الجمعة 22 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ساكنو السواد... إدمان على الغارات!
الساعة 20:34 (الرأي برس - عربي )

إحتلت منطقة السواد الواقعة في الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء، المرتبة الثانية بعد منطقة عطان والنهدين، في عدد الغارات التي نفذتها طائرات "التحالف" على العاصمة، منذ بدء الحرب أواخر مارس 2015، وهو ما حول حياة الآلاف من السكان الذين يعيشون في المنطقة إلى حجيم.
مسلسل رعب


مسلسل رعب لا نهايات له يعيشه سكان سواد صنعاء منذ قرابة العامين، فغارات شبه يومية تهز كافة أرجاء أحياء السواد المكتظة بالسكان. وبسبب جغرافيا الضاحية الجنوبية التي تقع فيها منطقة السواد، والتي تعد من المناطق المفتوحة التي لا حواجز فيها، يزداد تأثير تلك الغارات على المساكن القريبة من المعسكرات المتواجدة في المنطقة. أضرار تراوحت بين جسيمة ومتوسطة


وطفيفة طاولت مساكن المواطنين في المنطقة. وإضافة إلى الأضرار المادية، فإن المواطنين في المنطقة يعانون أضراراً نفسية وصحية بسبب الغارات الكثيفة. حالات تشنج وخوف في أوساط الأطفال وحالات إجهاض بالمئات، كما تؤكد الطبيبة أمل محمد التي تعمل في عيادة الخير، القريبة من حارة البورزان، الواقعة مابين السواد وقاع القيضي. 


كذلك، يتذكر طلاب مدرسة الميثاق الكثير من قصة رعب يعيشونها نتيجة غارات طائرات "التحالف" على المدرسة في أوقات الدوام الدراسي، والتي تجبر المدارس في المنطقة على إخلاء طلابها كإجراء للحفاظ على حياتهم.


إصرار البقاء
ولوحظ  خلال الزيارة  لعدد من الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان في منطقة السواد، مدى الأضرار التي طالت المنشآت ومنازل المواطنين. ورغم ذلك، هناك إصرار عجيب من قبل السكان على البقاء في منازلهم والعيش تحت أعلى درجات الخطر. فسكان السواد، وخاصة القريبون مع مرور الوقت واستمرار الغارات أصبح الأمر اعتيادياً من محيط معسكرات الحرس الجمهوري التي تتواجد في المنطقة، لاسيما معسكر 48 ومعسكر السواد ومعسكر ضبوه، أجبرتهم كثافة الغارات في مطلع أبريل 2015 على النزوح الإجباري، ولكن استمرار الحرب ومعاناة الشتات أجبرت الكثير منهم على العودة إلى منازلهم والعيش تحت رحمة الغارات. 


فيصل الحزمي، أحد سكان حي الميثاق في السواد، نزح من منزله في أبريل 2015، وظل لستة أشهر متنقلاً ما بين مدينة إب ومديرية حزم العدين بحثاً عن أمان، إلا أنه يؤكد في حديث
لـ"العربي" أن حياة الشتات كانت أشد قسوة ومرارة من البقاء في المنزل. وفي حين فقد الحزمي الذي يعمل في ورشة إصلاح سيارات مصدر رزقه، فقد أطفاله الثلاثة إبراهيم ومحمد ونادين دراستهم عام 2015، فاضطر للعودة إلى المنزل للعيش فيه رغم المخاطر.


إدمان الغارات
الحاج سعد السباعي، من سكان حي الفروسية المقابل لمعسكر 48 في السواد، يحكي لـ"العربي" قصة الرعب التي تعايش معها الكثير من سكان الحي، مؤكداً أن الكثير من السكان أخلوا منازلهم خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب، كما تراجعت الحركة التجارية في أسواق السواد. وأضاف أنه بعد عام عادت الحركة التجارية تدريجياً إلى الأسواق، معيداً السبب في ذلك إلى تجاوز السكان الصدمة الأولى للحرب، والتي تسببت بحالة هلع في أوساط النساء والأطفال، ومع مرور الوقت واستمرار الغارات أصبح الأمر اعتيادياً. ويؤكد سعد، الذي لم ينزح من منزله منذ بداية


الحرب، أن سماع أصوات الغارات أصبح نوعاً من الإدمان لدى السكان، لكنه لم ينف وجود بعض المخاوف من شن غارات على الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين.


موجة بيع
رعب البقاء في أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء، ومعاناة الشتات، مثلا دافعاً كبيراً لأصحاب المنازل الواقعة بالقرب من معسكر 48 في السواد أو في الأحياء القريبة من سور المعسكر الذي يتجاوز طوله عشرة كيلومترات على البيع بأسعار متدنية، وشراء منازل أخرى في مناطق خالية من وجود معسكرات أو منشآت عسكرية. وتسببت الغارات أيضاً بتراجع الطلب على شراء الأراضي في منطقة ضبوة، الواقعة على بعد 10 كيلومترات من أحياء السواد، والتي تتبع مديرية سنحان.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص