الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حلوى الشعوبية - حامد الفقيه
الساعة 12:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


يحد صوته ويرفعه : " أهل الرضاء والقبول هم أهل الأيمان ... أهل الرضاء, هم أهل قيام الليل والذكر والاستغفار ...". حينها كنت قادماً من منزلي لحضور صلاة الجمعة, فسمعت قرع قدمي جارة الخطيب الصارخ في منبره ( رضا ) لازلت تحمل على رأسها ( صحون الشعوبية ) وقد وزعتها على بقالات الحارة وفي يديها أوراق متهالكة ثمن شعوبية يوم أمس ... رضا لا تصلي, ولا تقوم الليل, أمية لا تقرأ القرآن .... لكن تحت ظل صحون شعوبيتها يستظل أربعة أرواح هم تركة جبر زوجها الذي كسر إطار حلمها بوقع حمله الثقيل على بروازها الجميل .. فجراً توزع صحونها بانتظار شمساً تعكس ظل رزق أطفالها. ومنذ منتصف النهار وحتى قرب أصيل الليل تجمع ظلاً فاتت شمسه .. أحرقتني حدة خطواتها الحنقة من ظل الجمعة الذي بين يديها وهي تعدها ولا تكاد تبلغ مائة وخمسون ريالا لا تكاد تشبع فرد من بنوها المتضاغون جوعا, تعرض بوجهها عن صوت الخطيب وتتلاشى كلماته في أذنيها بتباعدها عن المسجد . أما أنا في المسجد فلم تهدأ روحي عن تساؤلها : أما تستحق رضا الرضوان من الله .. أو لن تكون رضا سعيدة عنده وقد شقيت في دنياها ؟؟. خرجت الأرواح من المسجد وقد دخلت تنشد الراحة أما روحي فما زالت في شقائها حائرة تتلمس لـ (رضا ) سبيلا للرضاء والسعادة . جررت روحي المثقلة من باب المسجد حتى خارجه, وعلى مرآة سيارة الخطيب الفخمة ندت ابتسامة من وجهي المهموم وقد تسللت إلى روحي خيوط ارتياح .. وعرفت لمن تكون السعادة والرضا ومازالت عيني تتنقل بين مرايا سيارة الخطيب وخطوات رضا الحنقة التي لم ولن تجف.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص