السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ورشة "الصحافة الحساسة للنزاعات" في بيروت: لوقف التحريض الإعلامي
الساعة 20:32 (الرأي برس - عربي )

فسيفساء من معظم المؤسسات الإعلامية والصحافية والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية تجمعت في ورشة عمل "الصحافة الحساسة للنزاعات"، التي نظمتها مؤسسة "فريدريش إيبرت" في العاصمة اللبنانية بيروت، على مدى أربعة أيام، ودخلت من خلالها المنظمة على خط الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع المتصاعد في اليمن منذ قرابة عامين. 15 صحافياً وإعلامياً يشغلون مناصب قيادية في مؤسساتهم داخل اليمن وخارجها، تابعة بشكل مباشر أوغير مباشر لأطراف النزاع، تعرفوا من خلال الورشة على مهارات أنسنة الأزمات وتقنيات الكتابة الصحافية بتجرد، عما خلفته الحرب من مآس لا حصر لها، وتشكيل رأي عام ضاغط لإيقافها والحد من إراقة الدماء.


وتضمن البرنامج التدريبي للورشة الذي أعده، خضر دوملي، توضيح مسارات آليات تحليل النزاع، مشدداً على ضرورة الإعتماد على المصادر البديلة لاستقاء الأخبار، وعدم الإكتفاء بالمصادر الرسمية التي قد تجير المعلومات لصالح طرف ما، معتبراً أن أفضل أساليب نقل حقيقة ما جرى تأتي على لسان الأخصائيين والأكاديميين أكثر من الساسة. وقال دوملي، في تصريح خاص ، إن إبراز قصص معاناة إنسانية جراء الصراع قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير مسار النزاع، فالحديث مثلاً عن 400 معتقل مصيرهم مجهول، يعني أن وراءهم ما يقارب 400 أسرة تعاني لفقدانهم، مضيفاً أن المشكلة التي تواجه المنظمات الإنسانية في اليمن تكمن في غياب التغطية ذات الطابع المستقل وغير المسيس إلى جانب نقص في المعلومات، مؤكداً أن دور الصحافيين هو اكتشاف حلول لقضايا إنسانية ملحة من خلال إثارتها إعلامياً، عبر صياغة عناوين وأفكار تخاطب الإنسان خارج اليمن، بمعنى أن نجعل أعين العالم مفتوحة على ما يحدث في اليمن.دوملي: على الصحافيين تجنب الشحن الطائفي، وإثارة النعرات، التي تؤدي إلى تعميق النزاع


دوملي أشار إلى أن التلفزيون كوسيلة إعلامية مهم في نقل معاناة ضحايا الحرب، لكن تبقى الكلمة المكتوبة هي المادة الأكثر تأثيراً في بعض الأحيان كونها توثق وتتحول مباشرة للأرشيف الذي يمكن الإستفادة منه من خلال إدراجه ضمن تقارير دولية عن الصراع في اليمن، تجعل الأطراف الدولية تتحمل مسؤولياتها وتضغط باتجاه إيقاف الحرب دون تأخير. وحذر من أن استمرار الحرب في اليمن سيقود إلى تجزئة الصراع ونقله إلى مربع المناطقية الذي سيصعب الخروج منه، كون أعداد الضحايا من قتلى وجرحى ومفقودين في تزايد، والبنى التحتية شبه مدمرة، والرواتب لا تصرف بانتظام، داعياً الصحافيين إلى إعداد مواضيعهم يما يسهم في تحجيم الإستعداد النفسي للعنف، وتجنب الشحن الطائفي، وإثارة النعرات، التي تؤدي إلى تعميق النزاع.


وتابع أن من بين المشكلات التي تحد من فاعلية الدور الإعلامي في اليمن غياب المواد التحليلية الموضوعية، وعدم الإستفادة من التجارب الدولية للضغط على أطراف النزاع لإلقاء السلاح والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على ضرورة التقيد بالمسؤولية الإجتماعية للصحافيين أثناء النزاعات، والامتناع قدر الإمكان عن نشر الصور والمشاهد التي تحط من كرامة الإنسان، مشيراً إلى أهمية التنوع في إعداد القصص الإنسانية، والعمل المشترك بين الصحافيين لإبراز الحقيقة من زواياها المختلفة، دون مبالغة أو تهويل. وفي اليوم الأخير من الورشة، أكد مدير البرامج في المؤسسة، محمود قياح، أن ملامح نجاحها تشكلت من خلال تمكن "فريدريش إيبرت" من جمع كل المشاركين بمختلف توجهاتهم في العاصمة اللبنانية بيروت، وتكيفهم مع البرنامج التدريبي المكثف لمحاضرات الورشة التي امتدت على ثماني ساعات يومياً، أبدى خلالها كل المشاركين تفاعلاً إيجابياً، معتبراً أن المقياس الحقيقي لضمان تحقيق الورشة لأهدافها الرئيسة يبدأ من خلال إعداد مواد وتقارير ستخضع لتقييم المدرب دوملي لمدة شهرين تقريباً.


من جهتها، ذكرت مديرة المؤسسة، آرييلا جروس، أن إحدى المهام الملقاة على عاتق الصحافيين بشكل عام والصحافيين المشاركين في الورشة على وجه الخصوص، بناء جسور التواصل بين أطراف النزاع لحل الأزمة وليس لتصعيدها أو إطالة أمدها. ودعتهم إلى السير على درب زميلهم الشهيد، عبدالكريم الخيواني، الذي دفع حياته ثمناً للكلمة الحرة والنضال من أجل إخراج اليمن من أزماته المتفاقمة، التي تفجرت بالحرب المدمرة منذ عامين. وخرجت الورشة بمجموعة مبادئ للعمل الصحافي لتعزيز خطوات بناء السلام في اليمن، تلقى "العربي" نسخة منها، حيث دعا المشاركون إلى تفعيل دور الصحافة في بناء السلام في اليمن من خلال الإعتماد على المبادئ الآتية:
- دعوة أطراف النزاع إلى السماح للصحافيين بالتحرك في الميدان بأمان من أجل تغطية أفضل لآثار النزاع، ومناشدة الأطراف تقديم المعلومات الدقيقة للصحافة. 
- دعوة كل الأطراف للالتزام بالقانون الدولي الإنساني المتعلق بحماية الصحافيين.
- التضامن مع أي صحافي يستهدف من أي طرف من أطراف النزاع، وإطلاق أي صحافي معتقل على خلفية عمله المهني. 
- التركيز على المهنية في التغطية الإعلامية لقضايا النزاع بموضوعية وتوازن.
- التركيز على البنود الدولية الضامنة لحرية العمل الصحافي في مناطق النزاعات.
- تجنب الإحتكاك بالجماعات المسلحة من أجل الحفاظ على سلامة الصحافيين أثناء التغطية الصحافية. 
- التواصل مع الهيئات الدولية الداعمة لحرية الإعلام لدعم الصحافيين اليمنيين لممارسة عملهم بشكل أفضل، والضغط على أطراف النزاع لعدم استهداف الإعلاميين.
- دعوة وسائل الإعلام لتدريب الصحافيين على العمل المهني أثناء النزاعات.
- البحث عن مصادر متعددة للحصول على المعلومات أثناء التغطية الصحافية لقضايا النزاع.
- الحذر من الوصول إلى الأماكن الخطرة واتباع قواعد السلامة المهنية.
- تجنب التحريض والعنف في الخطاب الإعلامي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص