الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الحرب تُنهك الفلاح الحضرمي: 195 مليون ريال خسائر زراعة البصل
الساعة 22:21 (الرأي برس - عربي )

محصول البصل من أهم المحاصيل الزراعية التي ازدهرت عملية إنتاجها في وادي حضرموت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، نظراً للجودة العالية التي يتميز بها هذا المحصول الذي يستهلك يومياً في السوق المحلي. وأصبح يُنتج بكميات كبيرة جداً تفوق حاجه السوق المحلية بكثير، الأمر الذي فتح المجال أمام تصدير الفائض عن حاجة السوق من هذا المنتج إلى دول الجوار، علاوة على تصدير بذوره المحسنة التي يزداد الطلب على شرائها. وبحسب الإحصاءات الرسمية فقد بلغت كميات صادرات البصل في وادي حضرموت، خلال العام 2015م، حوالي 21.762 طن.


ويشير التقرير السنوي للغرفة التجارية والصناعية في وادي حضرموت والصحراء إلى أن صادرات البصل في عام 2016 بلغت 26185 طن بقيمة إجمالية هي 529 مليوناً و959 ألفاً و800 ريال. وأوضح أمين عام جمعية الفلاح الحضرمية الإنتاجية، محمد عبد الله الجابري، أن الجمعية قامت خلال الفترة من 1/12/2016 وحتى 3/4/2017 بتصدير 242483 سلة بصل إلى المملكة العربية السعودية، أي ما يعادل 5350 طن.


وادي حضرموت
وينفرد وادي حضرموت بزراعة ما نسبته 18% من جملة المساحة المزروعة في اليمن. ويُعدّ البصل من أهم المحاصيل البستانية التي تزرع على نطاق واسع في وادي حضرموت بحكم توافر المدى الحراري المناسب لنجاح زراعة هذا المحصول على فترات متعددة من السنة، الأمر الذي يجعله متيسراً معظم شهور السنة. ويقبل المزارعون على زراعة هذا المحصول نظراً للعائد المادي الكبير الذي يدره، حيث يبلغ متوسط المساحات المزروعة بالبصل سنوياً في وادي حضرموت حوالي 800 هكتار، ويستهلك جزء منها في إطار المحافظة فيما يسوق الفائض الكبير إلى مختلف المحافظات اليمنية وكذا إلى دول الجوار مثل السعودية والإمارات العربية وعُمان، لاسيما بعد اكتشاف عدد من الأصناف الحمراء والصفراء والبيضاء من هذا المحصول الذي تم توفير بذوره المحسنة والمتميزة بإنتاجية عالية الجودة وقدرة تخزينية جيدة.


الفلاح الحضرمي
ومما شجع الفلاح الحضرمي على الإقبال على زراعة الأصناف المحسنة من البصل المحسن الأحمر هو كثرة الطلب عليه في الأسواق الخارجية في دول الخليج المجاورة وبعض دول شرق أفريقيا. كما أتاح إنتاج البذور المعتمدة للأصناف المحسنة لدى المؤسسة العامة لإنتاج بذور الخضار في سيئون وبكميات تجارية تأمين احتياجات المزارعين من بذور البصل في اليمن، وإيقاف الإستيراد تماماً للبذور القادمة من الخارج، والتي تقدر قيمتها بحوالى 1.5 مليون دولار سنوياً. وبسبب ظروف الحرب التي تمر بها البلاد والتي كان من تداعياتها إغلاق كثير من المعابر البرية في اليمن، ونتيجة للضغط الكبير على منفذ الوديعة والازدحام الكبير للمسافرين والبضائع، أتلفت كثير من المنتجات الزراعية نتيجة تأخير مرور البضائع لفترة طويلة والحرارة العالية في فصل الصيف، وبالذات محصول البصل الذي قدرت الخسائر التي تكبدها زارعوه بحوالي 195 مليون ريال.


بصل بافطيم
ومن أشهر أنواع البصل في حضرموت صنف "بافطيم" المحسّن نسبة إلى الفلاح، صالح محفوظ بافطيم، الذي كان له قصب السبق في اكتشاف هذا الصنف والعمل لسنوات على تحسين بذوره. وقد حاز هذا الصنف من البصل على اهتمام مراكز البحوث الزراعية الإقليمية والدولية، حيث منح جائزة المنظمة العربية للتنمية الزراعية كأحسن صنف للبصل على مستوى الوطن العربي العام 1998م. ويعتبر صنف "بافطيم" من أجود أصناف البصل على مستوى الوطن العربي من ناحية الجودة والإنتاجية والمقاومة للأمراض، وكذا الفترة التخزينية التي تُعدّ الأطول مقارنة بالأصناف الأخرى.


ويعرف الإسم العلمي للبصل بـ"Allium Cepa"، وهو نبات أوراقه أنبوبية غضة قواعدها تحت سطح الأرض متشحمة، ومهمتها خزن المواد الغذائية، وله ساق قرصاه أسفل الأوراق الشحمية، ينتهي بجذور ليفية، وعند نهاية موسم النمو الخضري، يخرج منه شمراخ يحمل في نهايته نورة تتكون من عدة أزهار نجميه الشكل لونها أبيض. وللبصل رائحة نفاذة مميزة ويرجع ذلك لكثرة المواد الكبريتية فيه، وهو من أقدم الخضروات المعروفة لدى الإنسان، ويوجد منه في وادي حضرموت أنواع أهمها الأحمر والأبيض، الذي تحظى زراعته باهتمام المزارع لعائده المادي الكبير، فهو المحصول النقدي الأول بالنسبة للمزارعين على مدار العام عدا فصل الصيف.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص