الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إستطلاع | مدارس عدن «متخمة»: 70 طالباً في الفصل الواحد!
الساعة 20:10 (الرأي برس - عربي )

رب في المدن المجاورة جعل عدداً كبيراً من سكانها ينزحون إلى عدن

ما تزال الحرب الدائرة في اليمن ولادة لمزيد من وجوه المعاناة بالنسبة لطلاب المدارس في مدينة عدن. فعلى الرغم من إعادة تأهيل المدارس، إلا أن استمرار الحرب في المدن المجاورة جعل عدداً كبيراً من سكانها ينزحون إلى عدن، فازدحمت المدينة بالنازحين، وأثّر ذلك زيادةً على عدد التلاميذ الذين يلتحقون سنوياً بالمدارس. وازدادت شكاوى الأهالي من مضاعفات الإزدحام في الفصول، وخاصة في الصفوف الأولى، حيث أدّى إلى تقييد الحركة الطبيعية للتلاميذ وتعرضهم للإرهاق، كما وعكّر المناخ التربوي والتعليمي لما يسببه من ضوضاء، وكذا التعرض للعدوى وكل ذلك ينعكس سلباً على الطلاب، وربما يؤدي إلى أمراض نتيجة طول وقت النظر إلى المعلم والسبورة.


ومع أن الإزدحام مخالفة للنظام، بحسب ما يُنص عليه من ضرورة أن لا يتجاوز عدد الطلاب في كل فصل مدرسي 35 طالباً، لكن لاحظنا هذا العام امتلاء الفصول الدراسية بأعداد هائلة من الطالبات والطلاب، حيث يحتوي الفصل الواحد على 50 إلى 70 طالباً وطالبة في بعض المدارس، وتتلقى هذه الفصول المزدحمة 30 حصة في الأسبوع، تشتمل على مناهج مختلفة التخصصات، بينما المطلوب من المعلم خلال الأسبوع 24 حصة فقط، فكيف يستطيع الطرفان مع هذا الضغط التزام معايير الجودة التعليمية؟


ينص النظام على ضرورة أن لا يتجاوز عدد الطلاب في كل فصل مدرسي 35 طالباً

مديرة إحدى المدارس تقول، في حديث إلى «العربي»، إن «المسؤولين في التربية والتعليم يقولون إن الموازنة لا تسمح، وازدحام الفصول والافتقار إلى الكراسي والأثاث مشكلة عامة في كثير من المدارس»، فيما يؤكد وكيل الأنشطة، سامي محمود، أن «مشكلة ازدحام الفصول بالطلاب تؤثر على سلوكهم وافتقارهم إلى الإحساس بأهمية النظم واللوائح المدرسية والاحساس بأهمية التعليم، نأمل أن يتم إيجاد الحلول المناسبة». وتفيد الأستاذة أريج محمد عبده، من جهتها، بأن «عدد الطلاب في الفصل الواحد يصل إلى 70 طالباً وأكثر، يضطر البعض منهم للجلوس على الأرض، وهذا يزيد من جهد الكادر التربوي ويتطلب متابعة واهتماماً أكبر من الأسرة، وأنسب الحلول لهذه المشكلة قد يكون بناء صفوف إضافية».


ويرى والد أحد الطلاب أن كثافة التلاميذ في المدارس أو الطلاب في الثانوية «يحد من دور المعلمين في المتابعة والتصحيح، ومعرفة مستوى كل طالب أو تلميذ في الوقت المناسب، أما إذا جمعت إشكاليات الإزدحام ونقص الوسائل ولم تتوفر الكراسي أو زجاج النوافذ فالتحدي يكون كبيراً، إذ تستنزف قوى المربين وينشغل الإداريون بالمتابعة ومعالجة مشاكل تفرزها هذه الأجواء». ويوافقه الرأي والد الطالبة، سارة عثمان، إذ يقول: إن «جلوس تلاميذ الصفوف الأولى على البلاط يعرضهم لمشكلات صحية لعدم توفر شروط الجلوس السليم لساعات طويلة في غياب المقاعد والطاولات، وعلى المستوى العلمي يتراجع مستوى التحصيل عندما يزيد العدد في الفصل عن 50 وما فوق».


وتشير الأستاذة نور زين، وكيلة في إحدى مدارس مديرية المنصورة، إلى «(أننا) نحن نعلم التلاميذ في ظل نقص الوسائل، وافتقار للتجهيزات والأثاث المدرسية، ونواجه كل عام ضغوطاً لقبول التلاميذ لبعد المدارس الأخرى عن الأحياء المحيطة بهم، ما يجعل من ازدحام الفصول أمراً لا بد منه»، في حين تلفت المشرفة التربوية، سميرة سالم، إلى أنه «لا توجد استجابة من مكتب التربية، وفي الوضع الراهن نواصل المتابعة ونعمل مع الكادر على تلافي الصعوبات والاستفادة من مساهمات المجتمع وتعاون الشخصيات الإجتماعية على توفير كراس للفصول».


بدوره، يتحدث الأستاذ بسام الحامد إلى «(أنني) كمعلم، أجد عناءً بسبب ازدحام الفصل وعدم توفر الوسائل، لا سيما غياب الكراسي، وهناك معايير عالمية لتحديد العدد المثالي في الفصل، ونحن نقبل بالزيادة كضرورة، لكن لا يمكن قبول النقص في الكراسي أو شروط التهوئة، لأنها تعد معاناة أخرى أمام التلاميذ والمعلمين».

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص