السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ميناء الحديدة... شريان حياة اليمنيين
الساعة 21:43 (الرأي برس - عربي )

خلال النصف الأخير من العام 2016 تم تصدير 108 آلاف طن من مختلف المنتجات اليمنية التي صدرت إلى دول آسيا ودول القرن الأفريقي

تحت أكثر من مبرر، كانت ولا تزال السيطرة على ميناء الحديدة من قبل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي و"التحالف العربي" هدفاً رئيسياً، فبعد أن تعرض الميناء الخدمي للحصار والتدمير، تحاول قوات هادي نقل المعركة إلى الحديدة والسيطرة على الميناء الرئيسي الذي يستقبل 70% من واردات البلاد بهدف تشديد الحصار على صنعاء.


وفي ظل الغموض الذي يكتنف المواجهات المستمرة بين أطراف الصراع في المناطق القريبة من مدينة المخا، وتمكن القوات الموالية لهادي من السيطرة على مناطق محاذية للساحل الغربي في البحر الأحمر، تصاعدت التهديدات بنقل المعركة إلى محافظة الحديدة والسيطرة على مينائها، وعمدت قوات "التحالف" إلى احتجاز عدد من السفن التجارية التي تحمل تراخيص مرور.


حركة الميناء 
الميناء الذي يغذي 21 مليون مواطن بالغذاء والدواء والوقود يستقبل 70% من إجمالي واردات اليمن، تراجعت قدراته التشغيلية خلال العام الماضي بنسبة 60% بعد أن تعرض للاستهداف المباشر من قبل طيران "التحالف" بـ 14 غارة جوية، أدت إلى تدمير الكرينات الخاصة بالميناء والرافعات الجسرية التي كانت تتعامل مع 70% من الواردات، كما تعرضت مستودعات وأرصفة الميناء للاستهداف، وهو ما تسبب بتباطؤ نشاط الميناء.


تداعيات الحرب والحصار أدت إلى تراجع الحركة الملاحية في الميناء بنسبة 50% خلال العامين الماضيين. فالميناء الذي استقبل 718 سفينة عام 2014، استقبل 404 سفينة تجارية فقط خلال العام 2015، إلا أن الحركة الملاحية ارتفعت نسبياً العام الماضي بعد أن أجبرت الاضطرابات الأمنية في عدن عشرات التجار إلى الهروب من ميناء عدن والعودة إلى ميناء الحديدة.


ووفق تقرير صادر عن ميناء الحديدة، حصل على نسخة منه، فإن إجمالي السفن التجارية ارتفعت إلى 412 سفينة العام الماضي، منها 323 سفينة شحن تجارية و100 ناقلة نفطية، وأشار التقرير إلى تراجع الحاويات الواصلة إلى الميناء من 142 ألفاً و577 حاوية عام 2015 إلى 107 آلاف و546 حاوية في 2016 بنسبة انخفاض بلغت 25 % بسبب الأضرار التي طالت كرينات الميناء، كما تراجعت حركة مناولة الحاويات في الميناء من 313 ألف و274 حاوية عام 2014 إلى 142 ألفاً و577 حاوية العام 2015 وبنسبة انخفاض بلغت 54%.


عودة التصدير
تسبب الحصار البحري بتراجع الصادرات اليمنية عبر ميناء الحديدة إلى الأسواق الخارجية من 227 ألفاً و134 طناً في العام 2014، إلى 99 ألف طن من مختلف المنتجات اليمنية خلال الأشهر الثلاث الأول من العام 2015، قبل أن يتوقف تصدير البضائع بسبب الحصار البحري الذي فرضة "التحالف" على الموانئ اليمنية.


وأكّد مصدر ملاحي في تصريح أن عودة سفن الحاويات إلى الميناء منتصف العام الماضي، وذلك بعد انقطاع دام عاماً ونصف عام، أتاح فرصة للمنتجين لاستئناف صادراتهم إلى الخارج، كاشفاً أنه خلال النصف الأخير من العام 2016 تم تصدير 108 آلاف طن من مختلف المنتجات اليمنية التي صدرت إلى دول آسيا ودول القرن الأفريقي. وعلى الرغم من القيود التي يفرضها "التحالف" على الواردات وتراجع القدرات التشغيلية لميناء الحديدة، إلا أنه استقبل في العام الماضي 4 ملايين و931 ألفاً و630 طناً من واردات الغذاء والدواء والوقود والبضائع الأخرى. 


وأوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر، القبطان محمد أبو بكر إسحاق، أن "تحسن الحركة الملاحية في الميناء جاءت عقب تسلم فريق تابع للأمم المتحدة مهمة تفتيش السفن في جيبوتي من قبل التحالف الذي كان يعيق تدفق الشحنات التجارية للميناء، وكذلك ثقة الخطوط الملاحية والتجار والشركات بالميناء".


وشدد إسحاق في تصريح  على أن "ميناء الحديدة لا يشكل تهديداً لأي دولة، ويقوم بخدمة الإحتياجات الداخلية للشعب اليمني، واستهدافه يعد استهدافاً للشعب اليمني برمته".


الكرينات المحتجزة
بالتزامن مع وجود عشرات البوارج التابعة لـ"التحالف" قبالة الساحل الغربي لمساندة القوات الموالية لهادي قبالة المخا، أقدمت قوات "التحالف" على احتجاز عدد من السفن التجارية، وسفينة تحمل مساعدات مقدمة من برنامج الغذاء العالمي في غاطس ميناء الحديدة منذ أيام دون مبرر. 


مصدر ملاحي في الميناء كشف لـ"العربي" أن قوات "التحالف" تحتجز السفينة "اسبجرج" التي تحمل على متنها مساعدات مقدمة للشعب اليمني بالإضافة إلى أربعة كرينات من نوع "تيدانو" حمولة 60 طناً قدمها البرنامج إلى الميناء لرفع القدرة التشغيلية للميناء، وتسهيل دخول الغذاء الذي يغطي احتياج المتضررين.


ولفت المصدر إلى فشل محاولات برنامج الغذاء العالمي لدى "التحالف" للإفراج عن الكرينات المحتجزة منذ عدة أيام، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء اضطر محرجاً إلى تسليم قيادة الميناء الوثائق الخاصة بالكرينات الاثنين الماضي دون وصولها.


وتصاعدت في الأيام الأخيرة المخاوف من عرقلة عمل الميناء، شريان حياة اليمنيين، على وقع تهديدات "التحالف" بعد استهداف الفرقاطة السعودية قرابة الساحل الغربي، ومنع قواته عدداً من السفن من الرسو على الميناء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص