السبت 30 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
ياسين نعمان يغادر الصمت ويعلق على نتائج مؤتمر حضرموت الجامع
الساعة 01:46 (الرأي برس- متابعات)

أنتقد سفير اليمن لدى بريطانيا، الدكتور ياسين سعيد نعمان، ضمنيا نتائج مؤتمر حضرموت الجامع، لافتا إلى أن تقسيم الجنوب إلى إقليمين يستحضر تاريخاً من الانقسامات وإعادة إنتاج الهويات بصيغة مفككة وبطابع يغلب عليه الصراع وليس التكامل.

وقال في مقال نشره بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه مع الحفاظ على هذه الهويات ورعايتها، طالما ظلت منسجمة ومتوافقة مع الهوية الجامعة، لافتا إلى أن المشكلة لا تكمن فيها وإنما في النخب التي تتولى توظيفها وتعمل على تحويلها إلى هويات صدامية منفوخة كبالون يحلق في الهواء ، ومحمولة بذاكرة لا تاريخية ، بمعنى أنها تتجاوز الحقيقة في استيعاب وقائع التاريخ. وكان مؤتمر حضرموت الجامع الذي عقد قبل يومين في مدينة المكلا، طالب بأن تكون حضرموت إقليم مستقل، وأن تمنع تمثيلا عادلا في الدولة الاتحادية، بناء على المساحة، والسكان، وأيضا الإيرادات.

وقال ياسين سعيد نعمان: “شهدنا هذا النوع من الهويات المنفوخة عندما اعتقدت الهوية التي حركت الانقلاب على الدولة منذ ثلاثة أعوام أن اليمن مجرد ورقة “قرطاس”يمكن طيها ووضعها في الجيب وتنهي الأمر . غير أن ما حدث هو أنها أغرقت اليمن في حرب مدمرة ، أخطر نتائجها هي تدمير الهوية الوطنية وما نشأ عن ذلك من حاجة إلى العودة الى ما دونها من هويات”.

ولفت إلى أن مقاومة هذا الانقلاب يجب أن لا يقتصر على مواجهته عسكرياً ولكن أيضاً بمشروع سياسي يفشل المشروع الإستعلائي المدمر للهوية التي تستقر عليها خيارات الناس بعد أخذ رأيهم، وهي مسئولية كل القوى في الشمال وفي الجنوب على السواء، في إشارة منه لمؤتمر حضرموت الجامع

وأضاف: ”لا بد أن يقال للناس من الآن أنكم انتم أصحاب القرار وعلى النخب أن تتدبر أمر السير في هذا الطريق بدون مراوغة أو احتيال”.

وقال سفير اليمن لدى بريطانيا: “وحتى نأخذ المثال من هذه الهوية المنفوخة التي أغرقت اليمن في الحرب ، فلا بد من تجنب النفخ في الهوية مهما صغرت أو كبرت ، وهذه مسئولية النخب عامة، وعلى النخب التي فقدت مؤشرات صلتها بالمستقبل وعادت تنفخ في هوياتها المحترمة لتعيد تشكيلها بقناعات فيها من النزق ما يجعلها عدوانية إنعزالية أن تفكر جيداً فيما يمكن أن يرتبه ذلك من تفكك حتى على صعيد الهوية ذاتها”.

وأشار إلى اليمن كغيره من البلدان، عانى من النخب التي تستحضر الهوية وكأنها عربة نقل تتحرك عليها لتنجز مهمة معينة دون أن تدرك أن الهوية وسيلة حياة لا يجوز توظيفها لغير هذا الغرض، ولأنها وسيلة حياة فإنها لا تتوقف عند درجة معينة من النمو أو عند حالة بعينها من التطور والتحول طالما أن حاجات الإنسان متجددة ومتنوعة ، مما يفرض على الهوية التي ينتمي إليها أن تنفتح على هويات أخرى ، ومنها جميعاً تتشكل هوية جامعة مشتركة اكثر سعة وشمولاً ،والنَّاس هم الذين يقررون ذلك، حسب قوله.

وأشار إلى أنه وبعد كل هذه المآسي والإخفاقات التي تولدت عن قيام النخب بدور الوصي على الشعب ، لا بد من التوقف عن أي عمل يقوم بأي مبادرة نخبوية تهمل رأي الناس ، فالرأي النهائي هو للشعب وللناس في تقرير مستقبلهم . ومهمة النخب الجادة هو العمل مع الناس وتوعيتهم وإعدادهم ديمقراطياً وسياسياً لاتخاذ قراراتهم بمسئولية.

واختتم مقاله بالقول: “أقول رأيي هذا وأكرره ولا أدعي أنه الأمثل ، وأتمنى لو أن تجربة عملية معارضة له تمت بنجاح لصفقت لها وانحنيت أمامها احتراماً ، فقط أطلب ممكن يعترض على ما ذهبت إليه بخصوص تقسيم الجنوب ومخاطره في استحضار الهويات التفكيكية أن لا يشغل باله بالرد أو الشتم كما جرت العادة عند البعض ، فقط يسجل ويتابع ، وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص