السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جبهة نهم... نصر الجنرال المستحيل
الساعة 19:05 (الرأي برس - عربي )

تشهد جبهة نهم استماتة مقابلة من مقاتلي "أنصار الله" والقوات المتحالفة معهم لحماية مواقعهم
على نحو لافت، وبوتيرة عالية، تتسارع الأحداث والتطورات الميدانية والسياسية المحيطة بجبهة نهم (شرق العاصمة صنعاء)، على وقع تصاعد نيران المعارك الضارية هناك لليوم السابع على التوالي، وسط استنفار تام لطرفي المواجهات غير المسبوقة منذ بدء القتال في هذه الجبهة قبل نحو عامين. 

قوّات الرئيس عبدربه منصور هادي و"التحالف العربي"، والتي دفعت بنائب الرئيس، الجنرال علي محسن الأحمر، للاشراف المباشر على الجبهة، نجحت في تحقيق اختراق محدود لصفوف مقاتلي "أنصار الله" والقوات المتحالفة معها، وذلك بإعلان من وصف بـ"قائد قوات الحرس الجمهوري" في جبهة نهم، العقيد علي عبدالله مقطيب، انشقاقه عن "أنصار الله" وانضمامه إلى قوات الرئيس هادي برفقة عدد من الجنود. وبحسب مصادر قبلية في محافظة صنعاء، تحدثت إلى "العربي"، فإن العقيد علي مقطيب الذي انضم لقوات هادي كان يعمل قائداً لمجموعة مقاتلة من "أنصار الله"، وانضم إلى صفوف الجماعة عند دخولها معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع في العاصمة صنعاء أواخر 2014. وقالت المصادر إن مقطيب "كان يعمل في معسكر الفرقة قائداً لسرية التأمينات"، نافية أن يكون قد التحق بصفوف قوات الحرس الجمهوري.


وجاء انشقاق مقطيب بعد أيام على انشقاق القائد العسكري في صفوف قوات هادي، العميد عادل الواحدي، من اللواء العاشر، الموالي لـ"التحالف"، في جبهة حرض الحدودية، والذي أعلن تسليم نفسه لمقاتلي "أنصار الله" والقوات المتحالفة معهم، متحدثاً في تسجيل تلفزيوني عن "تشكيل ألوية وهمية لاستنزاف أموال سعودية وإهمال للجرحى وممارسات تعسفية وفساد مالي وإداري في صفوف قوات الشرعية". حكومة "الإنقاذ" سرعان ما استشعرت تحرّكات الجنرال الأحمر
ولم تتوقّف جهود الجنرال علي محسن الأحمر عند محاولة خلخلة صفوف "أنصار الله" في متاريس القتال؛ ففي هذا السياق، كشفت مصادر محلية وقبلية لـ"العربي" عن اتصالات واسعة أجراها الجنرال الأحمر، خلال الأيام القليلة الماضية، بعدد من مشائخ ووجهاء ما عرفت بـ"مديريات الطوق" المحيطة بالعاصمة صنعاء. وذكر شيخ قبلي، طلب التحفظ على هويته بسبب الحرب، أن "محسن حاول استمالة عدد من مشائخ ووجهاء مديريات محافظة صنعاء إلى صف الشرعية، باستخدام وسائل الترغيب والترهيب". ووفقاً لمصادر محلية متعددة وشهود عيان في عدد من مديريات محافظة صنعاء، فقد جاءت محاولة الجنرال محسن استمالة "قبائل الطوق" في وقت استقبل فيه أبناء تلك المناطق جثث عشرات القتلى من أبنائهم في جبهتي صرواح ونهم، وفي ظل احتقان شعبي وقبلي يعقّد مهمة نائب الرئيس في هذا الجانب.


حكومة "الإنقاذ" المشكّلة مناصفة بين قطبي صنعاء سرعان ما استشعرت من جانبها خطورة تحرّكات الجنرال علي محسن الأحمر، فسارعت إلى محاولة قطع الطريق عليه وإبطال مفعول أوراقه، بعقد رئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور، يوم أمس، لقاءاً بعدد من الشخصيات القبلية والاجتماعية والثقافية. وفي اللقاء، أثنى بن حبتور على القبيلة، لافتاً إلى ما وصفها بـ"الأدوار الوطنية والمشرفة للقبيلة اليمنية في الذود عن الوطن ومواجهة المعتدين عليه على مر التاريخ". وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها "أنصار الله"، فقد تحدّث في اللقاء عدد من الحاضرين وأكدوا أن "القبيلة اليمنية غير مستعدة على الإطلاق للمساومة على ثوابتها الوطنية والدينية، أو التفريط بالأرض والعرض، وأنها ستظل في ثباتها لمواجهة العدوان ومساندة رجال الجيش واللجان الشعبية".

 
وإلى جبهة نهم، امتدّت تحركات حكومة "الإنقاذ" لمواجهة تحشيد الجنرال العجوز هناك، وذلك بإيفاد وزير داخليتها، اللواء الركن محمد القوسي، الذي تفقد يوم الثلاثاء نسقي القتال في جبهتي نهم ونقاط التفتيش في أرحب، يرافقه عدد من ضباط وزارة الداخلية، في ما اعتُبر محاولة من حكومة "الإنقاذ" للحفاظ على معنويات مقاتليها هناك. ووفقاً لمصادر رسمية تحدثت إلى "العربي"، فقد شكر اللواء القوسي "كلّ المقاتلين المدافعين عن عرين الوطن في كل الجبهات"، واعداً إياهم " بالنّصر القريب سواء أكان على الجبهات أو على المسار التفاوضي".


وتشهد جبهة نهم زحوفات متتالية لقوّات الرئيس هادي مسنودة بغارات مكثّفة لطيران "التحالف"، واستماتة مقابلة من مقاتلي "أنصار الله" والقوات المتحالفة معهم لحماية مواقعهم، وسط ارتفاع ملحوظ لقائمة ضحايا المواجهات من الطرفين، في ما يمكن تسميته معركة "كسر العظم"، إن لم تكن "قلب موازين"، ما يعني قابلية أبواب المعركة خلال الأيام القليلة القادمة لكل الإحتمالات والمفاجئات.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص