الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قاعدة اليمن والـ«درونز»... إختراق فوق مستوى الإحتياط؟
الساعة 21:12 (الرأي برس - عربي )

لا تعود طائرات أمريكا المسيّرة من الأجواء اليمنية خائبة، فكل صاروخ تطلقه تلك الطائرات يقتل شخصاً أو أكثر من عناصر تنظيم «القاعدة». خلال اليوميين الماضيين، قتلت الطائرات الأمريكية 12 من أعضاء وقادة التنظيم، بثلاث غارات في محافظات البيضاء، وشبوة، ومأرب.

وجاءت العمليات الثلاث بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقتل 8 من عناصر التنظيم بضربات جوية استهدفت مركبات لهم، الأسبوع الماضي، في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن. وكان وزارة الدفاع أعلنت، في وقت سابق، تنفيذ أكثر من 70 غارة في اليمن الشهر قبل الماضي.


إختراق أمني
ورغم تأكيد مصادر في تنظيم «القاعدة» تفكيك شبكة جواسيس زرعتها المخابرات الأمريكية في صفوف التنظيم، بقيادة أبو ضياء الذماري، صهر مسؤول الجهاز الأمني، أبو علي الديسي، إلا أن صواريخ أمريكا الذكية لا تجد أي عناء في الوصول إلى أهدافها. ويرى جهادي سابق أن الإختراق الأمني للتنظيم قد يكون أكبر من قدرته على تجاوزه أو الإحتياط له، وهو ما يفسر، بحسبه، تنفيذ أكثر من عملية ناجحة في أكثر من محافظة خلال مُدد زمنية متقاربة. ولا يستبعد، في حديث إلى «العربي»، وجود قيادات أخرى داخل التنظيم، تعمل لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية وغيرها، على غرار القيادي الذماري. ويضيف أنه «ولذا السبب يتكرر النجاح الإستخباراتي لخصومه بنفس الأسلوب دون أن يتطور الإحتياط الأمني للتنظيم».


تساهل
في السياق، يذهب مصدر مقرب من تنظيم «القاعدة» إلى أن للأمر علاقة بعدم التعامل الجاد مع الإحتياطات الأمنية من قبل أعضاء التنظيم، وبالخروج عن بعض التعليمات. ويوضح أن التعليمات والاحتياطات تقتضي مثلاً عدم التوقف في الأسواق، أو لشراء احتياجات من المحال التجارية على الخطوط العامة، وعدم استخدام الجوال، أو حتى أخذه دون إخراج البطارية منه، والسير بسرعة معينة، إلا أن هناك من يتساهل في الالتزام بمثل هذه التعليمات، فيقع ضحية للرصد.
ويضيف أنه «أحياناً نسمع عن مقتل أكثر من ثلاثة بغارة واحدة بينما كانوا يستقلون سيارة في منطقة ما، مع أن الأوامر تمنع ركوب أكثر من ثلاثة في سيارة واحدة». ويرى أن «أمريكا تنال من التنظيم بالقدر الذي يسمح به التنظيم نفسه». ويؤكد المصدر وجود اختراق أمني، لكنه، بحسبه، «ليس بالشكل الذي يصوره البعض».


مناطق «المقاومة»
ويؤكد المصدر ما قالته مصادر أخرى لـ«العربي» في وقت سابق، من أن وجود التنظيم ضمن صفوف «المقاومة الشعبية»، في بعض المحافظات اليمنية، لقتال «أنصار الله» وحلفائها، «من الأمور التي سهّلت على الأمريكان الوصول إلى أهدافهم». وبحسبه، فإن كل أطراف الصراع في اليمن تعمل لصالح حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم «القاعدة»، كي تحظى بدعم يضمن لها دوراً في مرحلة ما بعد الحرب، كما حدث خلال احتجاجات 2011 ـ 2012م، على حد تعبيره.
لا تطور استخباراتياً


وعلى الأرجح، فإن كل الأسباب المذكورة تقف وراء تحول فرع تنظيم «القاعدة» اليمني إلى صيد سهل للطائرات الأمريكية من دون طيار. ويبدو بعيداً ربط ذلك بوجود تطور في أدوات العمل الإستخباراتي، لأن هذه الحرب لم تكن بهذا المستوى من النجاح ضد أفرع التنظيم الأخرى، ولأنها لم تكن كذلك أيضاً ضد فرع تنظيم «الدولة الإسلامية» في اليمن.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص