السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قرار ترامب بوجه اليمنيين... والدستور الأمريكي
الساعة 22:15 (الرأي برس - عربي )

أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمنع منح اليمنيين ومواطنين من ست دول عربية وإسلامية أخرى تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، استياء عارماً في أوساط الجالية اليمنية في أمريكا، خصوصاً بعد قيام السلطات المصرية ببدء تنفيذ القرار ومنع أحد المسافرين اليمنيين الذي كان في زيارة مؤقتة إلى اليمن من العودة إلى الولايات المتحدة التي كان يقيم فيها.


مصادر خاصة أكدت ان منع اليمنيين الذي يحملون أيضاً البطاقات الخضراء (الجرين كارد) من دخول أمريكا لمدة ٩٠ يوماً. إجرائات قاسية ضد اليمنيين اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة التي بررت ما قامت به بأنها خطوات مهمة ستساعد في حماية الأمريكيين من الهجمات الإرهابية.


ويأتي هذا القرار بعد أيام من حديث السفير اليمني لدى الولايات المتحدة، أحمد عوض بن مبارك، عن لقائة بالرئيس الأمريكي ترامب، وتأكيد الأخير له خلال حفل تنصيبه أن اليمن ستكون من أولوياته. لكن أولويات ترامب جاءت مخيبة لآمال اليمنيين خارج الولايات المتحدة وحتى داخلها، ففي مطار جون كنيدي احتج مئات الأمريكيين على قرار منع دخول المهاجرين إلى أمريكا، ومنهم اليمنيين، وعمت المظاهرات أرجاء الولايات المتحدة بشكل عفوي عقب إصدار القرار بساعات 
قرار عنصري


عدد من الناشطين والصحافيين اليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة وصفوا القرار بالمجحف. محمد رشاد عبيد، صحافي يمني مقيم في نيويورك، أكد في حديثه إلى "العربي" أن "قرار ترامب يفاقم من معاناة اليمنيين في الخارج، في وقت كان ينتظر اليمنيون قرارات تخفف من وطأة الحرب التي يعانون منها طيلة عامين مضت، ولكن قرار ترامب الأخير بخصوص اليمنيين كان غير صائب ولن يستمر".


من جهته، يقول قاسم المريسي، وهو فنان يمني مقيم في ولاية أوفلو الأمريكية، في حديثه إلى "العربي": "نتألم عندما ينظر إلى اليمنيين أنهم إرهابيون، وهم في حقيقة الأمر ضحايا لإرهاب جماعات ودول، قرار الرئيس ترامب يعتبر أولى القرارات الخاطئة والعنصرية التي أبداها تجاه اللاجئين والمهاجرين اليمنيين، يجب أن يتذكر ترامب الإسهامات الكبيرة للمهاجرين اليمنيين في إعمار الولايات المتحدة منذ عام 1938، وهناك دلائل وشواهد كثيرة تحكي إنجازات اليمنيين الإيجابية في بلدهم الثاني، ومنها قصة نهوض مصانع فورد على أيدي العمال اليمنيين، والكثير من القصص التي تبين أن أغلب اليمنيين محبون للسلام، وأن القلة القليلة هي التي شوهت تاريخهم وحضارتهم".


ويضيف المريسي: "قرار ترامب ليس دستورياً، ولقد بدأت عدة منظمات حقوقية في إجراءات رفع دعاوى ضد هذا القرار اللامسؤول، خصوصاً أنه لم يقدم إلى الكونجرس إلى الآن لكي ينال الموافقة، وهناك الكثير من القرارات التي أصدرها أوباما خلال فترة حكمه، ولكنها لم تنفذ وعرقلها المشرعون في مجلس الشيوخ والكونجرس".


حتى تتضح الصورة
سعد المسمري، وهو سياسي أمريكي من أصل يمني، يشغل منصب نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة هام تراميك بولاية ميتشغان الأمريكية، ينصح اليمنيين وغيرهم من الذين ينتمون إلى الجنسيات التي شملها قرار ترامب بالتريث وعدم الانجرار وراء دعوات تعصبية، ويقول: "بعد الاستفسار من محامين ومتابعة ذوي الاختصاص ننصح الاخوة اليمنيين الذين يحملون الجرين كارد داخل أمريكا بعدم السفر خارج أمريكا حتى تتضح الصورة أكثر، والاخوة الذين يحملون الجرين كارد خارج أمريكا محاولة الرجوع إلى أمريكا بأقرب فرصة، لتجنب أي قرارات مجحفة قد تصدر، أما الاخوة الذين يحملون الفيز الأخرى، كالسياحة والدراسة واللجوء والحاصلين على tpss ننصحهم عدم الخروج خارج أمريكا نهائياً في الوقت الحالي أيضاً لحين تتضح الصورة أكثر، وبالنسبة للاخوة الذين لديهم معاملات ومواعيد في جميع السفارات الأمريكية في عدة دول عليهم الاستمرار بمعاملاتهم بشكل طبيعي ما لم يوجد هناك أي إشعارات رسمية خلاف ذلك من جهات الاختصاص".

 

وعقب الضغط الشعبي الساخط على قرار ترامب داخل الولايات المتحدة، تمكنت منظمة "ACLU" الأمريكية من إصدار حكم قضائي بإلغاء قرار ترامب الصادر بمنع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية بعد رفعها قضية نيابة عن شخصين تم احتجازهما في مطار كيندي نيويورك، وتضمن الحكم مبررات الإلغاء المؤقت لعدم دستورية القرار ومخالفته للمساواة في الحماية في الدستور الأمريكي، وتم إرسال الحكم القضائي إلى البيت الأبيض والإدارة العامة للهجرة والجنسية وتم بموجبه إطلاق المحتجزين في مطار كينيدي في نيويورك.


ويعتبر هذا الحكم القضائي غير بات وقابل للاستئناف، ومن المتوقع أن تقوم إدارة ترامب بطلب الاستئناف، ما ينذر بمعركة قضائية مع ترامب وإدارته التي توصف بالعنصرية، وغير المحترِمة حتى للدستور الأمريكي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص