- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
- الحوثيون يحولون البيئة اليمنية إلى ضحية بالألغام والاستنزاف المائي
- الجبايات الحوثية تدفع 20 فندقاً للإغلاق في مدينة الحديدة اليمنية
- «حكومة الوحدة» الليبية تعلن إطلاق هانيبال القذافي
- مجلس حقوق الإنسان يعتزم عقد جلسة طارئة بشأن السودان
- الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق
- عون: الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «جريمة مكتملة الأركان»
- صمت غامض من كريم عبدالعزيز ودينا الشربيني حول شائعات عودة علاقتهما
- الحوثيون يهاجمون «الصحة العالمية» و«اليونيسف» بعد تعليق أنشطتهما في اليمن
- الإعلامية الكويتية فجر السعيد تخضع لعملية جراحية عاجلة في ألمانيا
قبل أيام، تواصلت معي زميلة إعلامية مصرية تعمل على تحقيق حول "الوضع في اليمن بعد وقف إطلاق النار في غزة"، وسألتني إن كانت إسرائيل تدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، وإن كان لذلك تأثير على التوازنات داخل صفوف المليشيا الحوثية.
سؤالها بدا بريئًا في ظاهره، لكنه في جوهره يحمل فهمًا غير دقيقًا للأزمة اليمنية، وهذ بالفعل ما يفهمه الشارع العربي نتيجة فشل الإعلام الرسمي، في توصيل الحقيقة للشعوب العربية التي ترى أن الحكومة اليمنية ونضالها الشرعي لاستعادة الأرض المسلوبة هي حرب ضد القضية الفلسطية، كما استطاع الحوثي إقناع اتباعه..
والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، أن لا علاقة على الإطلاق بين الحكومة اليمنية والكيان الإسرائيلي، لا من قريب ولا من بعيد.. الحكومة اليمنية هي جزء من الموقف العربي والإسلامي الثابت الرافض للتطبيع، والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.
أما العلاقة الخفية الحقيقية فهي بين مليشيا الحوثي وإسرائيل، علاقة تقوم على التخادم وتبادل المصالح غير المعلنة، وليست مواجهة كما يروج إعلام المليشيا.
فالضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للحوثيين لم تكن إلا استعراضًا إعلاميًا غير مؤثر، يخدم الطرفين معًا.
إسرائيل تستخدم الحوثيين ذريعة لتبرير تواجدها العسكري والاستخباراتي في البحر الأحمر وباب المندب، بذريعة “حماية الملاحة الدولية ومصالحها”.
والحوثي من جانبه يستفيد من تلك الضربات ليقدم نفسه أمام أتباعه كـ“مقاوم للعدو الصهيوني”، فيكسب بذلك غطاءً دينيًا ووهميًا يعزز قبضته الداخلية ويبرر حروبه ضد اليمنيين.
بمعنى آخر، كلا الطرفين يلعب دورًا يخدم الآخر، (الحوثي يغذي خطاب “المظلومية والمقاومة” لتبرير جرائمه، وإسرائيل تستثمر في الفوضى الحوثية لتوسيع حضورها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي)، حيث تمر أهم خطوط الطاقة والتجارة العالمية.
وليس هذا جديدًا؛ فالتاريخ يعيد نفسه، فكما دعمت إسرائيل في ستينيات القرن الماضي الإمامة في اليمن ضد الجيش المصري، تعود اليوم لتستخدم الحوثيين (أحفاد تلك الإمامة) كأداة غير مباشرة لإضعاف الدولة اليمنية والعالم العربي.
ومنذ عام 2015، لاحظنا مواقف إسرائيلية في المحافل الدولية تُظهر تعاطفًا سياسيًا غير مباشر مع الحوثيين، كان آخرها الضغط على الحكومة اليمنية والتحالف العربي لوقف تحرير الأراضي اليمنية، وإجبارها على توقيع اتفاق ستوكهولم لمنح الحوثي إدارة محافظة الحديدة، بضغط مباشر من منظمة أوكسفام ذات التوجه الصهيوني، بحسب شهادة السفير البريطاني حينها.
أما من يتحدث عن "دعم إسرائيلي للحكومة اليمنية"، فهو إما جاهل بالحقيقة أو يحاول خدمة دعاية إيرانية ـ حوثية، تريد إظهار الحكومة الشرعية وكأنها “حليفة لإسرائيل”، بينما الواقع أن الحوثي هو من يخدم مشاريع التغلغل الإسرائيلي والإيراني معًا في البحر الأحمر.
الحوثي، كغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش، ليس إلا أداة لتمهيد الطريق أمام التوسع الإسرائيلي في المنطقة، تحت غطاء “محاربة الإرهاب” و“تأمين الملاحة الدولية” والدفاع عن النفس، فكلما زاد التهديد الحوثي، زادت المبررات لتواجد قوات إسرائيلية وغربية قرب السواحل اليمنية.
اليوم، المطلوب أن تكون الصورة واضحة، فالحكومة اليمنية تدافع عن سيادتها ووحدتها واستقلال قرارها العربي، بينما الحوثي يخدم أجندة فارسية ـ إسرائيلية مشتركة تهدف لتقسيم اليمن وتمزيق المنطقة واحتلالها.
وعليه، فإن أي حديث عن “دعم إسرائيلي للحكومة اليمنية” هو افتراء سياسي وإعلامي خطير، الهدف منه خلط الأوراق وتشويه المواقف العربية الأصيلة التي ما زالت ترى في فلسطين قضيتها الأولى، وترفض أي تحالف أو تواصل مع الكيان الصهيوني.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر