السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مسيحيو اليمن ... "أقلية" مجهولة!
الساعة 15:30 (الرأي برس - عربي )

تبدد خوف عدد من الشباب اليمني الذين اعتنقوا المسيحية في الآونة الاخيرة من المجاهرة بأنهم "تنصروا"، وهم اليوم ليسوا كمن سبقهم ممن كانوا مسلمين وارتدّوا عن دينهم معتنقين دينا جديدا. 


يقول محمود الكليبي، وهو احد الذين اعتنقوا المسيحية، "أثناء دراستي العلوم السياسية في دمشق تعرفت على الديانة المسيحية عن قرب وكيف يمكنني أن أكون متحرراً من القيود التي كانت تحيطني، وفعلاً اعتنقت المسيحية وعندما رجعت لصنعاء أخفيت الأمر عن أهلي". 


وعزا الكليبي في حديث  سبب تردده عن إجهار دينه الجديد، بأنه "أعرف أنني أعيش في مجتمع منغلق وتتحكم فيه الأفكار المتطرفة وستكون ردة الفعل عنيفة، وجعلت الأمر سرياً حتى استقليت بنفسي لكي لا أغضبهنم".


وأضاف أن العائلة حينما عرفت بالأمر غضبت منه فاضطر للسفر إلى الخارج والزواج بأجنبية. 
ويكشف الكليبي أنه يعرف يمنيين كثر اعتنقو المسيحية ويعيشون في اليمن ويكتمون إيمانهم بسبب خشيتهم من ردة فعل المجتمع، و"لكن لن يطول هذا الامر كثيراً مع وجود المنظمات وجماعات الضغط المطالبة بمزيد من الحريات الدينية في المجتمعات المسلمة والبلدان العربية". 


ليس الكليبي الشاب اليمني الوحيد الذي التقينا به والذي يفاخر بارتداده عن الاسلام، فهناك العشرات من الشباب الذين فوجئنا بتواجدهم في محافل عدة.


يقول جبريل العابر، شاب اعتنق المسيحية آواخر العام 2015، "أنا أرفض أن يتم وصفي بالخائن، أنا مرتد عن الاسلام صحيح، لأنني وجدت الراحه بالمسيح وأتمنى أن تعطو فرصة للمسيح ليغير حياتكم". 


وعن سؤالنا للشاب العشريني عن سبب ارتداده عن الاسلام، يقول العابر "بصراحة الاسلام أنتج لنا الدواعش والقاعدة ونحن كشباب نريد التغيير، ونريد أن نعيش حياتنا بسلام ونمارس إيماننا المسيحي في أوطاننا والوطن للجميع".


ويؤيد الناشط الحقوقي، فراس شمسان، ما أسماه "حرية اختيار الدين" لأي مواطن يمني، كون هذا الأمر يعد حرية شخصية. ويؤكد شمسان في تصريح لـ"العربي" أنه تأثر شخصياً برسائل التسامح الموجهة من قبل بعض وسائل الاعلام المسيحية للمجتمع اليمني، والتي يقدمها أشخاص يمنيون اعتنقوا المسيحية وأصبحوا اليوم في مستوى معيشي أفضل مما كانو عليه من قبل.


ويضيف "للأسف لا يعرف الكثيرون من الناس المعاناة التي يعانيها من غيّروا دينهم في اليمن مثل فاطمة السالم، التي انتهكت حريتها وإنسانيتها حيث وصفتها الدولة آنذاك بالمجنونة، وأدخلت المصحة النفسية، بعد أن قررت ترك الدين الإسلامي واعتناق المسيحية، وبعد أن روّعتها مجزرة مستشفى العرضي في صنعاء، والتي راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل وجريح قبل ثلاثة أعوام". 


يذكر أن العاصمة صنعاء تخلو من أي وجود للكنائس؛ وأما في مدينة عدن التي كانت تضم عددا من المسحيين الأجانب بحكم تواجد الاستعمار البريطاني فتوجد فيها ثلاث كنائس كانت تتبع في إدارة شؤونها إلى القنصلية البريطانية في عدن، لكنها اليوم مغلقة، ولهذا فإن الأجانب المسيحيين وبعض اليمنيين المسيحيين يمارسون طقوسهم الدينية في بيوت خاصة وبسرية تامة.اليمنيون المسيحيون يمارسون طقوسهم الدينية في بيوت خاصة وبسرية تامة


آلاف المسيحيين 
على الرغم من تحدث وسائل اعلامية عن وجود آلاف اليمنيين المسيحيين داخل اليمن وخارجها إلا أنه لم يكن احد من اليمنيين ليصدق أن هناك المئات من المسيحيين من أبناء جلدتهم يعيشون بينهم، بسبب عدم مجاهرة أحد بأنه قد "تنصر".


مؤخراً كشف موقع "أبونا" المختص بإحصاء مسيحيي العالم أن عدد المسيحيين داخل اليمن سواء من السكان الأصليين واللاجئين يقدر بنحو 41 ألف، فرّ الكثير منهم العام الماضي من اليمن بسبب الحرب. 


وتتطابق هذه النسبة مع قاعدة بيانات المسيحية العالمية التي ذكرتها مصادر الأمم المتحدة بحسب الـ"بي بي سي".


وفي هذا الصدد يوضح المختص في الانثروبولوجيا اليمنية، الدكتور عبدالجبار ردمان، أن ارتداد عدد من الشباب اليمني عن الاسلام ودخوله للمسيحية بالتحديد لايرقى لوصفه بالظاهرة كون الأمر مبالغ فيه وإن وجدت أعداد كبيرة من الشباب الذي تأثر بالبرامج والأنشطة التي تقيمها عدة مؤسسات تبشيرية تعمل في اليمن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.


ويوضح ردمان أن الكثير من الشباب "يلجأ للتحايل والتظاهر بأنة اعتنق المسيحية من أجل الحصول على فرصة عمل في أوروبا أو امريكا"، مضيفاً أنهم "عندما يقضون حاجتهم يتراجعون عما أقدموا عليه".


إلا أن ردمان لا ينفي وجود يمنيين اعتنقوا المسيحية عن قناعة ويبرر ذلك بأن "الكثير من اليمنيين عاشوا الويلات بسبب الأحداث المؤلمة التي وقعت والتي كانت نتاج للعنف الذي تسببت به الجماعات الدينية المتطرفة والجماعات التي تدعي الحق الإلهي في الحكم والتي ظهرت مؤخراً في اليمن منذ بداية الحرب، كما أن للأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها اليمنيون تأثير كبير". 


وزارة الأوقاف: سنلاحقهم
قبيل اندلاع الحرب منتصف شهر مارس 2015 كانت بعض المنظمات والمؤسسات المسيحية تتواجد في عدد من المدن اليمنية منها "البعثة المعمدانية الأمريكية" في جبلة والتي يمتد نشاطها إلى محافظتي تعز و الحديدة، وفي صنعاء وعدن وباقي المحافظات ينشط التنصير عن طريق الجمعيات الدولية ذات الاهتمام الإنساني والمهتمة بالأمومة والطفولة وذوي الاعاقة والبيئة والسياحة، إضافة إلى المدارس الخاصة ومعاهد تعليم اللغات والابتعاث الدراسي.


وكيل وزارة الأوقاف اليمنية، الشيخ جبري ابراهيم، أكّد  أن "المجتمع اليمني لن يقبل بوجود يمنيين مرتدين عن دينهم مهما كان الثمن"، موضحاً على أن "القانون اليمني يمنع التحول من الإسلام لأي ديانة أخرى، وقد تصل عقوبة المرتد حد الإعدام".
وشدد ابراهيم على"أن الدولة والمجتمع سيلاحقون المرتدين أينما كانوا وسيلاحق من يؤيدهم ويناصرهم". 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً