- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
المهّمشون هم مواطنون يمنيون يتميزون عن أغلبية سكان البلاد بملامحهم الأفريقية وبشرتهم السوداء
تعيش غالبية من «المهمّشين» في مناطق محددة بعدن، ولهم أحياؤهم الخاصة المعروفة في كل من مديريات دار سعد، الشيخ عثمان، كريتر، التواهي، والمعلا. وإذ لا توجد إحصائية رسمية لعددهم الفعلي في عدن، فإن هذه الفئة ارتضت، بحكم الإرث التاريخي والتمايز الطبقي، العيش على هامش المجتمع. وحَرَصت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقاً)، الدولة التي كانت قائمة مستقلة في جنوب اليمن حتى العام 1990م قبل أن تدخل في وحدة اندماجية مع شمال اليمن انتهت بعد 4 سنوات إلى اندلاع حرب صيف عام 1994م، على منح «الأخدام» المنحدرين من أصول أفريقية حقوق المواطنة الكاملة. أما اليوم، فأبناء الفئة المهمشة في عدن ولحج وأبين يلتحقون بالمدارس الحكومية كغيرهم، لكنهم سرعان ما يتركون فصول الدراسة للالتحاق بالعمل.
في حي الشولة بمدينة التواهي، تتراصّ منازل ضيقة وبشكل غير منظم، غالبها مبني من الصفيح والأخشاب، وفي البيت الواحد المكّون غالباً من غرفة أو غرفتين تتزاحم أجساد عشرات الأطفال بعمر متقارب من الجنسين. الأطفال من الفئة المهمشة يقضون غالب وقتهم في الأسواق والأماكن العامة، وفيها تتكون ثقافتهم وتتشكل قناعاتهم المبنية غالباً على العمل مقابل الربح الزهيد، ويلجأ الكثيرون منهم إلى امتهان التسول على أبواب المساجد وفي الطرقات، كوسيلة سهلة للكسب في ظلّ غياب المحاسبة والتربية الأسرية. فالطفل قد يؤوب إلى منزله بحفنة من المال تعتبرها الأسرة مورداً جيداً لتحسين دخلها.
خالد مانع، محام من المهمشين ومن القلائل الذين تمكنوا من مواصلة الدراسة الجامعية في عدن . يقول، لـ«العربي»، إن «الأخدام فئة سلبية بطبيعتها، ومن الصعب جمعها على موقف واحد، ولا تنظر إليهم الحكومات المتعاقبة إلا قبيل الدورات الإنتخابية بأيام». خالد دائم الإنشغال في حلّ قضاياهم الإجتماعية، فنسبة الطلاق والزواج المبكر بين فتيات «الأخدام» تكاد تكون الأعلى على الإطلاق.
أصولهم
المهّمشون هم مواطنون يمنيون يتميزون عن أغلبية سكان البلاد بملامحهم الأفريقية وبشرتهم السوداء، ويعتبرون أدنى الطبقات الإجتماعية. أغلبهم من أصول إثيوبية وصومالية ومن دول القرن الأفريقي، ويتعرضون للتمييز وهضم الحقوق، كما يعيشون أوضاعاً صعبة وفي عزلة عن بقية شرائح المجتمع اليمني، ويعملون في مهن دونية كتنظيف الشوارع وغسل السيارات.
منطقة الخساف وحارة الأخدام في كريتر والشيخ إسحاق في المعلا لا يكاد يمر يوم إلا وتُسمع فيها أغاني الفنان الشعبي، فيصل علوي. تصدح عبر مكبرات الصوت صادرة من ما يطلق عليه السكان هنا «المخادر»، وهي عبارة عن خيمة كبيرة مصنوعة من الخشب تستخدم في الأعراس، يتجمع بداخلها «المعازيم» أصدقاء العريس أثناء مراسم حفل الزواج الذي يستمر لمدة يومين كاملين.
إختلفت الآراء حول البلدان التي نزحت منها هذه الفئات. فالبعض يقول إنها نزحت من زبيد في اليمن الشمالي وأصلها من الحبشة، والبعض الآخر يؤكد أنها نزحت من الصومال. يعتقد الكثيرون من «الأخدام» أنهم من أصول يمنية من منطقة زبيد تحديداً، بينما تذكر المصادر التاريخية أنهم بعض من بقايا الأحباش الذين غزوا اليمن سنة 525م، وأصبحوا في ما بعد عبيداً للدولة الزيادية في مدينة زبيد، وكان كبيرهم رجلاً اسمه نجاح الحبشي، إستغل انهيار الدولة الزيادية حينها وأقام دولة مستقلة بقيادته وباسمه وهي دولة آل نجاح من 407م - 554م.
وتواجد «الأخدام» في عدن قديم، ويعود إلى حقبة الإستعمار البريطاني. وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد الأخدام في عدن بلغ 120 ألفاً بعد الوحدة اليمنية،
يتوزعون على 7 مديريات. وبحسب الناشط الحقوقي، عادل فرج، وهو من الفئة المهمشة، تحتضن مديريتا دار سعد والشيخ عثمان نحو 70 ألف نسمة من هذه الفئات ما يعني نصف عددهم في عدن قاطبة. ويوضح فرج أن مصطلح المهمشين يشير إلى تلك الفئة الإجتماعية التي لم تسمح لها قدراتها ومواقفها النفسية السلبية تجاه ذاتها بالمشاركة الفعالة في إدارة موارد المجتمع وبلوغ مواقع القرار السياسي.
مشاركة سياسية محدودة
مع انطلاق الحراك الجنوبي، إنخرط العديد من المهمشين في صفوف «الحراك»، وشاركوا في الاحتجاجات التي كانت تُقمع من قبل الجيش اليمني، ما أدى إلى سقوط عدد منهم قتلى وجرحى. وحرص الحراك الجنوبي على ضم هذه الفئة لكثرتها العددية، وكانت الجمعيات الخيرية المرتبطة بـ«الحراك» تحرص وبشكل دوري، وفي الأعياد والمناسبات، على توزيع الملابس والمواد الغذائية والإعانات على أسر القتلى والجرحى من نشطاء الحراك الجنوبي من المهمشين.
ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة للمهمشين، تمكنت الأحزاب السياسية ذات الإمكانات المادية والموارد المتعددة، مثل «المؤتمر الشعبي العام»، من استقطاب الكثير من الشباب المهمشين للوقوف ضد مسيرات الحراك الجنوبي في عدن، وهددت في أحايين ومناسبات عديدة بقطع رواتب العاملين في البلدية والقطاعات الحكومية الأخرى ممن يرفضون المشاركة في مسيرات السلطات الرسمية.
ويتهم كثير من قيادات «المقاومة» في عدن «الأخدام» بمساعدة «أنصار الله» في الحرب الأخيرة التي شهدتها المدينة وبعض المحافظات الجنوبية. وقالوا إن «المهمشين وفروا دعماً لوجستياً، وأووا الحوثيين، ونقلوا معلومات لهم، وهو ما جعل طائرات التحالف العربي تقصف حي الشولة في التواهي إبان الحرب الأخيرة بشكل متواصل». هذه التهمة أيضاً أودت بحياة العديد منهم على يد العناصر المرتبطة بالتنظيمات الجهادية، فنفذت بحق عدد منهم إعدامات علنية. كما أثرت تهمة «العمالة لأنصار الله» سلباً، إلى حد كبير، على علاقة المهمشين، الهشّة أصلاً، بالمجتمع المحيط.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر