الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عَطَشٌ - خالد لحميدي
الساعة 14:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


على جمر الصبر وعقارب الوقت تنام روحي مسهَّدة للّقاء ..
أنتظر كثيراً ليأتي صوته وقد نام الليلُ حولي ؛ فأجمّل لحظات وقتي بتراتيل بوحه , وأحتضنه برغبةٍ واشتهاء ..
يُطفئُ بداخلي حرائق الشغف وليالي الانتظار ..
ذات ليلةٍ قلتُ له :
- أود أن تمنحَني صدرك كي أغفو عليه وأنام ، وأترك سفني في مياهك تذهب بي كيفما تشاء ..
فلترأف بي قليلاً , فحين اهتديتُ إليك صار فرحي لا يتَّسع له مدى . 
أحقاً بعد كل هذا العمر والأمنيات العقيمة ، أجد صوتاً يُخرِجُني من مضايق حزني ، وأرى عمري الذي أضعته بين براثن كهلٍ لا يجيد سوى شيءٍ واحدٍ , وينزوي خلف رجولةِ كابئة ..؟! 
لستُ في حاجةٍ لشيءٍ ، سوى رجلٍ يأخذني من يدي ويطير بي , يلوّن حلمي بزخّات مطره ، وانهمارات دفئه ، وأنفاسه العابقة باللذة والاشتهاء ..
هو أنتَ , رغم شُحّ كلِماتك ، تَظل مفرداتك وجُملك تشعلني ، فأموت عشقاً ولهباً .
أتُرى بماذا يُخبرك قلبك ويُحدّثك عنّي ..؟
أعترف باندفاعاتي وحماقاتي الكثيرة ..
لا أعي شيئاً مما أرتكبه تجاهك , وأجد يدي تطلب رقمك , لا أفكر حينها في شيءٍ سوى صوتك وهو الأهم من كل شيء ..
ولتثق جيداً أنِّي لستُ ممن تهِبُ روحَها لكلِّ قادم سواك , حين عصفت زوابعك بأعلام قلاعي , وتفجّرت ينابيع أرضي حُباً وولهاً لا ينتهي ..
لن أسامح من تسبّب في قتلي باسم الطهر , وبروتوكول القبيلة ، وأماتني لينسى كوابيس وهمه ، ولم ينظر لحظة نحو ملكوت السماء .!
هدأت براكين خوفي وغضبي ، حين قلت لي :
أميرتي .. لكِ ذلك وأكثر .. 
فقلت لك :
مليكي .. أنتظرُ مرورَ أحصنتك وموكب ركبك ، لأنظر الدربَ ، وتأتي في غفلة من كتائب العسس ..
كنت في أوج توجساتك وقلقك ، والجوع يضرب شتاءات ليلي ..
فأُطمئنك ، بخلو مملكتي من الغرباء .. 
فلتلبسني ثيابي ، وتاج مُلكي بيديك , ونحتفل بعيد الجلوس على العرش بعد عمر من العذاب , فغرف القلب مشرعة كي تطأها قدماك ، ونطوف معاً طواف اللقاء ..
أفتقدك كثيراً , وذبذبات صوتك تأتي متقطعة ..
فأقول لك :
لا تخفْ , سنكمل ما بدأنا به ..
فتُجيبني نعم ..
فأوضِّح لك بشجنٍ : 
الآن صوتك أكثر عذوبة ونقاء ..
فتصمت وباستحياءٍ تجيب :
فليذهبْ عنكِ شبحك الكهل ، لنزفَّ النورَ دون خوف أو حياء .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً