الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
«مقاومة البيضاء» و«القاعدة»: بين الإعلام والواقع
الساعة 22:17 (الرأي برس - عربي )

تقول مصادر قبلية إن الحديث عن «مقاومة شعبية» في المحافظة لها ارتباط بحكومة هادي «أمرٌ غير دقيق»

أعاد حديث ناشطة يمنية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن اختراق تنظيم «القاعدة» للقبائل في محافظة البيضاء، وسط البلاد، النقاش حول حقيقة جود «المقاومة الشعبية» في المحافظة، وطبيعة ارتباطها بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، خصوصاً مع استمرار تبني تنظيم «القاعدة» لعمليات ضد «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها.


وكانت سما الهمداني، رئيسة منظمة «يمناتي»، قالت، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أواخر الشهر الماضي، إن هناك تضامناً وتحالفاً قبلياً مع تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء، وهو ما يتردد على ألسنة كثير من المتابعين والناشطين منذ أعوام.


وفيما عدَّ بعض المعلقين مثل هذا الحديث تحريضاً خطراً على المحافظة وعلى قبائلها، وتبريراً للتصعيد العسكري الأمريكي الأخير فيها، عدا عن كونه يصب في خدمة «أنصار الله» الذين يحرصون على تقييم أنفسهم كحليف فاعل في مجال محاربة الإرهاب، حد وصفهم، ذهب آخرون إلى أن له ما يدعمه واقعاً.


«غير دقيق»
في هذا السياق، تقول مصادر قبلية إن الحديث عن «مقاومة شعبية» في المحافظة لها ارتباط بحكومة هادي «أمرٌ غير دقيق»، مثل الحديث عن وجود «القاعدة» كجهة «مقاوِمة» وحيدة. وتضيف المصادر، في حديث إلى «العربي» أن «كثيراً من مسلحي القبائل انخرطوا في صفوف تنظيم القاعدة لقتال الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، كون التنظيم هو الجهة الوحيدة التي كانت منظَّمة عقب اقتحام المحافظة أواخر العام 2014م».


وتؤكد المصادر أن معظم مسلحي القبائل يقاتلون في صفوف «القاعدة» لدوافع أخرى تماماً، لكنها لا تستبعد أن يتأثر كثيرٌ منهم بفكرها. وتشير المصادر إلى أن هناك مجموعات صغيرة تقاتل خارج إدارة التنظيم، لكنها، بحسبها، لا تخلوا من مسلحين يدينون بالولاء له أو من مسلحين متعاطفين معه.


دعم «التحالف»
ورغم أن «التحالف العربي»، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، قدّم دعماً عسكرياً لـ «المقاومة الشعبية» في مختلف جبهات محافظات الجمهورية التي تشهد مواجهات، إلا أن جبهات البيضاء ظلت استثناءً طوال العامين الماضيين. واقتصرت غارات الطيران التابع لـ«التحالف» على استهداف التعزيزات الخارجة من محافظة البيضاء إلى محافظات حدودية تشهد مواجهات، كشبوة ومأرب. وترجَّح المصادر القبلية أن يكون حضور «القاعدة» الكبير في المحافظة وراء إهمال «التحالف» و«الشرعية» لها.


موطئ قدم
وتؤكد المصادر أن حكومة هادي حاولت أن توجد لها موطئ قدم في المحافظة، من خلال التواصل مع بعض مشايخ القبائل، كآل الذهب، إلا أن عملية الإنزال الأمريكية الأخيرة، حالت دون ذلك. وكان رئيس دائرة التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف، أكد عقب عملية الإنزال أن عبد الرؤوف وسلطان الذهب على ارتباط بـ«الشرعية» ولا علاقة لهما بتنظيم «القاعدة». وحينها قالت مصادر إعلامية إن الأخوين الذهب زارا المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب، والتقيا بمسؤولين عسكريين، وحصلا على وعود بالدعم.


تنظيم «الدولة»
غير أن عدم وجود «المقاومة الشعبية» في محافظة البيضاء لا يعني أن تنظيم «القاعدة» هو صاحب النفوذ الوحيد في مناطق المحافظة التي لا تخضع لسيطرة «أنصار الله» وحلفائها، فهناك حضور لافت أيضاً لتنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي تبنى عدداً من العمليات ونشر صوراً ومقاطع فيديو من معسكرات تدريب له في مناطق قيفة التابعة لبلدة رداع.


وبحسب مصادر خاصة، فإن تنظيم «الدولة» يتقاسم النفوذ مع تنظيم «القاعدة» في بعض مديريات رداع، كالقريشية، وولد ربيع، بينما لم يُرصد له أي نشاط في مديريات أخرى تشهد مواجهات، كالزاهر وذي ناعم والصومعة. وتعد محافظة البيضاء، الواقعة وسط اليمن، والحدودية مع 8 محافظات يمنية، أول محافظة يسيطر تنظيم «الدولة» على مناطق فيها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص