بن شعيب: الاعتقال التعسفي مرفوض، واستهداف الدعاة والمشايخ بدون إبداء الأسباب جريمة نكراء

حمّل رئيس "الهيئة الشرعية الجنوبية" للافتاء والإرشاد، حسين بن شعيب، الرئيس عبد ربه منصور هادي و"التحالف" الذي تقوده السعودية مسؤولية تردي الأوضاع في الجنوب. وفي حوار مع "العربي"، شدد بن شعيب على أن القتال إلى جانب "التحالف" كان "ضرورة آنية، لا ينبغي أن يكون على حساب قضية شعب الجنوب". كما انتقد ممارسات قوات "الحزام الأمني" في عدن، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عنها.

برز دور "الهيئة الشرعية للافتاء والإرشاد" الجنوبية منذ البدايات الأولى لانطلاق الحراك الجنوبي، أي دور تلعبه الهيئة اليوم بعد حوالى عامين من ما سُمي "تحرير عدن"؟
الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والارشاد والافتاء كان لها دور في التحذير من الخطر الإيراني في المنطقة، وقد كنا نشعر أن الحوثعفاشيين يخططون لغزو عدن، وقد وصلتنا معلومات أنهم كانوا يخططون لغزو الجنوب من الحد بيافع. ولذلك توجهت أنا، بصفتي رئيساً للهيئة الشرعية الجنوبية، إلى يافع، وخطبت الجمعة في جبل العر، وأعلنت مشروعية قتال الحوثعفاشية إذا غزوا الجنوب، أو توجهوا بجيوشهم إلى عدن، والخطبة موثقة بالصوت والصورة، وقد أذاعتها قناة عدن لايف حينها، وذكرتها في نشرة أخبار التاسعة مساء. أما حين غزا الحوثعفاشيون عدن، لم يتوان أعضاء الهيئة الشرعية عن المشاركة في المقاومة؛ فكان الشيخ هاني اليزيدي يقود المقاومة الجنوبية بجبهة البريقة، والشيخ وضاح عمر سعيد الصبيحي مع والده الشهيد العميد عمر سعيد الصبيحي في جبهة صلاح الدين، واعتقل الشيخ حكيم الحسني بمعركة مطارعدن في بداية عاصفة الحزم، واستشهد الشيخ ضياء باسندوة في معركة كريتر، والشيخ علي محسن رويس السليماني كان يقاتل في جبهتي عتق وبيحان بشبوة، والشيخ ياسين هيثم اليهري كان مع المقاومة بالممدارة، والشيخ ياسر علي عوض بالوهط - لحج، والشيخ وسيم الحوشبي كان مع المقاومة
بن شعيب: تدخل القوات الأمريكية مرفوض شرعاً بلحج، والشيخ ماجد شتور كان في جبهة صبر - لحج، والشيخ عبد الرحمن باغوزة كان له دور في حضرموت في تحريض الشباب والدفع بهم إلى القتال في عدن، والشيخ أحمد الهباب كان مع المقاومة في ردفان، والشيخ لطفي علي مانع كان مع المقاومة بالضالع. هؤلاء هم أعضاء الهيئة الشرعية كانوا في مقدمة الصفوف يقاتلون. أما دورنا بعد تحرير عدن، فقد كان أعضاء الهيئة مع الجنوبيين الذين ساهموا في ترتيب الأوضاع؛ فالشيخ هاني اليزيدي مأمور مديرية البريقة - عدن، والشيخ وضاح الصبيحي وكيل مساعد بوزارة الأوقاف، والشيخ علي محسن رويس السليماني وكيل محافظة شبوة. وكل الأخوة في الهيئة الشرعية الجنوبية لهم دور سياسي وديني، ولكن نظراً لعدم وجود الإعلام الذي يغطي ما يقوم به المشايخ يجهل الناس دورهم.

كيف تنظر الهيئة للوضع الذي تشهده مدينة عدن والمدن الجنوبية الأخرى، اليوم، من حالة الفوضى وأزمة المرتبات والوقود، إضافة إلى ملف الجرحى؟
ما تشهده مدينة عدن من فوضى وأزمات جريمة ومؤامرة تتحمله حكومة الرئيس هادي. والتحالف العربي مسؤول عن تردي الأوضاع في عدن خاصة والجنوب عموماً.

تحالف الحراك الجنوبي مع "الشرعية" وقوات "التحالف"، كيف تتظر "الهيئة الشرعية" إليه، والنتائج التي تمخضت عنه في ما يخص قضية الجنوب؟
هذا التحالف كان ضرورة آنية في هذه المرحلة، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب قضية شعب الجنوب وحقه في الاستقلال.

قامت قوات "الحزام الأمني" باعتقال العديد من المشايخ والدعاة والناشطين، وأخفتهم، ولا يعلم أحد مصيرهم. هل هناك تحرك للهيئة في ما يخص هذا الملف؟
الاعتقال التعسفي مرفوض، واستهداف الدعاة والمشايخ بدون إبداء الأسباب جريمة نكراء قد تكون لها عواقب وخيمة مستقبلاً. فيجب على السلطة الأمنية بعدن أن توضح أسباب الإعتقالات، ومن هو مدان يحال إلى النيابة ليأخذ جزاءه بمحاكمة عادلة، ومن اعتقل ظلماً يجب الإفراج عنه فوراً، ومحاسبة كل من أقدم على الإعتقالات التعسفية.

أي دور تلعبه الهيئة في محاربة الفكر المتطرف؟
الهيئة الشرعية منذ نشأتها وهي تحارب التطرف والغلو في الدين، ومهمتها ترشيد الخطاب الديني المبني على الوسطية والاعتدال.

مؤخراً، تدخلت القوات الأمريكية بعمليات إنزال مباشر في البيضاء وشبوة وأبين. ما هو الموقف الشرعي للهيئة حيال هذا التدخل؟
تدخل القوات الأمريكية مرفوض شرعاً، وهو انتهاك لسيادة البلد.
كلمة أخيرة توجهونها إلى أبناء المحافظات الجنوبية؟
أوجه لشعب الجنوب ثلاث رسائل:
الأولى: إيجاد الحامل السياسي للقضية الجنوبية.
الثانية: الاسراع في عقد المؤتمر الجنوبي الجامع.
الثالثة: التأكيد على مبدأ التصالح والتسامح.