الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أبين... ممر "القاعدة" إلى "غزوة عدن"؟
الساعة 19:06 (الرأي برس - عربي )

لم تُسجل للحكومة اليمنية في عدن، جنوبي اليمن، أي تحركات لاستعادة السيطرة على أربع مديريات في محافظة أبين، سيطر عليها تنظيم "القاعدة" قبل نحو شهر، بعد انسحاب قوات "الحزام الأمني" منها، رغم مخاطر استكمال التنظيم فرض سيطرته على محافظة قريبة من مقر الحكومة. وعلى العكس من ذلك، فقد تحرك التنظيم، الجمعة الماضية، وهاجم قوات "الحزام" في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وآخر معاقل تلك القوات، إلى جانب مديرية خنفر القريبة منها. وبحسب بيان للتنظيم، ومصادر إعلامية متطابقة، فقد قتل في العملية عدد من أفراد قوات "الحزام" التي تتلقى دعماً من الإمارات. وتشير عمليات التنظيم الأخيرة في زنجبار إلى رغبته في فرض سيطرته على كامل محافظة أبين، التي تزيد مساحتها على 16 ألف مربع.


ليست هدفاً
غير أن مصادر مقربة من تنظيم "القاعدة" أكدت، لـ"العربي"، أن السيطرة على أبين ليست هدفاً في حد ذاته؛ فالتنظيم، بحسبها، غير مستعد لأن يصبح سلطة بديلة في المحافظة، ولهذا اكتفى بهيمنته عليها دون نشر مقاتلين أو حتى تطبيق برنامج "الحسبة" المتعلق بموضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي طبقه في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن. وتدلل المصادر على ذلك أيضاً بانسحاب التنظيم من المحافظة، العام الماضي، رغم أن لديه إمكانات يمكن أن تساعده على الصمود لأشهر، كما حدث خلال عامي 2011 ـ 2012م، على حد تعبيرها.


عدن السيطرة على أبين ستجعل حركة التنظيم باتجاه البيضاء سهلة
وبحسب المصادر، فإن سيطرة التنظيم على المحافظة، ولو لفترة وجيزة، ستجعله على مقربة من مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية، الأمر الذي قد يسهِّل عليه تنفيذ عمليات فيها، بعد توقف دام أشهراً. وتقع مدينة زنجبار، عاصمة أبين، شرق مدينة عدن، على بعد نحو 60 كيلو متراً.


البيضاء
كما أن السيطرة على محافظة أبين ستجعل حركة التنظيم بينها وبين محافظة البيضاء، وسط البلاد، سهلة، وستتيح له إرسال إمدادات ودعم إلى المواقع التي يتمركز فيها مسلحوه بالبيضاء، حيث يخوض مواجهات، منذ أكثر من عام، مع جماعة "أنصار الله" وحلفائها. وتلفت مصادر مقربة من التنظيم إلى أنه عانى خلال فترة تواجد قوات "الحزام الأمني" في مديرية لودر، أقرب مديريات المحافظة إلى البيضاء.


إستدراج
ولا يستبعد محللون أن يكون استدراج "أنصار الله" وحلفائها محافظة أبين، من أهداف سيطرة تنظيم "القاعدة" عليها. وبحسب هؤلاء، الذين تحدثوا إلى "العربي"، فإن التنظيم ربما أراد تسليط الضوء على خصم آخر غيره، بالإضافة إلى إثارة العامل الطائفي الذي قد يدفعه إلى قيادة معارك "المقاومة"، بعد أن تحول إلى هدف لها خلال الأشهر الماضية. ويضيف المحللون أن التنظيم اختار هذا التوقيت بعد أن ترجح لديه أن هذا الإستدراج سينجح، نظراً إلى حاجة خصوم حكومة هادي لتعويض خسائرهم في الشمال بتحقيق تقدم في الجنوب.


توقيت قاتل
ورغم أن التنظيم سينسحب من أبين بمجرد أن تتحرك قوة حكومية لاستعادتها، وهو ما يجعل سيطرته عليها عدمية، إلا أنه يدرك أن الحكومة لن تحرك قوة لنشرها في المحافظة حالياً. فإلى جانب أن هناك عملية عسكرية في ساحل محافظة تعز الغربي، ضد خصم آخر، هناك خلاف كبير بين الرئيس هادي وبين دولة الإمارات المسؤولة عن دعم مليشيا "الحزام الأمني" غير النظامية، عدا عن وجود خلافات كبيرة بين الفصائل المحسوبة على "المقاومة الشعبية" في مدينة عدن، والتي كانت أحداث مطار عدن الدولي أحد تجلياتها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص