الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"عياذ شبوة"... أطلب الرزق ولو في جبال الملح
الساعة 20:28 (الرأي برس - عربي )

"من أجل لقمة العيش"، يكافح معظم سكان منطقة عياذ التابعة لمديرية جردان بمحافظة شبوة، منذ زمن طويل، في مناجم الملح، حيث يبذلون جهداً شاقاً في استخراج الملح الصخري عن طريق نحت الجبال، غير مبالين بالمخاطر التي تحدق بهم يومياً؛ فهمهم الوحيد من ذلك جلب لقمة العيش لأبنائهم.


مصدر رزق
ويعول معظم سكان عياذ على مهنة استخراج الملح، فهي تعد مصدر رزقهم، برغم أن عائدها المالي قليل ولا يقضي كل احتياجاتهم الأساسية، إلا أن أوضاع البلاد المتفاقمة، وتزايد معدلات الفقر والبطالة، وغياب فرص العمل، أوضاع دفعت بالكثير منهم لتوارث هذه المهنة والعمل فيها. مبارك ناصر حاصل على شهادة الثانوية العامة، لكنه لم يتمكن من إكمال تعليمه، مثله مثل الكثير من شباب المنطقة. يقول مبارك، في حديث، إن ظروف الحياة الصعبة أجبرته على التوقف عن التعليم، ولجأ للعمل في منجم الملح على الرغم من عائده البسيط، والذي لا يكاد يوفر لقمة العيش لأسرته.


مهنة الآباء والأجداد تشكل الصخور المتساقطة خطراً يهدد حياة العاملين
وبكفين ارتسمت عليهما آثار جروح وشقوق قديمة، يتمسك الستيني محمد القرموشي بمهنة استخراج الملح التي ورثها عن والده وجده. يقضي الحاج محمد معظم وقته في العمل وسط منجم الملح. وإلى جانبه، يتخذ كل عامل زاوية في المنجم. يعملون جميعهم فيه طوال ساعات النهار على نحت الصخور والأحجار بأيديهم، مستخدمين أدوات بسيطة تساعدهم في استخراج الملح الصخري، ومن ثم يقومون بتعبئة الملح بأكياس قبل بيعها في أسواق المدن التجارية.


ويبذل كل عامل جهداً كبيراً في استخراج الملح. وينتج كل واحد منهم في اليوم ثلاثة إلى خمسة أكياس تقريباً، ويتم بيع الكيس الكبير بخمسمائة ريال يمني، أما الكيس الصغير فيباع بثمانين ريال يمني فقط. كما يقومون بتصديره إلى محافظتي شبوة وحضرموت. 


صعوبات ومخاطر
يقول عيضة عبد الله، من أهالي منطقة عياذ، في حديث، إن "الجهات الحكومية في المحافظة لم يسبق لها أن قدمت أي دعم مادي يسهل من مهمة عملهم الشاق". إذ يكافح العاملون في منجم الملح بإمكانيات شحيحة؛ فلا يمتلكون سوى الفأس والعصا والأكياس التي يحفظون بداخلها مادة الملح.

وتكمن معاناتهم الأكبر في قيامهم بنقل أكياس الملح على ظهورهم من أسفل الجبل إلى الأعلى، عبر منحدرات خطيرة. 


كما تشكل الصخور المتساقطة خطراً آخر يهدد حياة العاملين. وهي سبق وأن أودت بحياة عدد منهم قبل سنوات. وتتضاعف صعوبات العاملين لاسيما في موسم هطول الأمطار، حيث يضطرون إلى التوقف عن العمل لعدم توفر الآلات لديهم لشفط المياه الراكدة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً