الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حمود المخلافي في تعز من جديد: هل يصلح ما أفسدته "المقاومة"؟
الساعة 20:12 (الرأي برس - عربي )

تعيش مدينة تعز أوضاعاً صعبة وحرجة، نتيجة للانفلات الأمني، والصراع المسلح بين فصائل "المقاومة" المتعددة. أوضاع أربكت سلطات الرئيس عبد ربه منصور هادي و"التحالف العربي" اللذين وجدا نفسيهما عاجزَين عن ضبط الأوضاع. ويتخوف الطرفان من تنامي نفوذ فصائل "المقاومة" المدعومة من قبلهما، بما يعني تفاقم الصراع وفقدان الحكومة أي قدرة على التحكم في مجريات الأمور. في خضم ذلك كله، جرى استقدام قائد "المقاومة الشعبية" في تعز، حمود المخلافي، إلى المدينة، في خطوة قرأها البعض على أنها محاولة للم شمل فصائل "المقاومة"، فيما رأى آخرون أنها جاءت بإيعاز من حزب "الإصلاح"، لمناكفة الإمارات، وخلق توازن قوى داخل "المقاومة" خصوصاً مع السلفيين. وأياً كانت الأسباب الحقيقية لعودة المخلافي، يبقى السؤال: هل يصلح حمود ما أفسدته "المقاومة"؟


المحلل السياسي، الدكتور وهاج المقطري، يجيب، بأنه "بالطبع لا، لن يستطيع المخلافي أن يصلح ذلك أبداً، بل قدومه أعتقد سيزيد الطين بلة، لأن عودته هي بالأساس جاءت لخلق توازن قوى داخل مدينة تعز مع السلفيين"، مضيفاً أن "استقدامه جاء من قبل حزب الإصلاح، نكاية بالإمارات التي تريد بسط نفوذها عبر السلفي أبو العباس كما فعلت في عدن عبر بن بريك". ويرجح المقطري أن تصبح "تعز في قادم الأيام أرض معركة بين الإصلاح والسلفيين"، متوقعاً أن "تنتقل تعز لمرحلة أخرى أشد سوءً مما هي عليه الآن، وأظنها ستكون إحدى المناطق غير الآمنة التي تحدث عنها ترامب".


في المقابل، إستبعد الناشط السياسي، معاذ المقطري، في حديث له، أن يكون "استقدام المخلافي بطلب من قيادات التجمع اليمني للإصلاح بتعز"، نافياً أن "يكون المخلافي إخوانياً أصلاً، وإن حاول الإخوان تقديمه كذلك"، معتبراً أن "مشكلة الشيخ حمود هي أنه لا يعترض على تقديم الإصلاح له على أنه منهم، وهو رجل صادق وشجاع وطيب القلب وعاطفي، ولكنه ليس مسيساً وهو مخلافي أكثر منه إصلاحي، لكن المكنة الإعلامية لحزب الإصلاح عملت على طمس معالمه كمخلافي تعزي يعبر عن روح تعز، وحفرت فيه معالم الإصلاحي صديق الزنداني وعدو الإمارات العربية، مع أن حمود استقبل عبد المجيد الزنداني وساعده في محنته وساعده على النفاذ بجلده والهروب إلى السعودية كما ينبغي لشيخ قبلي وقائد وطني شهم".


ويتابع أنه "في بداية الأزمة، بدا الشيخ المخلافي قائداً تعزياً جامعاً مع أن تعز لا تجمع على قادة موحدين لها، وهذا الإجماع أخذ يتسرب من حوله بمقدار ما حاول حزب الإصلاح تقديمه كممثل ضمني وصريح لهم، والمخلافي نفسه لم يكترث بهذا التصنيف، في حين كان هو الأقرب والأكثر جاهزية لكسب ثقة التحالف والإمارات العربية، على وجه الخصوص، فإذا كان القائد المحنك عيدروس الزبيدي ورفيقه شلال شائع قد تمكنوا من قيادة الضالع وحرروها بعيداً عن البهرجة الإعلامية وكسب القائدان ثقة الإمارات بدرجة أساسية، المخلافي كان بوسعه أن يمثل تعز بنفس المستوى ويكسب الإمارات العربية". تحمل عودة المخلافي في هذا التوقيت إلى مسرح العمليات العسكرية أبعاداً عدة


ويزيد أن "المخلافي لن يعود إلى تعز من أجل تشكيل توازن لكفة الإصلاح مقابل السلفين، كون الرجل لديه فرص أكبر للحصول على تأييد وإجماع يتجاوز انقسامات وصدام الفصائل والصراع الحزبي المحموم، فرصه في لم الشتات أكبر من فرصه في معادلة الأمور لصالح طرف، هذا ما فهمته ذات يوم من القائد الناصري عبد الله نعمان الذي كان يشيد بمصداقية المخلافي وقدرته على احتواء الكثير من المشكلات". ويتمنى المقطري أن "يكون الشيخ حمود قد عاد بطلب من الرئيس ليسهم مع قادة الأحزاب والجيش الوطني بلم الشتات التعزي الذي لا يسر أحداً، أمام الجميع فرصة لذلك".


ويرى مراقبون أن عودة المخلافي ستشعل أعواد ثقاب مواجهات مسلحة بين فصائل "المقاومة"، وستؤدي إلى كارثة حقيقة في تعز، لن يكتوي بنارها سوى المواطنين الأبرياء. يفسر ذلك القيادي السلفي، عضو الهيئة العليا لحزب "الرشاد" السلفي، محمد طاهر أنعم، في حديث "، بأن "الأمر بات جلياً اليوم أن قيادات التجمع اليمني للإصلاح ترى أن أبو العباس شب عن الطوق، وأنه وجماعته صاروا يرون أنفسهم جماعة ندة لن تسمح للحزب بالاستمرار في قيادة العمل السياسي بالمدينة، ولذلك عملت على استقدام القيادي الإصلاحي والمقرب من علي محسن، حمود سعيد المخلافي، في محاولة منهم لاستغلال جماهيريته لدى كثير من المغرر بهم في تعز". ويأمل أنعم أن "لا تتطور أحداث تلك الإختلافات والتي بتطورها قد تشهد مدينة تعز صراعاً سيكون المدنيين والأبرياء، الذين لا ناقة لهم ولا جمل، هم الضحية في كل ما يجري من متاجرة باسمهم منذ بدء هذه النزاعات المسلحة قبل سنتين".


وتحمل عودة المخلافي، في هذا التوقيت، إلى مسرح العمليات العسكرية، كما تفيد مصادر مقربة من حكومة هادي، أبعاداً عدة، خصوصاً بعد مغادرته في ظروف صعبة مرت بها المدينة، متذرعاً آنذاك بأن "التحالف خذل تعز". وهذا ما يؤكد، بحسب المصادر، أن خروجه قبل عام كان بسبب عدم رغبة "التحالف" في ذلك الوقت بتحريك جبهة تعز، وأن هذه العودة لا تخرج عن إطار إجماع "التحالف" على حسم معركة تعز، وكسبها ورقة ضغط قوية في أي تسويات قادمة مثلما تقول المصادر. ويذهب المحلل السياسي، ياسين التميمي، في حديث إلى "العربي"، إلى أن "شروط تواجد قائد المقاومة متواجدة الآن، خصوصاً ما يتعلق منها برضا التحالف. لكن يبدو أن وجوده بات ضرورياً لاستعادة التوازن إلى هذه الجبهة، بعد المواجهات العبثية التي دارت مؤخراً بين أبو العباس وفصيل مسلح موالي للقائد صادق سرحان".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً