الخميس 21 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نادية هزاع: قناة «عدن»... خارج السياق
الساعة 00:05 (الرأي برس - عربي )

ترى المخرجة والإعلامية، نادية هزاع، أن قناة «عدن»، التي تبث من السعودية، لا تناقش هموم عدن وقضاياها وما تعانيه من إهمال رسمي، لهذا فهي «لا تعني عدن ولا أهلها، وهي لا تزال خارج السياق». نادية هزاع، وهي أول امرأة تتولى منصب مدير عام البرامج منذ تأسيس تلفزيون «عدن»، تتحدث، في حوار luih  عن رؤيتها عن البرامج «اليوتيوبية» التي تُبثّ على الإنترنت، ورأيها في استغناء بعض الإذاعات والقنوات اليمنية عن وظيفة المخرج. كما تتحدث عن مسيرتها الإبداعية في الإخراج التلفزيوني لسنين عديدة.


إرتبط اسم نادية هزاع، في ذاكرة المشاهد اليمني، ببرامج عديدة أهمها «فرسان الميدان». حدثينا عن تجربتك في ذلك البرنامج؟
كثيرة هي البرامج التي اشتغلتها، وجلها كانت محل تقدير وامتنان من قبل جمهرة المشاهدين في القناتين: «صنعاء» و«عدن»، ولكن ظل «فرسان الميدان» مع الزميل العزيز المرحوم، يحي علاو، مميزاً، نظراً لعرضه في شهر رمضان المبارك، وميزانيته الكبيرة كانت تؤهله للنجاح والتميز والانتشار، إضافة إلى أنه غطى تقريباً كل اليمن بتنوع فقراته ومواضيعه، ولامس كثيراً من حاجات الناس وهمومهم، وأخذ بيد الكثيرين من المحتاجين الذي كان يستهدفهم البرنامج بدرجة رئيسية، إضافة إلى القدرات الخاصة التي ميزت معد ومقدم البرنامج، العزيز يحي علاو، رحمة الله تغشاه.


حدثينا عن نادية هزاع المولد والنشأة؟ وهل كان الإعلام هو المجال الذي كانت تحلم المخرجة نادية هزاع بدخوله؟
ميلادي ودراستي كانا في عدن. وكثيرة هي المجالات التي تمنيتها في صغري، لكن الإعلام كان هو المحطة التي استقرت فيها سفينة أحلامي، وتحديداً التلفزيون، الذي كانت إطلالتي الأولى فيه كمذيعة مشاركة في برنامج «مجلة التلفزيون» مع شريك عمري، محمد عبد الرحمن، وبمعية الأستاذ القدير، علوي السقاف، رحمة الله تغشاه، الذي تعلمنا منه الكثير، ولكن هذه الإطلالة لم تستمر طويلاً، حيث كان الإخراج هو غايتي وطريقي الذي استمر سيري بين دهاليزه الى أن وصلت إلى مديرة عام البرامج في قناة «عدن» في العام 2013، وكان قراراً استثنائياً، حيث أنني أول امرأة يمنية تتولى هذا المنصب منذ تأسيس قناة «عدن»، وبذلك القرار بدأ مشواري مع العمل الإشرافي.


تنقلت في العمل ما بين قناتي «صنعاء» و«عدن»، برأيك هل هناك أفضلية من نواح معينة ما بين القناتين في تلك الفترة؟ وهل كان للسياسة علاقة بذلك التمايز إن وجد؟
لم أنتقل بإرادتي، ولكن كانت ظروف التحاق زوجي بقناة «صنعاء» بعد الوحدة، وكان من الطبيعي أن أكون معه، وكانت بدايتنا مع بعض في برنامج «مجلة التلفزيون» الذي استمر عرضه عشر سنوات تقريباً، وكان هو البرنامج الذي فتح الآفاق أمامي للانطلاق نحو جملة من البرامج المتميزة جماهيرياً ومع العديد من الزملاء المعدين في القناة.
العمل الإبداعي لا يمكن له الإستقامة والنجاح دون رؤية المخرج ولمساته الفنية

ما هي البرامج التي تفخر نادية هزاع بإخراجها؟
كثيرة هي البرامج التي تشرفت بتقديمها، وكما أسلفت فـ«مجلة التلفزيون» كان علامة فارقة في حياتي، ونقطة انطلاق للمشاهدين في كل اليمن، ومن ثم اشتغلت برامج منوعات عديدة من أهمها «طوف وشوف» وبرنامج «كوكتيل» و«عالم موسيقى» و«المجلة الإقتصادية» لقناة «عدن». وعند انتقالي إلى صنعاء، اشتغلت برنامج «مجلة التلفزيون» على مدى عشر سنوات، وبرنامج «كلمات ومعاني» مع الزميل عبد الحكيم الحمادي، وبرنامج «أوراق» مع الزميل بسام عبد المحمود، وسهرات فنية عديدة، وبرنامج «صدى القوافي» و«مرايا» مع الزميل جميل عز الدين، وبرنامج «البث المفتوح» و«آخر الأسبوع» ومسابقة «سباق الأوائل» مع الزميل عادل الزبيري، والمسابقة العامة (سباق النجوم) مع الزميل نادر أمين، وبرنامج «شبابيك» مع الزميلة سونيا مريسي، وبرنامج «طائر السعد» مع المذيع والمعد التلفزيوني، محمد عبد الرحمن، وغيرها كثير، مع تسجيل عدد من السهرات الفنية المتنوعة للعديد من الفنانين اليمنيين والعرب، ومنهم فنان العرب، محمد عبده، وأيضاً برنامج «نفش في الذاكرة» الذي تم تسجيله في جمهورية مصر العربية، مع عدد من القيادات العسكرية التي شاركت في ثورة اليمن، وبرنامجي «الموسوعة العلمية» و«فرسان الميدان» مع الزميل الراحل والمتميز يحي علاو.


معظم الإذاعات والفضائيات الخاصة في اليمن استغنت عن المخرج في برامجها، مستبدلة إياه باستخدام تقنيات تعتقد أنها تغني عن وجود المخرج، ما رأيك؟
في المستقبل المنظور، من الصعب جداً الإستغناء عن المخرج، لأن المخرج التلفزيوني ليس تكتيكاً فقط ولكنه رؤية. العمل الإبداعي لا يمكن له الإستقامة والنجاح دون رؤية المخرج ولمساته الفنية، إلا إذا استثنينا برامج الـ«يوتيوب» لأنها تعتمد اعتماداً كلياً على القفشات وبعض الحوارات أو التجارب الذاتية للأشخاص، أما غير ذلك فسيظل المخرج هو عماد المادة الفنية والإبداعية، وخاصة على الشاشة الصغيرة والكبيرة.


هناك ثلاث قنوات فضائية تحمل اسم «عدن»: قناة كانت تبث من الرياض واليوم من عدن، وأخرى تبث من صنعاء، الأمر الذي شتت كوادر القناة، كيف تعاملتم مع هذه الإشكالية؟
للأسف قناة «عدن» الرسمية توقفت منذ بداية الأحداث في العام 2015، وإلى اليوم لا زالت خارج السياق، وما يُبثّ من استديوهات السعودية (جدة) برامج لا تمثل في الأساس عدن، ولا ما يحدث فيها من تغييرات، ولا علاقه لي بها ولا بما تقدمه، وحتى الكادر الذي يعمل فيها أغلبه من الأشقاء السعوديين والمصريين، إذا استثنينا المشرفين على بعض شؤونها الإخبارية والبرامجية. وقناة «عدن» التي تبث من جدة، للأسف، لا تناقش هموم وقضايا عدن وما تعانيه في هذه الظروف من إهمال رسمي، لهذا، هي لا تعني عدن ولا أهلها. أتمنى أن يعود بث قناة «عدن» إلى حضنها الأساسي، وموئل انطلاقتها الأولى، عدن، وتحديداً مدينة الجمال والانتعاش الإقتصادي: التواهي.


نادية هزاع، المخرجة وعضو لجنة التحكيم في برامج مسابقات ومهرجانات محلية للأفلام الوثائقية... حدثينا عن تجربتك في هذا المجال؟
من خلال مشاركاتي العديدة في فعاليات اتحاد الإذاعات العربية في تونس ممثلة لقناة «عدن»، تم اختياري ضمن لجان التحكيم والإشراف على العديد من البرامج التلفزيونية المشاركة في المسابقة، والتي تمثل عدداً من التلفزيونات العربية. وهذه التجربة أفادتني كثيراً، وسمحت لي بالاطلاع على تجارب الأشقاء، وتحديد مستويات إنتاجهم لجملة من الأفكار والبرامج بتنوع ثقافات الأشقاء وإبداعاتهم، والمستوى الذي وصلوا إليه في عالم الإنتاج البرامجي والتلفزيوني.


في الآونة الأخيرة، ازدهرت برامج الـ«يوتيوب» محلياً وعربياً على شبكة الإنترنت، إلى أي مدى تشجعين تجربة إخراج البرامج «اليوتيوبية»؟
إنطلاقة جديدة، وأسلوب إبداعي متميز يختزل الكثير من الجهد والمال، وفكرة لاقت الكثير من المتابعة والتشجيع، وهناك العديد من البرامج المتميزة على هذه الوسيلة. وقد كانت لي تجربة في هذا المجال بدأتها في القاهرة لقناة «العربية السعيدة» بمعية شريك العمر، محمد عبد الرحمن، والشاب المتميز، إبراهيم أحمد شعبين. وقد عملنا على إنتاج عدد من البرامج بحول الله نتمنى انطلاقتها قريباً، وسيكون لهذه البرامج مساحة من المتابعة والتقدير لأنها تُعنى بالشأن اليمني بتنوع حضارته وثقافته وتاريخه.


ماذا عن الحياة الشخصية للمخرجة ناديه هزاع؟ وهل استطعتي التوفيق بين الأسرة والعمل؟
حياتي كحياة الكثيرين من الذين يشتغلون في مجال الإعلام. إنسانة أكثر من عادية، متواضعة ومحبة للجميع، وأتمنى التوفيق والنجاح لكل زملائي وزميلاتي. وبالنسبة للتنسيق بين عملي وظروفي العائلية، فاشتغال زوجي في ذات الحقل يسر لي الكثير من الأمور، وبتعاوننا المشترك تجاوزنا الكثير من المعضلات والعوائق، والحمد لله حققنا معاً النجاح الذي نتمناه، والحضور المشترك على المشهد الإعلامي على مدى سنوات العمل الجميل والطويل بحول الله.


 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص