ضربة موجعة تلقتها القوات الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ليل الثلاثاء - الأربعاء، في جبهة المخا، على الساحل الغربي لليمن. صاروخ حراري موجه أطلقه مسلحو حركة "أنصار الله" والقوات المتحالفة معها على مدرعة كان يستقلها نائب رئيس هيئة الأركان في القوات الموالية لهادي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، في منطقة يختل، شمال مدينة المخا، ما أدى إلى مقتله على الفور. وأفادت مصادر "العربي" بأنه قتل إلى جانب اليافعي كل من: حمود فضل محمد ناجي، محمد فاضل محمد، وحسن عبد الكريم علي. وترددت أنباء عن مقتل قائد القوات الإماراتية في اليمن، العميد ناصر مشبب، في الهجوم، إلا أنه لم يتم التأكد من هذه المعلومة حتى الآن.

وذكر مصدر عسكري، لوكالة "فرانس برس"، أن جثة اليافعي نُقلت إلى مدينة عدن الجنوبية، حيث من المقرر تشييعه يوم غد الخميس، بمشاركة مسؤولين حكوميين وقيادات عسكرية. وبعث الرئيس هادي، إثر الحادث، ببرقية تعزية إلى أسرة اليافعي، قال فيها إن الأخير "كان قائداً فذاً وخبيراً عسكرياً وإدارياً ناجحاً"، متوعداً بأن "تلامذة وزملاء اليافعي سيمرغون أنف المليشيات الإجرامية في التراب، كما مرغها هو وزملاؤه من قبل"، داعياً "الإنقلابيين إلى توفير الفرحة لأنفسهم، فأبطال الشرعية والجمهورية والدولة الإتحادية يدقون أبواب محافظة الحديدة". وكانت الرئاسة جثة اليافعي نُقلت إلى مدينة عدن الجنوبية، حيث من المقرر تشييعه يوم غد نعت اليافعي في بيان، أكدت فيه أن "تضحيات أبناء اليمن عسكريين ومدنيين لن تذهب سدى، وأن النصر قريب". بدوره، بعث نائب الرئيس، علي محسن الأحمر، برقية عزاء، إلى أسرة اليافعي، وصف فيها نائب رئيس الأركان بأنه "كان أحد صانعي الإنتصارات وأحد قادتها الأبطال"، جازماً أنه "لن يتم التراجع عن حلم الدولة الإتحادية، مهما كانت التضحيات التي سنقدمها في طريق النصر القادم، الذي بات قاب قوسين أو أدنى". 

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم القوات الموالية لحكومة الإنقاذ، العميد أحمد شرف لقمان، "(إننا) لا نلعب في هذه المعركة"، لافتاً إلى أن "ما تحدثنا عنه سابقاً تحقق، ومفاجآتنا القاصمة هي القادمة"، مشيراً إلى أنه "لولا المعلومات الإستخبارية الدقيقة، لما تحققت الإنجازات على مختلف الأصعدة". وبمقتل اليافعي، تكون القوات الموالية لهادي قد خسرت أحد أبرز الرجالات الذين راهنت عليهم في تحقيق انتصار بالجبهات الغربية، بعدما فقدت، مطلع العام الجاري، العميد الركن عمر سعيد الصبيحي، الذي أوكلت إليه مهمة قيادة اللواء ثالث حزم في جبهة ذباب. والعميد أحمد سيف محسن اليافعي المحرمي من مواليد العام 1950 في منطقة رصد بمديرية يافع في محافظة لحج. حائز على بكالوريوس علوم عسكرية من روسيا عام 1974، وعلى ماجستير علوم عسكرية من روسيا أيضاً عام 1984. شغل منصب قائد للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب حتى فبراير من العام 2016، حيث أصدر الرئيس هادي قراراً بتعيينه قائداً للمنطقة الرابعة.

ويعيد مقتل اليافعي تزخيم الجدل الدائر في جنوب اليمن، بشأن مشاركة جنوبيين في المعارك الدائرة وسط البلاد وشمالها ضد "أنصار الله" والقوات المتحالفة معها. ويعتبر مناهضو تلك المشاركة مقتلة نائب رئيس الأركان دليلاً إضافياً على صحة رفضهم الإنخراط في معركة، يعتبرون أن لا ناقة لأبناء الجنوب فيها ولا جمل.