- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
دفعت أحداث العام 2013م، في كل من العراق وسوريا، الولايات المتحدة الأمريكية إلى تغيير أولوياتها في مجال الحرب على الإرهاب. إلى ما قبل هذا التاريخ كانت الإدارة الأمريكية تحارب تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" كتنظيم واحد، سواء في عملياتها المباشرة، عبر الطائرات من دون طيار، أو في حربها بالوكالة عبر الأنظمة المحلية في البلدان التي تنشط فيها عناصر التنظيمين.
وعلى الرغم من أن تنظيم "الدولة" كان قد أكد انتقاله من مرحلة التنظيم إلى مرحلة الدولة، حين أعلن عام 2006م عن تشكيل ما عُرف بـ"دولة العراق الإسلامية"، إلا أن ذلك لم يشكِّل فارقاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فالتنظيمان منسجمان في العمل والأهداف، كما إن العناصر الجهادية تتنقل بين التنظيمين مثلما تتنقل بين أفرع التنظيم الواحد.
إعادة النظر
ومع أن سيطرة تنظيم "الدولة" على أجزاء واسعة من العراق وسوريا كانت حدثاً مهماً، إلا أن الولايات المتحدة لم تضعه، في بادئ الأمر، خارج سياق عمليات السيطرة لأفرع تنظيم "القاعدة" في اليمن والصومال ومالي وغيرها، وربما ظنت أن الحرب لاستعادة ما سيطر عليه التنظيم ستكون أسهل، نظراً لتجاربها وتجارب حلفائها السابقة في البلدان المذكورة.
غير أن الإعلان عن إقامة "الخلافة الإسلامية"، ومحاولة الإستمرار في التوسع داخل سوريا والعراق، وخارجهما أيضاً، دفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع هذا التنظيم، خصوصاً بعد التحذيرات التي أطلقتها السعودية على لسان الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أكد أن التنظيم سيصل أوروبا خلال شهر وأمريكا خلال شهرين إن لم يتحرك العالم لمحاربته.
كانت المملكة حينها تشعر بقلق مزدوج، بسبب فرض تنظيم "الدولة" سيطرته على مناطق عراقية حدودية، ومن إمكانية مبايعة فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن له، حيث كانت الحرب على الأخير أولوية بالنسبة إلى السعودية طوال الأعوام الماضية، لحضوره الكبير في مناطق الجنوب اليمني الحدودية، ولانخراط معظم أعضاء وقادة "القاعدة" السعوديين في صفوف هذا الفرع، ومن هنا فقد دعت عام 2014م إلى "مؤتمر جدة" الذي أكد الإلتزام العربي ـ الأمريكي بمحاربة تنظيم "الدولة".
ورغم أن الحرب العسكرية والأمنية والإستخبارية، ضد تنظيم "الدولة"، بدأت قوية، وحدت من استمرار تمدد التنظيم، بعد أن كان قد وصل إلى مشارف مدينة أربيل العراقية، إلا أن الحرب الدعائية والإعلامية لم يكن لها تأثير كبير، رغم تأكيد مؤتمر جدة على أهمية "القضاء على البروباغندا الإيديولوجية لناشطي التنظيم"، وذلك بسبب اتساع دائرة العنف الطائفي في أكثر من بلد، ولأن الجمهور الذي سمع مصطلحات وشعارات هذه الحرب كثيراً ضد تنظيم "القاعدة" طوال عقد من الزمن لن يتجاوب معها بنفس الحماس مرة أخرى ضد تنظيم "الدولة".
غير أن تنظيم "القاعدة"، الذي تطوَّر خلافه مع تنظيم "الدولة" بشكل متسارع، عمل على سد هذه الفجوة، بصورة غير مباشرة، وذلك من خلال شرعنة مصطلحات وأوصاف خصوم "الدولة"، في إطار حربه الخاصة معها، حيث استخدم مصطلح "الغلو" في مقابل مصطلح "التطرف"، ومصطلح "جماعة الدولة" في مقابل مصطلح "تنظيم الدولة"، قبل أن يستخدم مسمى "جماعة البغدادي" ثم "جماعة البدري"، في سياق التحقير الذي بدا متناغماً مع انحسار نفوذها في العراق وسوريا.
وفي هذا السياق أيضاً حرص تنظيم "القاعدة" على اللجوء إلى الشرع لإبطال خطوات تنظيم "الدولة" الأخيرة، والمتمثلة في إعلان دولة إسلامية وإقامة الخلافة، حيث سجل القيادي في "قاعدة" اليمن، خالد باطرفي، أكثر من كلمة، ناقش فيها القضيتين من نواحٍ شرعية، بل وانطلق استفادت أمريكا من حرب "القاعدة" الدعائية ضد "الدولة"منهما للحكم على "الدولة" بالإنحراف العقدي ومصادرة "حق الأمة في اختيار من يحكمها".
وهنا بدا تنظيم "القاعدة" كما لو أنه جزء من حرب "التحالف الدولي" ضد تنظيم "الدولة"، ومن وجهة نظر أحد المسؤولين الأمريكيين، فقد استفادت أمريكا من حرب "القاعدة" الدعائية ضد "الدولة" أكثر من استفادتها حربها الخاصة في هذا الجانب.
ومع أن منطق الحرب، بأولوياتها الجديدة، كان يستدعي تخفيف الضغط الأمني والعسكري عن التنظيم (القاعدة)، نظراً للدور الذي لعبه ويلعبه في حرب الإرهاب الحديثة، إلا أن الطائرات الأمريكية دون طيار استمرت في استهداف قادة وأعضاء التنظيم، خصوصاً في اليمن، حيث قتلت تلك الطائرات معظم قادته وعدداً كبيراً من أعضائه خلال العامين الماضيين.
لكن لا يعني استمرار استهداف الطائرات الأمريكية من دون طيار لقادة وأعضاء تنظيم "القاعدة" أن الحرب على التنظيم لا تزال أولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فلديها حسابات أخرى، يلخصها في الآتي جهادي سابق تحدث إلى "العربي" وفضل عدم الكشف عن اسمه:
1ـ أن تنظيم "القاعدة" في طريقه إلى التلاشي، بعد أن أصبح تنظيم "الدولة" مصدر الجذب الجهادي الأول، بفضل تحويله مشروع "القاعدة" السابق إلى هدف قابل للتحقق، حين أعلن عن تشكيل دولة إسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرته، قبل أن ينتقل إلى خطوة أكثر جرأة ويعلن عن إقامة "الخلافة الإسلامية".
2ـ أن زوال تنظيم "القاعدة" يعني التحاق أعضائه بتنظيم "الدولة"، خصوصاً فرع اليمن الذي كان أقرب إلى "الدولة" منه إلى "القاعدة" نفسها قبل العام 2013م، بمعنى أن الغارات تستهدف أعضاء تنظيم "الدولة" المستقبليين.
3ـ أن التوقف عن استهداف أعضاء وقادة "القاعدة" سيشككهم في سلامة توجههم، خصوصاً وأنهم كانوا يعدون الحرب عليهم دليلاً على صحة التوجه، وكانوا يرددون دوماً: "إذا أردت أن تعرف الحق فتتبع سهام الأعداء". ومن شأن الشك في سلامة التوجه أن يدفعهم إلى الإلتحاق بالجهة التي يتعامل معها الغرب كعدو حقيقي ومصدر خطر أول.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر