الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
نيروبي: العمارة في السفارة!
الساعة 16:46 (الرأي برس - عربي )

ليس عنوان فيلم سينمائي يحاكي قصّة الفيلم العربي الشهير "السفارة في العمارة"، بطولة الممثل العربي الشهير عادل إمام، ولا هي قصّة من نسج خيال الكاتب تتطلب الإعتذار لمن تطابقت أحداثها مع واقعهم، وتشابهت حيثياتها مع أسمائهم وصفاتهم، فهذه وثيقة رسمية (رقم 1) ممهورة بتوقيع وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية، السفير أوسان عبد الله العود، يوجّه فيها بطل قصّتنا هنا (تحقيقنا هذا)، القائم بأعمال سفارة اليمن في العاصمة الكينية نيروبي، محمد عبد الكريم عبده، بإخلاء مقرّ البعثة هناك، بعد عام من الإقامة فيه كمقر للسّكن الشخصي، وتربية المواشي والدجاج! وبحسب الوثيقة التي حصل "العربي" على نسخة منها، فقد اعتبر وكيل وزارة الخارجية إقامة السفير محمد عبد الكريم، داخل مبنى السفارة اليمنية، يسبّب إرباكاً للعمل في السفارة، ومظهراً غير لائق، ومخالفة للوائح المنظمة للسكن، وبالتّالي يخاطب وكيل الخارجية، بطل القصّة، مؤكداً بذلك صحة الواقعة، قائلاً: "وعليه يتمّ ترتيب سكن لكم خارج مقر البعثة، ابتداء من 1 أكتوبر 2014م، والإفادة بما تمّ".


تتطور الأحداث داخل سفارة اليمن بنيروبي تطوراً دراماتيكياً، حينما يتلقّى نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، عبد الملك المخلافي، في ديسمبر من العام 2015م، مذكّرة رسمية (وثيقة رقم 2) ممهورة بتوقيعي السّكرتير الثاني في السفارة، عبد الله علي العمري، والمسؤول المالي والإداري والقنصلي، منير أحمد غالب الشرعبي، يشتكيان فيها من محاولات القائم بالأعمال العودة مجدداً للسكن داخل مبنى البعثة، وذلك برغم التوجيهات السابقة التي أجبرته على الإنتقال للسّكن خارج مقرّ البعثة، ومع تدهور الأوضاع تكشف الوثيقة محاولة القائم بالأعمال العودة مجدداً للسكن في مبنى السفارة، وفي الوثيقة يتّهم مسؤولو السفارة القائمَ بالأعمال بتحويل حوش السفارة إلى حظيرة لتربية المواشي والأغنام والدجاج، خلال فترة سكنه السابقة بمقر البعثة، التي قالا إنّها استمرت لمدّة العام الأول من تعيينه رئيساً للبعثة.


دكاكين وتأشيرات وألفاظ سوقية
وترصد المذكّرة الرسمية (وثيقة رقم 3) جملة من المخالفات والإتّهامات الموجّهة للقائم بأعمال السفارة اليمنية في نيروبي، تحفّظ "العربي" على نشر بعض منها، وجاء في أبرز تلك الإتّهامات استخدام سيارة السفارة رقم 1، والتي تحمل العلم الوطني، بصورة وصفت بأنها غير لائقة، ومن تلك الإتّهامات "منح لوحات سيارة دبلوماسية تحمل رقم الجمهورية اليمنية لأشخاص غير يمنيين، بهدف إعفائهم من دفع رسوم جمركية عن سيارات لهم للسلطات الكينية"، وفي الوثيقة عبّر مسؤولو البعثة عن تخوفهما من استخدام لوحات سيارة السفارة "بشكل غير لائق، أو في الأعمال الإرهابية، مما قد يحمل بلادنا (اليمن) تبعات وعواقب وخيمة".


واتهم مسؤولو البعثة القائمَ بالأعمال بإهماله لمظهره أثناء أداء عمله وتمثيله للجمهورية اليمنية في المحافل والإجتماعات والمناسبات الرسمية، وظهوره بملابس غير لائقة وكبيرة المقاس، هذا غير "استخدام ألفاظ سوقية والقيام بأعمال غير لائقة عند تعامله مع الموظفين والمبتعثين وزوار البعثة وقاصديها"، ووجّه مسؤولو البعثة للقائم بالأعمال تهمة "إهمال حل مشاكل المهاجرين واللاجئين اليمنيين بسبب الحرب في بلادنا اليمن".


وفي سياق رصدها لما وصفتها تجاوزات القنصلية الفخرية في ممباسا في عهد القائم بالأعمال، تحدّثت الوثيقة عن بيع تأشيرات الدخول لأراضي الجمهورية اليمنية في محلات ودكاكين بيع تذاكر الطيران في الشوارع العامة، وجاء في الوثيقة: "تقوم هذه الدكاكين في الشارع بالمهام القنصلية، وتعلّق صورة لفخامة رئيس الجمهورية، ولوحة تحمل شعار للجمهورية اليمنية، مكتوب عليها القنصلية اليمنية"، واعتبرت الوثيقة تلك الممارسات بأنها "تشكل خطورة كبيرة على أمن وسلامة بلادنا (اليمن)، فقد تستخدم تلك التأشيرات لدخول عناصر إرهابية إلى بلادنا للتخريب".


وحسب الوثائق الرّسمية، يأمل مسؤولو البعثة اليمنية في نيوربي من قيادة وزارة الخارجية في حكومة الرئيس هادي إعادة السفارة لوضعها الطبيعي، وعدم السماح مجدداً للقائم بالأعمال بالسكن داخل مقر البعثة، ووقف تصرفاته التي وصفتها الوثيقة بـ"المخجلة"، معبّرين كذلك عن أملهم في حسم القضية "قبل تدهور الوضع أكثر وحصول ما لا يحمد عقباه".


"ما فيني يكفيني"
"ما فيني يكفيني"، بهذه الجملة تختتم السفير أسماء مبارك عبد الله عمير، ممثل السفارة في نيروبي، لحضور اجتماعات الأمم المتحدة للبيئة، تختتم شكواها في رسالة ممهورة بتوقيعها، بعثتها لقيادة وزارة الخارجية في حكومة هادي، بعد أن طفح بها الكيل والصّبر، ووصفت الوضع في السفارة بأنّه وصل إلى الحضيض، بسبب "ما يمارسه القائم بالأعمال من ضغط وعشوائية العمل في السفارة"، حسب تعبيرها.


وفي رسالتها (وثيقة رقم 4+5) تتّهم السفيرة أسماء مبارك، القائم بالأعمال بجملة من الإتّهامات نذكر منها، اتهامه بتحول حوش السفارة إلى "زريبة للمواشي" واتهامه بطرد مبعوث دبلوماسي من باب السفارة، فيما اعتبرته السفيرة أسماء مبارك سابقة "لم تحصل في التاريخ منذ قيام الجمهورية اليمنية المباركة، في أي سفارة من سفاراتنا!".

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً