الجمعة 20 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أبين... معركة خاسرة؟
الساعة 20:44 (الرأي برس - عربي )

أعلن تنظيم "القاعدة" لمرات متتالية أنه نجح في جر قوات "الحزام الأمني" وعناصر "المقاومة الجنوبية" إلى حرب استنزاف في محافظة أبين، مؤكداً أنه هو من يحدد طريقة إدارة المعركة وليس خصومه. وبحسب ناطق التنظيم العسكري، فإن "القاعدة" بات يستهدف قوات "الحزام الأمني" ويستدرجها بشكل مستمر إلى خوض حرب عصابات وكمائن، تتكبد فيها خسائر في العتاد والأرواح بدلاً من المواجهة التي يتفوق فيها "الحزام" عدّة وعتاداً. كما بات التنظيم، وفق المتحدث، يوازي بين الحربي والسياسي، من خلال تفويت الفرصة على قوات "التحالف"، التي تتعلّل أمام المجتمع الدولي بأنها منشغلة بمكافحة الإرهاب عن حرب "الحوثيين"، وهو الأمر الذي دعا "القاعدة" إلى الإنسحاب من المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها في شبوة وأبين، وكذلك حضرموت. ويعزز الأنباء التي تتحدث عن انسحاب وشيك لقوات "الحزام الأمني" من أبين تزايد عدد العمليات التي تنفذها "القاعدة" ضد قوات "الحزام" المتمركزة في مناطق مكشوفة، والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود. 


إستقطاب 
وتعرضت الحملة الأمنية لتحرير محافظة أبين من قبضة "القاعدة"، والتي دعمها "التحالف العربي" بشكل مباشر ضمن دعم دولي لمكافحة "الإرهاب"، لنكسات سريعة سببتها خصوصية التركيبة المجتمعية والاستقطاب السياسي والأيديولوجي لمحافظة أبين، بحسب مسؤول رفيع في السلطة المحلية في المحافظة. ويوضح المسؤول، لـ"العربي"، أن "أبين يتم استقطاب نخبها من مختلف القوى السياسية، والسلطة في صنعاء لعبت كثيراً في هذا المربع بغرض إفراغ أبين من كوادرها، وربط هذه القيادات بماديات ومناصب نفعية كان ولا يزال ضررها على أبين أكثر من فائدتها، وهذا الإستقطاب عبر إغراءات مادية مارستها السلطة أيضاً مع رجال القبائل". تعرضت الحملة الأمنية لتحرير أبين لنكسات سريعة


ويرى المسؤول أن "التجربة الرائدة للحراك الجنوبي في المحافظة (تمر) بمرحلة صعبة"، مبيناً أن "الحراك نجح في خلق كيان سياسي فريد يضم شباباً من أبين يجمعهم الولاء للقضية والوطن"، لكن "من الصعب أن تقود قضية رأي عام في أبين، حتى وإن كانت لصالح المنطقة، فسرعان ما تتدخل الكيانات الحزبية والجماعات الدينية والشخصيات القبلية لتتصدر المشهد وبحجج مختلفة ومتباينة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى فشلها".


وتحت وقع الهجمات المتكررة وتزايد الخسائر المادية والبشرية في صفوف القوات الموالية للرئيس هادي، المنتشرة في البلدات القريبة من المرتفعات الجبلية التي يتحصن فيها عناصر مفترضون من "القاعدة"، تحديداً بلدات أحور ولودر والمحفد ومعين، وعلى طول الطريق الرابط بين محافظتي عدن وحضرموت، ترتفع الأصوات المنادية بمراجعة خطة الإنتشار الأمني في أبين، أو الإنسحاب المؤقت من البلدات القريبة من المناطق الجبلية".


خيبات
واجهت قوات "الحزام الأمني" في محافظة أبين "ابتزازاً" مارسته أطراف "نفعية" قبلية وعسكرية وسياسية، سعت للحصول على "مكاسب شخصية"، ورهنت تعاونها بالفائدة التي ستحصل عليها من "التحالف العربي"، بل وصل الأمر ببعض تلك الجهات إلى التعاون مع "القاعدة"، وتقديم دعم لوجستي لها، حين رفضت قيادة "الحزام" و"التحالف" دفع المال. هذا ما يؤكده قيادي ميداني في "الحزام الأمني" بمحافظة أبين، طالباً عدم الكشف عن هويته، في معرض دفاعه عن فكرة الإنسحاب المؤقت من بعض بلدات المحافظة. ويعبّر القيادي عن خيبة أمله من لجوء شخصيات وقيادات محسوبة على محافظة أبين إلى بيع عتاد عسكري بينه أطقم عسكرية وأسلحة دوشكا ومضاد طيران، معتبراً أن "هذه الأفعال الأنانية - من البعض - ستدفع ثمنها أبين وأهلها وليس سواهم"، معتبراً أن "التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة قدّمت كل ما يلزم لأبين، وكانت على استعداد لتقديم دعم سخي ليسود الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة، غير أن هذه الخيبات المخجلة رسمت صورة سلبية لدى التحالف عن رجال أبين".


هذا ولم يصدر عن قيادة "الحزام الأمني"، بشكل رسمي، ما يؤشر إلى نيته الإنسحاب من أبين، غير أن قيادات عسكرية في "الحزام" قالت إن "التحالف" يقلص تدريجياً من قواته المنتشرة في أبين، ويرفع الدعم المالي والعسكري عن كثير من القطاعات والوحدات المنتشرة في مناطق المحافظة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً