الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تركيا... التجمّع اليمني للإصلاحيين!
الساعة 20:06 (الرأي برس - عربي )

غادر الآلاف من اليمنيين إلى تركيا منذ الانفتاح الذي شهدته العلاقات اليمنية التركية والتقارب بين حكومتي البلدين في العام 2011، ودعم الأتراك لثورات "الربيع العربي"، وزاد عدد اليمنيين في تركيا بشكل ملفت عقب دخول جماعة "أنصار الله" إلى العاصمة صنعاء، حيث بلغ عدد أفراد الجالية اليمنية فيها أكثر من ثلاثة آلاف يمني، منهم 900 طالب، يتوزعون على 23 محافظة تركية، حتى أن أحياء وحارات في تركيا باتت تعرف بأنها خاصة باليمنيين.


إسماعيل العبسي، شاب يمني يعمل في إحدى شركات السفر والسياحة في اسطنبول، يقول في حديثه إلى "العربي": "جئت إلى تركيا للحصول على فرصة عمل مناسبة، وصحيح أن أكثر المتواجدين من اليمنيين في تركيا هم من أعضاء التجمع اليمني للإصلاح بحكم أن تركيا تحتضن منتسبي جماعة الإخوان المسلمين من كل أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه هناك الكثير من المواطنين اليمنيين الذين سئموا الحرب والدمار ولجأوا إلى تركيا وهم غير منتمين لأي فصيل سياسي، كما أن الكثيرين يعتقدون أن كل اليمنيين المتواجدين هنا هم من ميسوري الحال، هذا اعتقاد خاطىء لأن هناك عدداً من الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها وشبابها عاطل عن العمل".


لاجئون
وزراء وبرلمانيون ورجال أعمال وشخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية كان لها اليد الطولى في أحداث اليمن منذ ثورة فبراير من العام 2011، وجدوا في تركيا البلد المناسب للعيش ولاحتضان مؤسساتهم التجارية والاعلامية، كالسياسي والملياردير حميد الأحمر، الذي يمتلك مجموعة من الشركات الاستثمارية الكبرى في تركيا، وكذلك السياسية توكل كرمان، التي تمتلك قناة فضائية ومؤسسات حقوقية وإغاثية، وغيرهم من القيادات الوسطية لـ"حزب الإصلاح". وفي هذا الصدد يقول أحمد الحساني، رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في اسطنبول، في حديث >

"لم يلجأ الإصلاحيون إلى تركيا إلا بعد أن قام الحوثيون بانتهاك حقوقهم التي كفلها لهم الدستور اليمني في العيش بحرية وكرامة، فالحوثيون اقتحموا منازل ومقرات حزب الإصلاح في مراكز المحافظات والمديريات وحتى القرى، وزج بهم في السجون ومنعوا من أداء أعمالهم، وصودرت الشركات والمؤسسات والجمعيات التابعة، لهم ولم يسلم أي فرد منتم لحزب الإصلاح من بطش أنصار الله... حال الإصلاحيين اليوم هو كحال الحوثيين عندما كانوا ملاحقين في عهد صالح وكانوا لاجئين في إيران".


الأستاذ في جامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان، أحد الشخصيات الآكاديمية المقيمة في تركيا، يقول لـ"العربي": "خرجت من اليمن إلى تركيا جبراً بعد تعرضي لمحاولة اغتيال فاشلة، وكنت أدرك أن مرحلة ما بعد الانقلاب لن تتحمل الأصوات المغايرة، وفي لحظات شعرت أنه يتوجب علي العودة إلى اليمن والمشاركة الميدانية، ومن خلالكم أجدد طلبي ورغبتي في العودة إلى الوطن، وأقول إن وجودنا خارج الوطن ضرورة، كانت مؤقتة، وإننا عائدون للوطن لأننا ندرك أنها معركة استعادة الدولة والجمهورية، وهذا يتطلب تضافر الجهود وتكامل الأدوار، وبشكل عام أنا شخصياً أعيش جسدياً خارج الوطن ولكني أعيش وأتنفس اليمن وأقوم بدوري كآكاديمي في الأوساط الإعلامية والبحثية ناقلاً تطلعات شعبنا اليمني إلى التغيير والعدل والحرية".


... أم خونة؟
ويصف عمار إسماعيل، الصحافي في الهيئة الإعلامية لـ"أنصار الله"، المتواجدين في تركيا من أعضاء ومناصري "التجمع اليمني للإصلاح" بـ"الخونة"، ويقول في حديثه إلى "العربي": "تركيا كغيرها من الدول المؤيدة للعدوان السعودي على اليمن كان موقفها واضح فيما يحدث... ومن الطبيعي أن تحتضن عملاء ممن باعوا اليمن وباعوا أنفسهم بثمن بخس. غير أن ما يميز تركيا عن غيرها هو وجود قيادات كبيرة من حزب الإصلاح أنشأت لها مصالح تجارية هناك بعد أن نهبوا وسلبوا مقدرات الشعب اليمني، ولهذا نجد أن من فروا إلى تركيا هم من هذا الحزب، لم تلاحق أنصار الله إلا الخونة الذين كانوا يوزعون الشرائح التي بواسطتها استهدفت الطائرات والصواريخ المواطن اليمني، ومعلوم للجميع السياسة التركية في المنطقة العربية وعلاقتها المباشرة مع الكيان الإسرائيلي، وبالتالي هو اتفاق ضمني ينتهجه الفارون اليمنيون إلى تركيا".


فرض تأشيرة
وكانت تركيا قد أعفت اليمنيين من تأشيرات الدخول، لكنها تراجعت، أسوة بالعراقيين والسوريين، كإجراء مؤقت ولدواع أمنية، بعد وقوع الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وعلى إثر ذلك قامت السلطات التركية باعتقال عدد من الطلاب اليمنيين بتهمة تعاونهم مع جماعة السياسي التركي المعارض، فتح الله غولن، وأفرجت عنهم بعد أن تأكدت أن لا علاقة للطلاب اليمنيين بتلك الجماعة، وفي آخر التصريحات الرسمية للصحافة التركية حول العلاقات اليمنية التركية يقول عمر فاروق كوركماز، مستشار رئيس الوزراء التركي، للجالية العربية: "أتمنى من الإخوة اليمنيين أن يشعروا بأنهم جزء من المجتمع التركي فينسجموا ويتعايشوا ويستفيدوا من تجربتنا، وبالتالي ينقلون هذه التجربة التركية الديمقراطية في الحرية والعدالة وتعدد الأحزاب السياسية، ولا يتخلّون عن ثقافتهم اليمنية المحلية بالطبع. و تركيا لا تحب أن تتدخّل في الشؤون الداخلية لليمن، نحن نعرف أن هناك أطرافاً حساسة، لكن لا بد من القول إنه من الممكن لتنسيق سعودي تركي أن يكون جزءاً من الحل في اليمن".


وتجمع اليمن وتركيا روابط اجتماعية وثقافية تاريخية، تمثلت بإقامة عدد كبير من العائلات اليمنية في تركيا، وتفضيل عدد من العائلات التركية البقاء في اليمن، عقب مغادرة العثمانيين عام 1918.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص