الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هل ينجح اتفاق التهدئة في تجنيب تعز الكأس المر؟
الساعة 21:22 (الرأي برس - عربي )

يبدو أن قدر تعز أن تعيش على وقع الحرب. المدينة التي أنهكتها الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والقوات الموالية لحركة "أنصار الله" والقوات الموالية لحكومة "الإنقاذ"، تعيش اليوم حرباً داخلية بإمتياز أكثر شراسة وأشد خطورة. ففي الوقت الذي كانت قوات "المقاومة الجنوبية" تخوض فيه معارك عنيفة في الساحل الغربي لتعز، كانت فصائل "المقاومة" في تعز، تتقاتل فيما بينها.


الاشتباكات بين العناصر المحسوبة على غزوان المخلافي وعناصر كتائب "أبو العباس" لا تكاد تخمد قليلاً حتى تعود للاندلاع، في وقت يسعى الرئيس عبد ربه منصور هادي لرأب الصدع بين الطرفين.
وأمس، أقدم عرفات الصوفي، أحد أفراد جماعة غزوان المخلافي على اختطاف الشيخ رضوان كواتي قاضي اللجنة العدلية، في كتائب "أبو العباس" وصهر قائد كتائب أبو العباس، انتقاماً على الأحداث التي حصلت بداية الشهر الحالي، حينما خطفت كتائب "أبو العباس" صهيب المخلافي أخو غزوان بعد اشتباكات دارت بين الطرفين، رداً على اقدام عناصر غزوان بالاعتداء على أيمن العكش، أحد أفراد أبو العباس، على خلفية صراع من أجل جباية سوق "ديلوكس". 


وعلى إثر عملية الاختطاف أمس، قام أبو العباس بتطويق ومحاصرة مبنى إدارة الشرطة، والبحث الجنائي، وديوان المحافظة، ومكاتب حكومية أخرى بحثاً عن غزوان، في حين قام مسلحون يتبعونه باقتحام قسم الجديري، ومبنى الأمن السياسي، وقطع خط الضباب.


تسارع وتيرة الأحداث إستدعت تدخل الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بالشيخ أبو العباس، قائد الجبهة الشرقية، في "المقاومة الشعبية"، وقائد كتائب "أبو العباس"، لتهدئة الأوضاع في تعز بعد الاشتباكات التي دارت.


وكلف هادي الأمين العام للتنظيم الناصري، المحامي عبدالله نعمان، بحل المشكلة ورفع تقرير مفصل حول ما حدث من قضية اختطاف الشيخ رضوان كواتي رئيس اللجنة العدلية من قبل عناصر غزوان وتداعياتها الأمنية.


وقالت مصادر مطلعة إن "نعمان التقى الشيخ أبو العباس وعرض عليه حل مبدئي ينص على انسحاب أبو العباس من المؤسسات الحكومية والشوارع مقابل تسليم صادق سرحان لغزوان المخلافي وصهيب المخلافي وعرفات الصوفي إلى الجهات الأمنية في العاصمة عدن. والافراج عن الشيخ كواتي". وأكدت المصادر لـ"العربي" أنه تم الإفراج عن كواتي، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، وأن مضمون اتفاق الحل سيتفذ بصورة غير قابلة للتأجيل بحسب طلب رئيس الجمهورية.كلف هادي الأمين العام للتنظيم الناصري، عبدالله نعمان، بحل المشكلة ورفع تقرير مفصل حول ما حدث


ونص الاتفاق الذي أبرم بين الأطراف بحضور عبدالله نعمان المكلف من رئيس الجمهورية، ووكيلي المحافطة الشيخ عارف جامل، والمهندس رشاد الأكحلي، ونائب مدير أمن المحافظة عدنان السقاف، وبحضور قائد الجبهة الشرقية الشيخ أبو العباس على:
1- يسلم المدعو صهيب علي عبدالله منصور المخلافي، بنظر الأستاذ عبدالله نعمان إلى اللجنة الأمنية للتحقيق معه والتصرف طبقاً للقانون.
2- تكلف اللجنة الأمنية بالقبض على المدعو غزوان علي عبدالله منصور المخلافي، وعرفات منصور المخلافي، والتحقيق معهم والتصرف طبقاً للقانون.
3- تسلم الأسلحة والأطقم التي تم الاستيلاء عليه من إدارة الأمن للأخ مدير أمن المحافظة.
4- يفرج عن الأخ نائب مدير أمن المحافظة عدنان السقاف والأفراد الذين تم احتجازهم يوم الثلاثاء الموافق 24 / 1/ 2017.
5- تسلم قلعة القاهرة وحماية الأمن السياسي للواء 35 مدرع على أن يقوم قائد اللواء بتجهيز أفراد لاستلام المقرين من أفراد اللواء العسكريين.
6- تسلم إدارة الأمن وإدارة البحث الجنائي لقيادة إدارة الأمن والبحث الجنائي، وأي محتويات خاصة بالادارتين متواجدة عند ابو العباس.
7- يسلم الطقم التابع للأخ عبده حمود الصغير للواء 17.
8- تكلف لجنة برئاسة الشيخ عارف جامل وكيل المحافظة، والأخ منصور الحساني رئيس عمليات اللواء 22 ميكا، والأخ عبدالملك الأهدل أركان حرب اللواء 35 مدرع، للقيام بتسليم القلعة والأمن السياسي للواء 35 مدرع.
9- تشكل لجنة للتحقيق في الوقائع الجنائية التي حصلت يومنا هذا الثلاثاء وفي موضوع المنهوبات التي تم اقتحامها من كافة الفصائل المسلحة المختلفة.
10- ترفع كافة المظاهر المسلحة من شوارع المدينة وتكلف اللجنة الأمنية بممارسة مهامها لضبط الأمن ومتابعة الاختلالات الأمنية.
11- يتحمل رئيس الجمهورية جميع النفقات والخسائر المادية والبشرية المترتبة من هذه الوقائع.
12- يلتزم الأطراف جميعاً بضبط النفس والالتزام بالنظام والقانون.


وبعد أقل من ساعة على توقيع اتفاق التهدئة، برعاية الرئيس عبدربه منصور هادي، اتهم الناطق الرسمي لقيادة محور تعز، العقيد منصور الحساني مسلحين تابعين لأبي العباس باقتحام مبنى الأمن السياسي، وإضرام النار وإحراق جميع ما فيه من أوراق ومستندات في ساعة متأخرة من عصر الثلاثاء، قبل أن يقوموا لاحقاً بتفجير المبنى بشكل كلي بعدها بساعات.


في المقابل، أكد رئيس لجنة الوساطة عبدالله نعمان، أنه "حتى اللحظة لا نعرف من يقف وراء تفجير مبنى الأمن السياسي ولا أسباب ذلك، وحتى اللحظة ما زال المبنى بيد الجماعة المسلحة التابعة لأبو العباس، وقانونياً من يسيطر على المبنى هو من يتحمل مسؤولية كل مايجري إلى أن يقوم بتسليمه".
وأضاف نعمان في تصريحات صحافية "منذ الأمس ونحن نتابع الأخوة أعضاء اللجنة الأمنية لإستلام المبنى بحسب الإتفاق الذي تم، ومعرفة ملابسات التفجير والتحقيق بذلك، ولكن مع الأسف يبدو أن اللجنة الأمنية ليست جاهزة حتى الآن".


وفيما لم تصدر كتائب "أبو العباس" أي بيان رسمي يتطرق إلى تفجير مبنى الأمن السياسي، وجهت اتهامات لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالوقوف وراء التفجير.


القيادي في "المقاومة الشعبية"، عبدالستار الشميري، كشف في منشور على "فايسبوك" أن "الانفجار الذي حدث في مبنى الأمن السياسي هو مفتعل ومدبر من قبل جماعات تعارض الاتفاق"، مضيفاً أن أحد أفراد "الإصلاح" كتب على "فايسبوك" أن أبو العباس سيقوم بتفجير مبنى الأمن السياسي قبل الانفجار بـ 4 ساعات.


وتابع الشميري "ماذا يعني أيضاً أن يقول العميد صادق سرحان قبل التفجير بساعة عبر مداخلة تلفونية له على قناة بلقيس أن ابوالعباس يفجر المؤسسات الحكومية وقد نسى أن أبطال أبو العباس هم من أخرجوا مليشيات المخلوع الحوثية من داخل الأمن السياسي وبعد ثمانية شهور قمنا بتسليمها لصادق سرحان بحكم أنه كان قائد المجلس العسكري فلماذا يتم تفجيره الآن".


في غضون ذلك، كشف نائب مدير عام شرطة تعز، العقيد محمد المحمودي، في تصريح لقناة "بلقيس" أن "تنظيم القاعدة هي من سيطرت اليوم على المؤسسات الأمنية في تعز".


وهو ما يؤكد أن هناك جماعات إرهابية في صفوف "المقاومة الشعبية" الأمر الذي كانت تنفيه قيادات "المقاومة" والسلطات الأمنية سابقاً.
إلى ذلك، أكد الصحفي محمد الشرعبي، أن "إنتهاء الحرب في تعز، هو انتهاء لشلة السرق، والبلاطجة، والجماعات المتطرفة، التي تخطت على نضالات شباب المقاومة واتوا من خارج مؤسسات الدولة وتلاعبوا بها".


وأضاف الشرعبي في تصريح " أن حزب الإصلاح "لايريد إنهاء الحرب فهو يتخذها بقرة حلوب للسلب والنهب من جهة، ولتقوية جناحه المسلح في الميدان من جهة أخرى".


وقال "بالمختصر المفيد مايجري اليوم في تعز هو معركة داخلية يقودها علناً أبو العباس مدعوماً من الإمارات والتنظيم الناصري، وغزوان المخلافي مدعوماً بصادق سرحان وحزب الإصلاح".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً