الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هل طويت صفحة هادي؟
الساعة 17:35 (الرأي برس - متابعات)

بيان عدن «انتصار للحراك الجنوبي ضد قرارات هادي، وانتصار لمخرجات مؤتمر الحوار فيما يتعلق بدولة اتحادية من إقليمين، بدلاً عن 6 أقاليم»

منذ بداية التدخل العسكري لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية في اليمن، تموضع عبد ربه منصور هادي في معادلة الحرب رئيساً ضعيفاً عاجزاً عن الفعل، ومجرداً من السند. إستخدمته دول «التحالف» لتنفيذ أجندتها السياسية والاقتصادية في اليمن.


خسر صنعاء وغادرها في الـ 21 من مارس 2015 م، وفي مارس 2017 م تعذرت عليه ممارسة مهامه من «العاصمة المؤقتة»، عدن، ليصدر في الـ 27 من أبريل الماضي قراراً بإقالة عيدروس الزبيدي من منصبه محافظاً لعدن، فانكشف المستور وظهرت هشاشة شرعية الرئيس هادي، الذي حشر نفسه في زاوية ضيقة، وعجز عن تنفيذ قراره، وخرج الشارع الجنوبي في «مليونية» إلى ساحة العروض في عدن، رافضاً لقرارات «الشرعية»، ومفوضاً الزبيدي إعلان قيادة سياسية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب. وعلى الرغم من تباين الآراء والمواقف بشأن «بيان عدن التاريخي»، فإن المراقبين أجمعوا على أن «شرعية» الرئيس هادي صارت اليوم على المحك.


شرعية معلقة
الكاتب والمحلل السياسي، عبد الباري طاهر، قال لـ«العربي» إن بيان عدن «انتصار للحراك الجنوبي ضد قرارات عبد ربه منصور هادي، وانتصار لمخرجات مؤتمر الحوار فيما يتعلق بدولة اتحادية من إقليمين، بدلاً عن 6 أقاليم التي يريدها هادي وحزب الإصلاح». وأضاف طاهر أن «شرعية الرئيس هادي أصبحت معلقة ولا وجود لها على الأرض».
من جانبه، رأى الكاتب والصحافي، سامي غالب، أن النتيجة الملموسة من بيان عدن هي «تكريس عيدروس الزبيدي قائداً سياسياً للحراك الجنوبي، وإعلان صريح بفشل الشرعية في إدارة المناطق التي تم تحريرها من قبضة التحالف العصبوي الإنقلابي في صنعاء، وهذا هو الدرس الأول المستفاد من مليونية عدن».


مواجهة مخجلة
لم يستثمر الرئيس هادي الزخم الشعبي، لا في الشمال ولا في الجنوب. وبدلاً من اصطفافه مع اليمنيين وتبنيه خياراتهم، اصطفّ مع القوى السياسية التي استخدمته في الفترة الانتقالية، وهي اليوم عاجزة عن الإبقاء على «شرعيته». الكاتبة بشرى المقطري، قالت لـ«العربي» إن «الرئيس هادي تجاهل حدة الاستقطابات الإماراتية للقوى السياسية في مدينة عدن، وتدخلها المباشر في إدارة المدينة، معتقداً أنه بذلك سيضمن ولاءات القيادات الجنوبية المتحالفة مع الإمارات والمنادية بفك الارتباط، إلا أن فشله في مقاربة التحولات السياسية والاجتماعية في عدن، جعله أخيراً يخوض مواجهة مخجلة في دوافعها ومآلاتها مع نفوذ الإمارات، مستخدماً قفازته القديمة المتمثلة بحزب التجمع اليمني للإصلاح».


قربان تسوية قادمة
قرار الرئيس بإقاله الزبيدي، الذي من المفترض أن يعيد هادي إلى عدن، ارتد عليه لتثبيت غيابه عنها، فهل هادي بذلك القرار أمضى على إنهاء شرعيته بنفسه؟
الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى راجح، رأى في ما يحدث بعدن «مباركة إمارتية وسعودية لتصفية رمزية الشرعية من عدن، مثلما كانت المباركة الأممية مواكبة لتغطية سقوط الدولة والعاصمة صنعاء». وذهب مصطفى راجح إلى القول إن «نهج محمد ناصر أحمد الذي أسقط الدولة والعاصمة صنعاء لا زال يعمل في عدن، وهذه المرة لم يعد لعبد ربه دولة يفرط بها، ومعه فقط رمزيتها الباقية في شرعيته».


من جانبه، قال الناشط السياسي بسام البرق، إن «المظاهرة الحاشدة في ساحه العروض بعدن ستقدم هادي وعلي محسن وحكومة بن دغر قرباناً للتسوية القادمة في اليمن»، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات «موافقتان على ذلك، وأن هادي وحكومته كانوا العقبة، فكان لا بد من إخراج الشارع ضدهم». وختم البرق بقوله: «الأمور تتسارع بشكل ملفت».


عبء على «التحالف»
هادي كان ولا يزال عبئاً على الجميع في الداخل، فعندما تولى السلطة عام 2012 كان لديه تأييد كل أحزاب المعارضة والقوى العشر الراعية ودول الخليج وغالبية الشارع، وأتاحت له هيكلة الجيش فرصة لجمع مراكز القوى العسكرية حوله، لكنه فشل عن سابق إصرار وتصميم. واليوم، يؤكد الكاتب والباحث، حسين الوادعي، أن هادي «يفشل مجدداً، وصار عبئاً على التحالف، وأن «استعادة الدولة تحتاج معادلة جديدة وقيادة فاعلة».


وفي تغريدة بصفحته الرسمية، قال الإعلامي والناشط السياسي الجنوبي، لطفي شطارة: «ثقوا يا أبناء الجنوب أن هادي قد خسر الشمال وخسر الجنوب وخسر التحالف، وأنتم ومع رجال مقاومتكم حققتم النصر الوحيد للتحالف ولأنفسكم ولمستقبل أولادكم في حرب عام 2015م».


البديل من هادي؟
مركز «ذي أتلانتك كاونسل»، وفي تقرير حديث، كشف عن أن أبوظبي تسعى بشكل كبير لدى الروس للتسويق لأن يصبح رئيس الوزراء اليمني الأسبق، محمد سالم باسندوة، الرئيس المقبل لليمن.
وقال التقرير الذي كتبه ثيودور كاراسيك، وهو مستشار في تحليلات دول الخليج، وجورجيو كافيير، وهو الرئيس التنفيذي لتحليلات دول الخليج في المركز، وجاء بعنوان: «روسيا والإمارات العربية المتحدة: أصدقاء مع فوائد»، إن «علاقة الإمارات متوترة مع الرئيس هادي، وإن باسندوة يملك علاقة جيدة مع الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، وترى أبوظبي أن تولي باسندوة السلطة سيمكنها من تحقيق أهدافها في اليمن، رغم كونه قريباً من الإخوان المسلمين». وبموجب هذه الخطة، ووفقاً للتقرير: «سيتولى نجل صالح الأكبر وزارة الدفاع في حكومة باسندوة».

ويضيف التقرير: «ليس سراً أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لا يحظى بشعبية بين اليمنيين. وقد لاحظ المحاورون الروس أن الإماراتيين والسعوديين يريدون رئيس الوزراء اليمني السابق، محمد باسندوة، الذي استقال من منصبه في عام 2014».

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً