عاد وباء الكوليرا إلى العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بوتيرة عالية، ليتهدد حياة من لم تطله نيران الحرب. الوباء الذي أودى بحياة العشرات في شهر أكتوبر الماضي، أصاب قرابة الـ 500 يمني خلال الـ48 ساعة الماضية، وهو ما أثار حالة هلع في أوساط المجتمع اليمني، الذي بات يتخوّف من مخاطر الكوليرا متجاهلاً الحرب وتداعياتها.

نفص في الدواء
وزارة الصحة العامة في حكومة «الإنقاذ الوطني» كشفت، يوم الخميس الماضي، أن غرفة عمليات الأوبئة الخاصة بالوزارة سجلت يوم الاربعاء الماضي، ما يزيد عن 300 حالات اشتباه معظمها في أمانة العاصمة، إلى جانب بلاغات من محافظات صنعاء، حجة، إب، ذمار، الضالع، المحويت، البيضاء، والجوف، وأشارت إلى أن هناك 95 عينة في المختبر المركزي ستظهر نتائجها خلال 48 ساعة القادمة.

وأعلنت الوزارة تخصيص خمسة مراكز في العاصمة صنعاء لاستقبال حالات الإصابة بالإسهالات المائية والحادة ومنها الكوليرا، ودعت في بلاغ صادر عنها، مواطني العاصمة لنقل المشبه بإصابتهم بالكوليرا إلى مجمع «أزال الطبي» في منطقة نقم ومجمع «22 مايو» في مذبح ومركز «بن حيان» والمستشفى «الجمهوري التعليمي» ومستشفى «السبعين».

إلا أن تلك المراكز التي خُصّصت لاستقبال المصابين بالكوليرا، تعاني من نقص المستلزمات الطبية والمحاليل المطلوبة لمكافح الوباء.

تسجيل 4 حالات وفاة حتى الآن في صنعاء وحجة

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت في 19 أكتوبر الماضي، حاجة اليمن إلى أكثر من 22 مليون دولار لمكافحة الكوليرا.

يذكر أن الوزارة سبق لها أن حذّرت مطلع العام الجاري من ظهور وباء الكوليرا في عدد من المحافظات مع دخول فصل الصيف وموسم الأمطار.

تسجيل وفيات
مصدر طبي في المستشفي «الجمهوري» في صنعاء، والذي يعد من كبريات المشافي الحكومية، طالب حكومة «الإنقاذ» بضرورة توفير أماكن واسعة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الحالات المشتبه إصابتها بالمرض.

وأكّد المصدر في تصريح» أن المستشفى سجل 33 حالة صباح الخميس، معظمهم أطفال في ساعات فقط، مشيراً إلى أن إجمالي الحالات المصابة بالكوليرا التي وصلت المستشفى يومي الثلاثاء والأربعاء، بلغت 113 إصابة منها ست حالات تم التأكد من إصابتها بالكوليرا وفقاً لنتائج الفحص الزراعي التي أجريت لها.

وحول وجود حالة وفاة في أوساط المصابين بالوباء، كشف المصدر تسجيل حالتي وفاة حتى الآن، إلا أنه أعاد أسباب الوفاة إلى تأخر إسعاف المصابين إلى المستشفى عدة أيام من تعرضها للاصابة.
وفي السياق، أكّد مدير مستشفى «السبعين للأمومة والطفولة»، الدكتور إبراهيم الأخفش، استقبال المستشفى 60 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، مشيراً إلى أن النتائج الأولية للفحوصات الطبيىة التي أجريت للمصابين تشير إلى إصابة 16 حالة بالوباء.

بدوره، كشف مصدر طبي عامل في مستشفى «عبس»، الذي تديرة منظمة «أطباء بلاحدود»، الواقع في محافظة جحة، أن المستشفى سجل خلال اليومين الماضين 38 حاله مصابة بوباء الكوليرا وحالتَي وفاة، ولفت المصدر إلى أن الرقم مرشح للارتفاع.
موازنة طارئة
حكومة «الإنقاذ الوطني» عقدت اجتماعاً استثنائياً، يوم الخميس، لمناقشة تداعيات تصاعد الإصابات بالكوليرا، ووجهت عقب الاجتماع وزارة المالية بتخصيص موازنة طوارئ لوزارة الصحة وتوفير الإمكانات اللازمة لمحاصرة الوباء.

ومن ضمن التوجيهات الحكومية لمحاصرة انتشار الكوليرا، قيام وزارات الإعلام والأوقاف والتربية والتعليم بتكثيف التوعية الصحية حول مخاطر الكوليرا وطرق الوقاية منها.

الكوليرا... أرق دائم
يذكر أن وباء الكوليرا ظهر في أكتوبر الماضي، حيث أعلنت حينها السلطات الصحية في أمانة العاصمة تسجيل ثلاث حالات وبعد أربعة أيام من اكتشاف تلك الحالات، أكدت منظمة الصحة العالمية وفاة ثمان حالات بسبب الإصابة بالكوليرا في العاصمة صنعاء.

وتمدد الوباء إلى المحافظات الجنوبية والشمالية حينها، ليسجل 11 حالة مصابة في محافظة الضالع والعشرات في محافظة لحج، وتم رصد نحو 336 حالة في محافظة البيضاء، وفي محافظة إب سجل 7 حالات وفاة بذات الوباء، وتم رصد 60 حالة إصابة و30 حالة اشتباه في الشهر ذاته.

وبتاريخ 23 / 11 / 2016، أكّد الترصد الوبائي في وزارة الصحة في صنعاء الإشتباه بـ 61 حالة وفاة بسبب الاصابة بالكوليرا، وارتفاع الحالات المؤكد إصابتها بالكوليرا إلى 96 حالة، فيما بلغت حالات الإشتباه 4527 حالة.