيس هادي، المجرّد من الفعل، ولا نائبه الجنرال محسن الأحمر، المشغول بآفراح آل زعيل، ولم يجد وسيلة للكشف عن مظلمته سوى نشر مقطع فيديو يظهر فيه بثيابه التي لا تزال ملطخة بالدماء، مناشداً الملك السعودي وولي العهد بإنصافه باعتبار أنهم «ملوك لا يظلم عندهم أحد»، وهي عبارة يضطر فاقد الحيلة لمواساة نفسه بها.

 

عاشت العدالة
تفاعل الملك مع مظلمة المغترب اليمني، ووجه بضبط الأمير ليشعل النشطاء السعوديين وأنصار الشرعية «تويتر» و«الفيسبوك» مديحاً بعدل الملك، وإشادات بنزاهة القضاء السعودي.
لكن سيرة الأمير السعودي تكشف زيف ذلك. فهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الأمير سعود بن عبدالعزيز بن مساعد، على مغترب في بلاده، كما لم تكن هذه أول مرة يُعتقل فيها. فقد اعتُقل من قبل، بسبب اعتداء مماثل للاعتداء الذي ارتكبه في حق المغترب اليمني، ولكن على مغترب مصري.
سعود بن عبد العزيز، سبق له قتل مواطن سعودي من قبل، وسُجن على ذمة جريمة القتل. لكنه خرج من سجنه سريعاً ومن دون رضا والد المجني عليه، ونشر عدد من النشطاء في «تويتر» الوثائق الخاصة بذلك .

لدى هذا الأمير سجل حافل بالانتهاكات والجرائم، فقد ظهر قبل أشهر في مقطع فيديو وهو يركل مغترب عراقي في وجهه، ثم انقض عليه باللكمات حتى سالت الدماء.


كما ظهر في مقطع آخر وهو يعتدي على نساء سعوديات ويهددهن بمسدس ويطردهن من فلته، ويشتمهنّ بأقذع الألفاظ.


الكاتب نبيل سبيع، علق على الحادثة بقوله: «لا يحتاج مثل هذا القاتل لأمر ملكي من الملك سلمان للقبض عليه، فهذا الأمير مجرم ومن الغريب أنه خارج السجن».


مضيفاً: «مثلما خرج سعود بن عبدالعزيز بسهولة من جرائمه السابقه سيخرج بسهولة أكبر من جريمة الاعتداء على المغترب اليمني وعاشت العدالة».

حالة سادية
سلوك الأمير سعود بن مساعد، وحرصه على توثيق جرائمه ونشرها، وصفه الكاتب والناقد الدكتور صادق القاضي، بقوله إن «هذه حالة سادية متبجّحة ومقرفة، في ذاتها أولاً، ثم في سياقها السلطاني الذي يمكن مجرّم مريض كهذا من النجاة بفعلته ومعاودتها مجدداً».


بدوره تساءل الكاتب والصحفي نبيل الصوفي «ما الذي يحصل في السعودية التي اتفق في وصفها حميد الأحمر وحمد آل ثاني، قال الأول إنها تدار من غرف الإنعاش، وقال الثاني لمعمر القذافي: ستنتهي هذه الأسرة خلال 12 سنة».


ولفت إلى أن «هذا الأمير حُكم عليه بالإعدام من قبل، وأعلنت السلطات السعودية إعدامه، وتغنّى خدام البلاط بعدل السلطان سلمان، لتأتي جريمة الاعتداء على المغترب اليمني لتثبت أنهم لم يعدموه، وكأنه يعمل عداداً لقذارات آل سعود».

رزق بمذلة
من جانبه، قال الكاتب والروائي محمود ياسين: «لقد تلقى كثير من اليمنيين هذا الشكل من الإذلال على أيدي ضباط وتجار وكفلاء سعوديين قبل زمن التصوير، وأمضوا أيامهم متأبطين قهرهم من دون أن يسمع نشيجهم أحد، وفي كل مرة يبتلعون إنكساراتهم كما يفعل عاثرو الحظ مَن قُدّر لهم أن يكونوا مواطنين من جوار المملكة».


وأكّد أن «السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يقايض غربتك بإنسانيتك ورزقك بالمذلات... إنها الديكتاتورية الوحيدة في العالم التي تمعن في إذلالك حتى وأنت تسبّح بحمد الملك».

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص