الاربعاء 13 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الاثنين 4 نوفمبر 2024
موسى العيزقي: دَعونا للسلام فووجِهنا بالعنف
الساعة 21:19 (الرأي برس - عربي )

نفى رئيس حركة «رفض»، موسى العيزقي، أي علاقة للحركة بـ«مؤتمر الرياض» أو تأييدها العنف في الداخل والخارج، واتهم حزب «الإصلاح»، وما وصفها بـ«الأحزاب الكرتونية»، بمصادرة مكاسب الشباب اليمني في الثورات منذ صيف 2011. وأكد العيزقي، في مقابلة مع «العربي»، أن تلك الأحزاب صادرت جهود حركة «رفض»، وسرقت جهود شبابها، وعملت على اختراقها من الداخل، وجرّها إلى حيث تلتقي مصالح تلك الأحزاب بعيداً عن مبادئها وأهدافها المؤيدة للسلام.


كيف جاءت فكرة تأسيس الحركة؟
«رفض» هي حركة شبابية تأسست عقب دخول حركة «أنصار الله» إلى مدينة إب، وتحديداً عندما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي القبائل وعناصر من «أنصار الله» في أكتوبر من العام 2014.
كنا كشباب ناشط ومستقل نرى ضرورة وجود صوت رافض للعنف والزج بالمدينة في أتون الفوضى والاحتراب، فعملنا على تأسيس «رفض»، والتي تعود فكرتها الأساسية إلى العام 2011، وهي امتداد لـ«ائتلاف شباب اليمن الوطني الحر» الذي تم تأسيسه في 2011 في ساحة الحرية في محافظة إب، أحد مكونات الشباب المستقل المتجرّد من الحزبية، والمتحرّر من التبعية لأي طرف سياسي.


أسست الحركة في محافظة إب، وبدأت نشاطها من مدينة إب، ومع تسارع الأحداث وارتفاع صوت الحركة، تواصل معنا بعض الأصدقاء الذين كنا نثق بهم، وباستقلاليتهم، وأرادوا استنساخ الحركة في صنعاء وتعز وبعض المحافظات، ووافقنا على ذلك بشرط أن يكون قيادات أو ممثلو الحركة من الشباب المشهود لهم بالوطنية واﻻستقلالية، وكان شرطنا الأساسي لمن أراد الإنضمام إلى حركة «رفض» التجرّد من الحزبية تماماً.


ما الهدف الرئيسي للحركة؟
حركة «رفض» حققت معظم أهدافها التي أنشئت من أجلها، وأهمها خلق وعي مجتمعي رافض لفكرة العنف بكل صوره وأشكاله، وتحريك الشارع من خلال قيادة المئات من المسيرات والمظاهرات، وكذلك كسر حاجز الخوف لدى الناس من مواجهة الجماعات المسلحة سلمياً.
ولكن انحرف مسار الصراع من سياسي إلى عسكري، ما الصعوبات التي واجهتكم؟
واجهتنا صعوبات ومعوقات كبيرة، أهمها العنف الممنهج الذي تعرضنا له، والذي وصل إلى حد الإستهداف المباشر لعدد من كوادرنا، والتهجير القسري خارج البلاد لنا. وبعد انحراف مسار الأحداث في البلاد، وانتقال الأوضاع من الحل السياسي إلى الحل العسكري تم إيقاف أنشطتها حفاظاً على سلامة وأرواح الناس.


ما علاقة «رفض» بحرب «الإصلاح» الذي اهتم كثيراً بنشاطها؟
هذا غير صحيح، فحركة «رفض» لا تتبع أي طرف من أطراف الصراع لاسيما حزب «الإصلاح»، كل ما في الأمر أن الحزب يقدم نفسه كوصي على الشباب وحاضن لثورتهم منذ 2011، وما حصل معنا في «الإصلاح» هو تعاطف إعلامي لا أكثر، ولم يكن من «الإصلاح» فقط بل من جهات عدة، وأتذكر أن وسائل إعلام «المؤتمر» كانت تغطي أخبار «رفض» لحظة بلحظة، ولم نطلب من إعلام «الإصلاح» ولا من أي وسيلة أخرى التفاعل معنا. عدالة مطالبنا المتمثلة في رفض العنف بكل صوره وأشكاله، وتجنيب البلاد ويلات الحرب والاقتتال، هي من دفعت وسائل الإعلام المؤمنة بالعمل المدني السلمي إلى متابعة تحركاتنا.'


العيزقي: حركة «رفض» لا تتبع أي طرف من أطراف الصراع لاسيما «الإصلاح»

لكن هناك من كان يتحدث باسم الحركة غير رئيس الحركة وقيادتها؟
كانت أهداف ومبادئ الحركة أحد أهم أسباب انتشارها بشكل كبير في مختلف ربوع اليمن بشكل فاق توقعاتنا، ولذلك كان من الصعب علينا السيطرة إعلامياً على بعض المواقف، فكنا نصدر بيانات توضح عدم مسؤوليتنا عن ما يصدر باسمنا، في بعض وسائل الإعلام الحزبية، وما كان ينتشر في الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة هو المعبّر عنها. أما ما ينشر عن «رفض» في مواقع أو قنوات معروف توجهها فهو لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد.


هل نفذ عناصر الحركة الحزبيون شرط الإستقلالية عن أي مؤثرات من الأحزاب التي ينتمون إليها؟
في البداية نعم... تجرّد الكثير منهم تماماً عن حزبيتهم، وعملنا كفريق واحد مستقل، إلا أن من كلفناهم بالتنسيق والاعداد لانتخابات داخلية للحركة بهدف اختيار قيادات ومنسقيات للحركة في المحافظات فاجأونا بمخالفة ذلك باختيارهم أشخاصاً معروفاً انتماؤهم الحزبي، ﻻسيّما في صنعاء، فكان لنا موقف وقتها. كنا حريصين على أن لا نؤثر على نشاط الحركة وقتها لأن هدفنا كان أكبر، فحاولنا تحمل تلك النتائج، لكن هناك من ذهب بعيداً عن الهدف الأساسي للحركة وعمل على حرف مسارها وإدخال شباب متحزبين وآخرين بغرض تحقيق مصالح خاصة، فوجدوا فيها مغنماً كبيراً وباباً للاسترزاق، من فندق إلى فندق... ومثل هؤﻻء أساؤوا للحركة ولأهدافها العظيمة ورسالتها السامية.


في البداية أعلنت الحركة موافقتها على الحملة العسكرية التي يشنها «التحالف» على اليمن... ما حقيقة ما حصل؟
لا يمكن لحركة ترفض العنف أن توافق على الحملة العسكرية، ولم يكن لنا أي علاقة في حركة «رفض» بمؤتمر الرياض، وكل ما في الأمر أن هناك من وظف الحركة لصالحه الشخصي، لا سيما بعض أعضائنا الذين دخلوا إلى السعودية للمشاركة في ما كان يعرف بـ«مؤتمر الرياض»، فقدموا أنفسهم على أنهم مؤسسون للحركة وقياداتها، وأذكر هنا ناشطة في تعز وزوجها، ﻻ علاقة لهما بالحركة ﻻ من قريب وﻻ من بعيد، وتورطوا باستلام أموال من جهات خارجية أثبتتها التحقيقات التي أجريناها، وهي مبالغ خيالية، وتم وقتها نفي صلة مثل هؤلاء بالحركة.'


طيب، ما موقف «رفض»، اليوم، من الحملة العسكرية التي يشنها «التحالف» على اليمن ومن الحرب الداخلية؟
باعتقادي، لا يوجد يمني محب لوطنه يرضى أن يراه مدمراً بالشكل المؤلم الذي نراه اليوم، سواء كان هذا التدمير داخلياً أو خارجياً. المواطن هو الضحية في الأول والأخير، وهو من يدفع الثمن غالياً، أما المطبلون للحرب فهم تجار حروب وكائنات طفيلية ﻻ تستطيع العيش والبقاء إﻻ في ظل الفوضى وحالة اللااستقرار واللا دولة. نحن في حركة «رفض» نرفض الحرب، وندعو لإيقافها وإنهاء كل الأسباب التي أدّت إلى اندلاعها.


ظهرت خلال الفترة الماضية بعض الحركات التي تدعو للعنف وادعت ارتباطها بـ«رفض» أو أنها امتداد لها؟
«رفض» هي حركة رافضة للعنف بكل صوره وأشكاله، وداعية للسلام الذي ينشده المواطن اليمني العصامي في كل شبر من أرض الوطن. هناك فهم خاطئ، ونظرة قاصرة لدى البعض حول «رفض» وبأنها تدعو للعنف وتحرض على الحرب، حتى قيل إن حركة ما يسمى بـ«أحرار صنعاء» هي نفسها حركة «رفض»، وهذا غير صحيح، فكيف لمن يحمل الرفض اسماً له أن يحرض على العنف؟


كيف تعاملت معكم الجهات الأمنية التابعة لـ«أنصار الله» و«المؤتمر»؟
بالنسبة لسلطة الأمر الواقع، كما يحلو للبعض تسميتها، تعاملوا معنا على أساس أنهم المستهدفون من قبلنا، واجهوا مظاهراتنا السلمية الرافضة للعنف والداعية للسلام بعنف مفرط، فُقتل عدد من أعضائنا، وسُجن الكثير من نشطائنا، وأنا أول من اختطف وسجن وهجرت قسرياً عن أهلي وبلدي، ولا زلت مشرداً حتى اليوم.


اتهمتم في السابق الأحزاب بسرقة جهود شباب الحركة، ماذا تقصدون بذلك؟
نحن كشباب بشكل عام تمت سرقة جهودنا وتضحياتنا من قبل الأحزاب الكرتونية، ابتداءً بسرقة ما كان يعرف بـ«أحزاب اللقاء المشترك» في العام 2011، ثورة الشباب السلمية، وصولاً إلى التفاف بقايا هذا الكيان المترهل على تضحيات «شباب رفض» في العام 2014، وسعيه إلى اختطاف «رفض» من قبل بعض نشطاء الأحزاب لتوظيفها لغايات شخصية.


هل تذكرون لنا الإنتهاكات التي تعرّضت لها الحركة؟
نعم، هناك الكثير من المضايقات التي تعرضنا لها على خلفية قيادتنا لحركة «رفض» الشبابية. تعرضت لعملية اختطاف في 28/12/ 2014 أثناء عودتي من تعز مع قيادة «رفض» لتدشين منسقية للحركة هناك، وذلك بعد أن تعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة قبل هذا التاريخ بأسبوع، وبعدها تلقيت رسائل تهديد بالقتل والتصفية الجسدية، بالإضافة إلى مذكرة تداولها وسائل الإعلام تفيد بمطالبتي من قبل «أنصار الله»، ولست متأكداً من حقيقة هذه المذكرة.


واستمر اختطافي لأكثر من 10 ساعات تعرّضت خلالها للتحقيق والإرهاب النفسي، وخرجت على أساس أنني لن أعود إلى ممارسة نشاطي السياسي والصحافي والحقوقي، وإلا سأدفع ثمن ذلك حياتي. وفعلاً توقفت عن العمل في الحركة لفترة، وأبلغت الشباب بأنني سأعلق نشاطي، وحاولت ألا أثبط من معنوياتهم وحماسهم، وقدمت لهم بعض الأعذار الواهية. كما تعرّض أمين عام الحركة للسجن قرابة 3 أشهر، بالإضافة إلى تعرض العديد من قيادات الحركة للاستهداف.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً