الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عدن «تكبح» فرحتها بالعيد: المعاناة فوق كل شيء
الساعة 23:32 (الرأي برس - متابعات)

تودع مدينة عدن شهر رمضان وسط حالة من البؤس والحرمان تحاصر سكانها، الذين تعبوا من الشكوى من تدهور انقطاع التيار الكهربائي والغلاء الفاحش الذي تمدد ليشمل ملابس وحاجيات العيد، مجسداً صورة أخرى من صور عجز السلطات المحلية التابعة للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عن الإيفاء بالالتزام بوعودها المتكررة في إنهاء أزمة الكهرباء، وتأهيل البنى التحتية، وضبط المتلاعبين بالأسعار.


بنبرة تملؤها الحسرة والألم تحدث، إلى «العربي»، الحاج أبو عصام، من أبناء مدينة كريتر، قائلاً: «هذا الشهر للأسف تعرضنا لعقاب جماعي لم يفرق بين أحد، الكبار والصغار، الأطفال والنساء، المرضى والعجزة، كلنا، أبناء عدن وسكانها، اكتوينا بصيف حار وكهرباء غير موجودة إلا في وسائل إعلام الشرعية، والغلاء لم يترك أمامنا مجالاً لالتقاط الأنفاس في رحلة الإعداد للعيد».
تروي أم أحمد، التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً، بدورها، معاناة أحد أقاربها الكبار في السن مع الصيف الحالي، نظراً لإصابته بمرض السكري، وتؤكد أن ما يمتلكه أبناؤه من نقود يصرفونه على علاجه الباهظ الثمن، وأن الفرحة باستقبال العيد أصبحت جزءاً من الماضي البعيد.


في أسواق عدن لسان حال جميع من التقينا بهم يدور في فلك كلمات منتقدة ظاهرة ارتفاع أسعار الملابس التي تضاعفت تزامناً مع قدوم عيد الفطر، وفي ظل عدم صرف الرواتب المتأخرة لموظفي القطاع الحكومي منذ أشهر.


أم علاء، من سكان مديرية المنصورة عدن، وهي ربة منزل، تجزم أن ارتفاع أسعار الملابس في عدن لم تشهده المدينة من قبل إطلاقاً، ما جعلها تصرف النظر عن شراء الملابس من المحال التجارية العادية، والاكتفاء بالمناسب من البسطات (المفارش الواقعة علی الطريق)، كون أسعارها أقل من ما يباع في المحال التجارية رغم رداءة المنتجات فيها. وتشير أم علاء إلى أن سعر البنطلون للأطفال وصل إلی أسعار خيالية، مرتفعاً من 8 آلاف ريال إلی 10 آلاف ريال، بينما كنا نشتريه في عيد العام الماضي بحوالي 4 آلاف ريال، وسعر القميص ارتفع عن العام الماضي من 2500 ريال إلی 5000 ريال، وكذا أحذية الأطفال كنا نأخذها بـ2000 ريال، ووصل سعرها إلى ما بين 4000 و5000 ريال.


الغلاء الفاحش تمدد ليشمل ملابس وحاجيات العيد

المواطن، صلاح سعيد، متقاعد مدني، يلفت، من جهته، إلى «(أننا) استلمنا معاشاتنا بعد طول انتظار وإهانات عانيناها في مراكز البريد، والآن لا نعرف كيف نتصرف بها، ونحن أواخر هذا الشهر الفضيل، هل ندفع ما علينا من ديون بسبب تأخير رواتبنا أم نتسوق بها لشراء ملابس أطفالنا بمناسبة عيد الفطر؟! وبالمناسبة هي لا تكفي هذا أو ذاك، وارتفاع الأسعار طال كل شي حتی أسعار اللحوم التي لا نستطيع أن نراها في أطباق الطعام في منازلنا إلا من العيد للعيد، حتى أصبحنا لا نستطيع شراءها في العيد».


المهندس أيمن زيد الكلدي، عضو قيادي في «مجلس المقاومة الجنوبية» في عدن، يقول في شأن المعاناة: «طبعاً هذه الأيام تصادف الذكرى الثانية لملحمة تحرير خور مكسر وتحرير باقي مديريات عدن من أيادي الإحتلال اليمني»، وفي يوم الـ27 من رمضان «توجت المقاومة الجنوبية بعدن صمودها الأسطوري في هذه الحرب الهمجية، وأصبح الكل يحلم بغد أفضل في ظل دولتهم الجنوبية الخالية من براثن الفساد والفاسدين وإعادة الخدمات ومتطلبات الحياة الكريمة». يصمت قليلاً قبل أن يضيف: «لكن ها نحن اليوم، وبعد كل هذه التضحيات، تمر على عدن وباقي المحافظات الجنوبية أسوأ الأيام، فلا خدمات (كهرباء ومياه) متوفرة، ولا معاشات للموظفين، ولا رعاية لأسر الشهداء والجرحى، وكأنهم يعاقبوننا عقاباً جماعياً لما حققناه من انتصارات»، محملاً المسؤولية «حكومة الفساد والفاسدين الذين أعادوا تدويرهم بسلطة الشرعية دون حياء أو خجل أو خوف من الله».


من جانبه، يقول الإعلامي الجنوبي، خالد أحمد سيف: «في مثل هذه الأيام المباركة من قبل سنتين كنا نخوض حرباً ضروساً لتحرير مدينة عدن من الإحتلال الحوثي العفاشي مدافعين عن ديننا وأرضنا وعرضنا، وانتصرنا بفضل من الله وبسالة رجال المقاومة الجنوبية». ويتابع: «اليوم وبعد مرور سنتين من الإنتصار، زادت أوضاع الناس سوءاً، فأصبحنا في أمس الحاجة لأبسط الخدمات الحياتية الضرورية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة، ناهيك عن الإرتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الحياتية الأخرى، دون أن تحرك الحكومة أو السلطة المحلية ساكناً للحد من معاناة المواطنين»، مؤكداً «(أننا) أصبحنا نعيش حلقات مفرغة من الأزمات اليومية». ويزيد: «ما زاد الطين بلّة أننا إلى اليوم بدون قانون أو سلطة قضائية تحل النزاعات وتحق الحق لأهله».

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص