الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
السكوت ليس علامة الرضا - مسعود عمشوش
الساعة 12:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


في البداية جاءت الكلمة لتكسر الصمت. وفي الغالب السكوت ليس علامة الرضا.
صحيح أن للكلمات وزنا كبيرا في فهم رسالة المتكلم، لكن التجارب تبيّن أن هناك دورا مهما للمسكوت عنه وغير اللفظي في مضمون الخطاب الكلامي كما هو الحال في الخطاب الكتابي، الذي يفترض أن نقرأ دائما بين السطور. واليوم ما أكثر المناورين بالكلام والصمت!

 

ويرى بعض الباحثين أن نسبة أهمية الكلمات في مضمون الخطاب لا تتجاوز 10٪، بينما تبلغ نسبة طريقة النطق ونبرة الصوت 40٪، ونسبة 50% الباقية من نصيب المواقف السابقة والإيماءات وتعابير الوجه والنظرات. 
 

وفي كثير من حالات التواصل اللغوي نرد على الشخص الذي يكلمنا دون أن نستمع إلى كلماته التي نعتقد أنها لا تعبر حقا عما يريد أن يقوله فعلا. ونكتفي بتأويل قصده أو ما نعتقد أنه يريد قوله من خلال ملامحه وشكله ومشاعره ومواقفه السابقة والسياق. إننا نكتفي بالاستماع للمسكوت عنه.
 

ويقال إن تعبيرات الوجه تساوي في بعض الحالات ألف كلمة، وتفصح أكثر عما يدور في خلد المتكلم ولا يتجرأ قوله، ويسكت عنه.
 

لهذا، عند الاستماع لمتحدثٍ ما علينا أن نستمع له بأعيننا أكثر من أذنينا. فالعين ينصت. والصمت يقول أشياء كثيرة. ومثلما علينا أن نقرأ بين السطور علينا أن نتعلم الاستماع إلى غير المسموع، المسكوت عنه.
 

وفي كثير من الأحيان يغلبنا صمت الآخر أكثر من كلامه.
وقديما تحدّث كل من أفلوطين وجلال الدين الرومي عن "الخطاب الصامت"، وأكدا أن هناك موجات صوتيه وفوق صوتية صادرة عن الروح والقلب والعقل العاقل، وعلينا "تنظيف أذننا الداخلية لنستطيع سماعها وإدراكها"، من خلال الحدس، والجرس الداخلي المغروس في الروح والقلب والعقل العاقل، وحدقة العين والأذن الداخلية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً